Flag Counter

Flag Counter

Sunday, May 1, 2016

أنقذوا سوريا

وبدلا من إطلاق شعار أنقذوا سوريا من سواطير يأجوج ومأجوج الذي نقبوا السور وفتحوا فيه ثغرة بإسم الربيع العربي والحرية والمظاهرات السلمية والديمقراطية المزعومة, يتم بتنسيق إعلامي مدهش إطلاق حملة أنقذوا حلب بعد أن إقترب الجيش العربي السوري من إطباق حصاره على إرهابيين من جنسيات أجنبية مختلفة وقلة منهم مواطنون سوريون. وبدلا من إطلاق شعار أنقذوا مخيم البرموك من داعش والنصرة وغيره من فصائل إرهابية أجنبية تحتل المخيم وتمعن التنكيل بسكانه, يتم إلقاء اللوم على الحكومة السورية والجيش والأمن لحصارهم المخيم وإقامتهم الحواجز وكأنه على الجيش السوري إلغاء كافة حواجزه حول مخيم اليرموك ومناطق أخرى ليزحف منها الإرهابيون بكل حرية ويحتلوا العاصمة ويفتكوا بسكانها كما فعلوا في مدن وقرى أخرى.
التنسيق الإعلامي خصوصا صور بروفايلات الفيسبوك الحمراء يثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن وراء تلك الحملة وغيرها من الحملات قدرات تتجاوز أفرادا عاديين تستخدم أحدث تقنيات علم النفس والعلوم الإجتماعية في مخاطبة العقل الباطن أو منطقة اللاشعور التي تتأثر بالعواطف وليس بالحقائق وتعمل ضمن منطق ومفهوم الجماعة أو القطيع وليس بجهود فردية. وأنوه هنا إلى إستعانة الخبراء الإعلاميين الذين يشرفون على أكبر حملات الكذب الإعلامية منذ نهاية الحرب الباردة إستخدامهم لمقولة وزير الدعاية الأشهر في التاريخ وهو غوبلز "إكذب إكذب إكذب حتى يصدقك الناس" فهم يكررون الكذبة حتى تدخل إلى عقلنا الباطن وتتحول إلى صورة نمطية يصعب إزالتها بل يكاد يكون ذالك مستحيلا.
أثبت التاريخ وبما لا يدع مجالا للشك فشل مذهب الثورات المدمرة ومذهب الفوضى الخلاقة وأن الهدف النهائي لتلك المذاهب ليس الحكم أو البناء بل الفوضى والهدم. كل ذالك تم إثباته بداية من الثورة الفرنسية والثورة الإنجليزية وأن من يقومون بعبئ تلك الثورات هم أقلية يملئ قلوبها الحقد على وضع قائم لاترى فيها بيئة مناسبة لتحقيق أهدافها في التدمير والتخريب وأنها لايهمها مصلحة الشعب الذي تعلم تلك الجماعات علم اليقين كيف تجعله يلقي بنفسه من حافة الهاوية لو رأى قادة تلك الجماعات في ذالك تحقيقا لأهدافهم الخبيثة.
ليس لي عقل باطن ومنطقة اللاشعور ألغيتها وكفرت بالثورات الفوضوية والإعتصامات الفارغة من أي معنى والإضرابات التي فائدتها الوحيدة الإضرار بالصناعة والإقتصاد بل والقائمين عليها الذي هم بشكل عام ممن ينتمون إلى قاع المجتمع في أي بلد أغلبهم لم ينل حظا من التعليم لسبب من الأسباب مما ولد لديهم حقدا دفينا على المجتمع بكافة فئاته خصوصا الأغنياء حتى لو بدأ أحدهم من الصفر فإن ذالك لن يشفع له عند أولئك الرعاع.
