سوف نترك كل ذالك وننتقل إلى نقطة أخرى مهمة, فإذا كنا نتحدث عمن يقتلون علانية فلماذا لا نتحدث عمن يقتلون بصمت ومنذ عشرات السنين ومع ذالك لم نسمع أن أحدهم قد تعرض للمحاكمة أو تم إتهامه بجرائم حرب. شركات صناعة المواد الغذائية تقتل أطفال العالم ببطئ عن طريقة أغذيتها المليئة بالسكر والمواد الحافظة. أمراض مثل السكري عند الأطفال أصبحت أكثر شيوعا وهناك من يتوفون في عمر مبكر بسبب أمراض سببها أنهم محاصرون في عاداتهم الغذائية فإذا إستغنوا عن تناول اللحوم بسبب تسممها بالهرمونات والمضادات الحيوية التي يتم حقن الحيوانات بها وإستبدلوا ذالك بتناول الأسماك, فسوف يصابون بتسمم الزئبق حيث تزداد تركيزاته في البحار بسبب نفايات السفن العابرة وإلقاء مخلفات المصانع والصرف الصحي فيها. وإذا تخلوا عن تناول اللحوم بكافة انواعها وإستبدلوا ذالك بتناول الخضار والفواكه, فسوف يصابون بالتسمم بالمبيدات الحشرية. الأغذية المعدلة وراثيا هي أحد أكبر الجرائم التي ترتكب بحق الجنس البشري وتؤثر فيه على المدى الطويل حيث ثبت علاقتها بالكثير من الأمراض القاتلة. هل نظر أحدكم إلى الفواكه والخضار التي يضعها على مائدته لأطفاله قبل شرائها؟
البريق والملمس الناعم الذي تتميز به الخضار والفواكه خصوصا التفاح هو عبارة عن مادة شمعية شديدة السمية تعد أحد أسباب الإصابة بالسرطان ولا تزول بالماء والصابون ويفضل أكل الفواكه خصوصا التفاح بعد تقشيرها بينما هناك أنواع فواكة وخضار غير قابلة لذالك كفاكهة الكرز مثلا.
شركات تعبئة المياه المعدنية التي ليس عندها مشكلة لو مات من العطش من لايملك ثمن فاتورة إستهلاكه من المياه هي مثال أخر على الجشع الذي لا تتم محاسبة مرتكبه ولا تحميله أي مسؤولية.
للأمانة الإعلام الغربي يتحدث عن كل ذالك وهناك الكثير من الإنتقاد في وسائل الإعلام المختلفة حتى تلك اليمينية التي تتبع إمبراطوريات إعلامية معروفة لشركات صناعة الأغذية وشركات المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا وحتى شركات الأدوية ولكن ذالك يدخل في إطار حملات دعاية وإعلان وصراع نفوذ ومصالح بين تلك الشركات ولا علاقة له بمصلحة المستهلك أو الإهتمام بصحته.
هناك الكثير من العيوب والأخطاء في الدول العربية بلا إستثناء. أخطاء في مجال الحكم أو الإدارة أو الإقتصاد وفي كل المجالات. ولكن كما أجاب غاندي على البريطانيين حين هددوا بالفوضى التي سوف تكون بالهند إذا رحلوا, فأجابهم "تلك الفوضى تخصنا نحن". يجب أن يكون لدينا وعي بان لا نقبل أن تسرق وسائل الإعلام خصوصا الأجنبية عقولنا وتحاول أن تقدم لنا صور الديمقراطية الزائفة وتروج للخراب في بلادنا تحت مسمى الحرية. وكما نقل عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "حين يتعرض أمن بريطانيا للخطر فلا يحدثني أحد عن حقوق الإنسان" فحين يتعرض أمن أي بلد في الوطن العربي فلا يحق لأحد التحدث عن حقوق الإنسان.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
نهاية الجزء الرابع والأخير
No comments:
Post a Comment