يقال وعلى ذمة الرواة وهم من يعنى بهم في عصرنا الحالي إعلاميون ممن تربوا في مزابل إعلامية تسمى مجازا محطات فضائية وتلفزيونية أن قضية التنازل عن جزر صنافير وتيران سوف تعرض على البرلمان المصري لإقرارها أو إقرارها أما في السعودية فلا وجود أصلا للبرلمان والإعلاميون السعوديون رحبوا مقدما بعودة أراضيهم المسلوبة منهم. وأنا لست هنا ألوم الحكومة المصرية أو السعودية فمفهوم العولمة والرأسمالية القائم على مبدأ أن من يملك المال له الحق بشراء كل شيئ وأي شيئ ممن لا يملك المال حتى أنني قرأت قصة لا أعرف صحتها أن مسؤولا أوروبيا قد تخلى عن زوجته الشابة لمسؤول عربي كان يزور بلاده لتوقيع صفقة ضخمة تدر عائدات بمبالغ فلكية. العولمة وصل نخرها لبيع الأراضي والأنفس والأوطان وكل شيئ تحول إلى سلعة قابلة للبيع في ظل الرأسمالية ومفهوم العولمة.
أول سؤال يتبادر إلى ذهني وموجه لكل إعلامي مصري مؤيد للسيسي أو معارض له لا فرق هو كيف سوف تعرض قضية إعادة أراضي سعودية تحت السيطرة المصرية على البرلمان المصري للسيادة السعودية؟ هل يحتاج ذالك إلى موافقة البرلمان حيث يقال أن تصريحات مسؤولين حكوميين مصريين بأن الجزيرتين هي أراضي سعودية؟ وماذا عن تصريحات الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي إعتبر الجزيرتين أراضي مصرية؟ وماهو سبب تكتم الحكومات السعودية المتعاقبة وأجهزتها الإعلامية عن قصة الجزيرتين وأنهما تقعان ضمن الأراضي السعودية؟ المشكلة أن الإعلاميين السعوديين وأي شخص سعودية عادي كان يتهرب من قضية الجزيرتين وهي نقطة سوف أوضحها في نهاية الموضوع.
المصيبة أنني كشخص عادي متابع للأحداث لم أشاهد أي عرض تاريخي منطقي من أي طرف سواء السعودية أو مصر يثبت أحقية أي طرف بجزيرتي صنافير وتيران وبصراحة هناك مبالغ مالية هائلة أو كما يطلق عليها السعوديون (الرز) وهي سلعة أساسية في غذاء السعوديين دخلت على الخط وتستخدم مجازا ككناية عن الأموال التي تمتح من الحكومة السعودية للدول الأخرى. هناك من يقول أنها عبارة عن رشوة مباشرة أو مشاريع أو نفط مجاني أو بأسعار تفضيلية أو مشاريع مدن جديدة لا يهم, بالنسبة لي كل ذالك لا يهم. فالمهم بالنسبة لي هو تسائل محير عن التوقيت؟
تخيلوا أنه حتى نظام مجرم الحرب المدان دوليا والمطلوب إعتقاله عمر حسن البشير أصبح يهدد فيما يتعلق بموضوع حلايب وشلاتين ولست أدري إن كانا ضمن الأراضي المصرية أم سوف يخرج رئيس وزراء مصر أو وزير خارجيته ويصرحان بعد كل تلك السنين بأن المنطقتين هم أراضي سودانية وأنهما كانتا تحت الحماية المصرية من أجل الأمن القومي العربي.
الكليات الإعلامية في الوطن العربي تقبل من هم بالكاد نجحوا في الثانوية العامة كما يقولون بالعامية دفشا فينتهي بهم الأمر نجوما في محطات إعلامية ولهم برامج خاصة ينظرون فيها على خلق الله مع أن بائع سجائر في أي كشك في مصر سوف يفهم أكثر منهم. أما في السعودية فيكفيك أن تكون مقربا من أحدهم حتى يتم تعيينك رئيس تحرير أو أن تملك مالا تشتري به صحيفة من بابها لمحرابها لمزرابها وتقوم بتوظيف عشرات الصحفيين يكتبون مقالات بإسمك تقوم بتوقيعها بإسمك وقد تنال المديح والثناء وربما جوائز إعلامية على الرغم من كونك أميا بالكاد تعرف توقيع الشيكات وكتابة إسمك.
لست ألوم الحكومة المصرية أو مؤيديها أو معارضيها أو صحفييها ولا الحكومة السعودية وأجهزتها الإعلامية المتضخمة والمتخمة جيوب موظفيها بالأموال. كما أنني لست ألوم الشعب المصري ولا الشعب السعودي فهم تم خداعهم على مدى عشرات السنين حول ملكية جزيرتي صنافير وتيران. إن إنعدام الشفافية والمحاسبة والمصداقية قد زاد في تأزيم مسألة الجزر فماذا لو لم يوافق البرلمان المصري على التنازل عنها؟
على فكرة الجزر ليست مصرية ولا سعودية بل هي إسرائيلية ولذالك يتهرب من النقاش فيها كل الأطراف المعنية والمشكلة على ملكيتها (ملكية إسمية) بين الطرفين لا تعني إسرائيل بشيئ فهناك قوات أمم متحدة في المنطقة والرغبة الإسرائيلية بعد تكرار أزمة إغلاق المضائق سنة 1967 سوف تفرض نفسها وشروطها على الطرفين ولا تغركم عنتريات المسؤولين على شاشات التلفاز فهي من أجل الضحك عليكم وعلى لحاكم أو ذقونكم الحليقة, لا فرق.
مع تحيات مدونة علوم وثقافة ومعرفة
النهاية
No comments:
Post a Comment