تعودت على تلك النوعية من الحملات الإعلامية مثل إنقذوا حلب فهم يكررونها في كل مدينة مهمة أو موقع عسكري مهم يقترب منها الجيش العربي السوري ويطبق حصاره على الإرهاببين فيها الذين يهرب بعضهم إلى أقرب مدينة أو قرية للموقع المحاصر ويبدأون بالقتل وإرتكاب ماتقشعر له الأبدان وفي النهاية يتم إلقاء اللوم على من تطلق عليهم محطات مثل الجزيرة والعربية لقب الشبيحة بينما يظهر القتلة الحقيقيون على شاشات الفضائيات بنعون القتلى ويذرفون الدموع وبكل وقاحة مطالبين بإسقاط النظام ومستجدين التدخل الدولي.
الهدف من إستهداف سوريا ضمن أجندات مايطلقون عليه تسمية الربيع العربي هو أن تحل ديكتاتورية الجماهير محل ديكتاتورية النظام السوري المزعومة والمصطلحات مصادرها قنوات مثل الجزيرة والعربية والسي إن إن العربي والبي بي سي العربي وغيرها. أعترض على تلك المصطلحات فلست أرى النظام السوري ديكتاتوريا لأن من يصفه بذالك هو محطات تقوم في الوقت نفسه بالترويج للديكتاتورية الدينية وحكم الكهنة وطغيان رجال الدين الذي لا مانع لديهم من المسارعة بقطع رؤوس مخالفيهم بسبب كلمة أو رميهم في السجون بسبب مقالة يفهم منها بشكل غير مباشر إنتقاد النظام.
لماذا لا يجرب أحدهم ممن لايعجبه نظام الحكم في سوريا أن يعيش مثلا في كوريا الشمالية أو سنغافورة التي تطبق قوانين تعاقب من يبصق في الشارع بغرامة مالية كبيرة أو تسجن المنتقدين وتكمم الحريات في ظروف معينة؟ لماذا لايذهبون للعيش في بريطانيا التي نقل عن رئيس وزرائها ديفيد كاميرون "عندما يتعرض أمن بريطاني القومي للخطر فلا يحدثني أحد عن حقوق الإنسان". لماذا لم نسمع صرخة إحتجاج من قبل نفس الجهات والمنظمات الحقوقية على الحرب التي شنتها الحكومات البريطانية المتعاقبة على المتظاهرين الإيرلنديين الذي قاموا بتنظيم أنفسهم في منظمة سلمية تسمى الجيش الجمهوري الإيرلندي؟ نفس الصحف والجرائد والوسائل الإعلامية المختلفة التي لم نسع لها صوتا في تلك الفترة إلا إن كان صوتا مؤيدا لحرب الحكومة البريطانية على الإرهاب, تقوم الأن بإنتقاد الحكومة السورية وتبني شعارات زائفة كأنقذوا حلب. نفس تلك الوسائل الإعلامية قامت بتوفير التغطية والتبريرات لجرائم متعددة منها قتل مئات الألاف من أطفال العراق وتدمير جيلين كاملين على الأقل من أبنائه وإرجاع ذالك البلد عصورا للوراء.
ولو أن تلك الجهات خصوصا الأجنبية مثل منظمات حقوق الإنسان قد أطلقت حملة أنقذوا اللاذقية حين تفاخر الغوغاء بقطع رؤوس السوريين على الهوية ونشر الصور على تويتر وفيسبوك بدون أي إعتراض أو حذف الحسابات لقلت أنهم جهات محايدة مهمتهم نزيهة ومصادرهم تتمتع بالمصداقية. ولو أن محطة السي إن إن إنتجت برنامجا وثائقيا عن عشرات النساء والأطفال في قرى اللاذقية الذين خطفهم مجرمون يعملون تحت مسمى جبهة النصرة ووصفوهم بالسبايا أسوة بطالبات نيجيريا الذي خطفتهم حركة بوكو حرام الإجرامية لأصبحت من متابعي تلك المحطة الدائمين المدافعين عن مصداقيتها. لو تم حمل لافتات في الولايات المتحدة تطالب بإطلاق سراح المخطوفين في اللاذقية كما حصل بخصوص المخطوفات من طالبات نيجيريا لأعتبرت ذالك البلد راعي للحريات والشفافية الإعلامية بدون منازع.
المخطوفون من ريف اللاذقية وخصوصا الأطفال إنتهى الأمر بأغلبهم قبل أن يقوم الجيش السوري بتحرير ماتبقى منهم شهداء بسلاح المعارضة الكيماوي في حلب في محاولة لإستجداء التدخل الدولي بحجة إستخدام أسلحة دمار شامل من الحكومة السورية ضد الشعب. وفي أي توقيت قررت الحكومة ذالك؟ في نفس توقيت زيادة وفد الأمم المتحدة لمناطق مجاورة!!! الحكومة السورية التي إمتنعت عن إستخدام السلاح الكيماوي في منطقة وادي اللجاة قرب السويداء والتي تخلو من السكان ولكن بالتأكيد ليس من الإرهابيين, تقرر إستخدامها في مناطق مأهولة بالسكان الأطفال حصريا والذي تركهم أهاليهم وفروا وفق المثل القائل "إذا جائك الطوفان ضع إبنك تحت قدميك".
لايوجد وضع يقارن سوريا قبل الأزمة بسوريا بعدها كما أن هناك كثير من الأمور سوف تتغير بعد بداية مظاهر إنحسارها إثر تطهير مدينة حلب من رجس الإرهاب الديني وأنصار ديكتاتورية الجماهير. على الجميع أن يعترفوا بفضائل ومزايا نظام حكم الرئيس السوري خصوصا التعليم المدرسي والجامعي والعلاج برسوم جدا رمزية, الإكتفاء الذاتي من إنتاج القمح, زراعة متطورة أدت إلى نشوء إتجاه لتصدير كميات كبيرة من الفائض الزراعي لعدد كبير من الدول, نظام علاج طبي ورعاية صحية يتطور بإستمرار ليغطي كامل التراب السوري, صناعات دوائية على درجة عالية من التقدم وتصدر لعدد من الدول العربية والأجنبية, صناعة منسوجات وملابس خصوصا في مدينة حلب على أعلى مستوى من الجودة والإتقان, ديون خارجية معدومة وبنك مركزي لا يمتلكه مستثمرون بل هو مملوك للشعب السوري وبالتالي للحكومة السوري المسؤولة عن إصدار العملة والتحكم بكمية النقد وتلك الإستقلالية تزعج البعض من القطيع المغرم بالتبعية للأجنبي.
لست أستغرب من محاولة الترويج للفاشلين دراسيا والعاطلين عن العمل وأصحاب المهن المتواضعة والأميين الجهلة على محطات فضائية ووسائل إعلامية من صحف ومجلات لمحاولة منحهم هالة إعلامية لعل وعسى ينفع ذالك بتقوية موقفهم التفاوضي في جنيف وغيرها حيث تضم وفود المعارضة واجهات إعلامية لا تملك من أمرها شيئا لأن الكلمة النهائية لمن يملكون السلاح على الأرض وأغلبهم فصائل مكونة من إرهابيين أجانب يتلقون تمويلا من جهات لا ترغب ولا هم يرغبون في إنتهاء الأزمة ولو دامت 40 سنة أخرى. والسبب في عدم إستغرابي هو قرائتي لتاريخ الثورات التي إنتهت إلى نتيجة عكسية خصوصا الفرنسية والبريطانية والتي تولى المسؤولية والسلطة أشخاص أغلبهم ينتمون للمذهب الفوضوي يعشقون منظر الخراب ومدمنون على منظر الحرائق ورائحة الدم.
الجيش العربي السوري هو الأولى بإنقاذ حلب فدعكم من التدخل بشؤون الأخرين ومحاولة التاثير عليهم بوسائل دعاية إعلامية رخيصة وصور قديمة أو مفبركة تعود لأحداث في بلدا أخرى وتوقفوا عن إستخدام العواطف والعزف على الأوتار الحساسة وأنقذوا أنفسكم من الغرق في مستنقع الإعلام المأجور فأنفسكم أولى بمحاولة إنقاذها.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment