Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, March 1, 2022

الولايات المتحدة تستخدم النفط سلاحا ضد حلفائها قبل أعدائها

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان صريحا وواضحا حين سألوه عن أسباب تواجد القوات الأمريكية في سوريا حيث أجاب:"أريد حصتي من النفط." إن كمية النفط التي تنتجها سوريا لن تؤثر في الأسواق و توازن العرض والطلب على المستوى العالمي ولكن الولايات المتحدة تبحث عن سبب من أجل البقاء في سوريا حتى لو عبر شركات النفط وعدم السماح للدول الأخرى مثل روسيا أن تبقى هناك منفردة. الرئيس السوري ذكر ذلك خلال إحدى مقابلاته أن دونالد ترامب أفضل رئيس أمريكي لأنه صريح وواضح.

إذا الصراع على سوريا جوهره هو صراع على مصادر الطاقة وفي ظاهره أحد فصول الحرب الباردة التي تحاول الولايات المتحدة استكمالها أو تحاول إعادة إحيائها بعد انهيار جدار برلين وسقوط الاتحاد السوفياتي. القضية ليست مسألة حريات وحقوق إنسان وغير ذلك من المفاهيم البراقة التي تستخدم من أجل ابتزاز الدول الأخرى. السلام العالمي سوف يصيب الدول الغربية في عصب شرايين اقتصادها, السلاح والنفط حيث سوف تنخفض المبيعات والأسعار. الولايات المتحدة لديها تاريخ من التلاعب بأسعار النفط عبر إشعال الحروب والاضطرابات والأزمات في مناطق مختلفة من العالم. 

كما أنَّ الولايات المتحدة لديها سجل حافل من التلاعب بحلفائها المهم هو مصالحها. وحتى لا نبتعد عند حديثنا عن الأمثلة التي تدل على صحة ما سبقت ذكرته في هذا الموضوع ومواضيع أخرى سابقة فإنه يمكننا الحديث عن الأزمة الأوكرانية-الروسية. هناك مجموعة أسباب تؤدي إلى تأزم الوضع ولكن أمن الطاقة يبقى هو السبب الرئيسي. إنَّ خطوط الغاز والنفط التي تزود أوروبا بنفط وغاز روسيا تمر من أوكرانيا حيث تعتبر مصدرا رئيسيا. الولايات المتحدة من خلال إشعال فتيل الأزمة والإصرار على ضم أوكرانيا الى حلف الناتو سوف تستفيد بشكل رئيسي حيث يمكنها من هدفين, الأول هو التحكم حلفائها الأوروبيين من خلال التحكم بمصادر الطاقة, بينما الثاني هو ارتفاع أسعار النفط والغاز حيث سوف تستفيد شركات النفط الأمريكية والبريطانية.

ولكن تلك ليست أول مناسبة تحاول الولايات المتحدة من خلالها أن تقوم بشن هجوم على النمو الصناعي في دول حلفائها الأوروبيين. في مناسبة سابقة خلال الحظر النفطي(١٩٧٣-١٩٧٤) إرتفعت أسعار النفط ٤٠٠% مما أدى إلى الكثير من المعوقات أمام الاقتصادات الأوروبية ثم اشتعلت فجأة ومن دون سابق إنذار الحرب العراقية-الإيرانية مما أدى الى الصدمة النفطية الثانية حيث وصل سعر البرميل الى ٤٠ دولار تقريبا. اليابان كانت ضحية أخرى من ضحايا الولايات المتحدة حيث فُرِضَ عليها من خلال معاهدة بلازا(١٩٨٥) واتفاقية اللوفر(١٩٨٧) على تخفيض سعر الفائدة مما أدى زيادة التسهيلات الائتمانية وفقاعات في أسواق البورصة والعقارات إنفجرت لاحقا حيث مازال الإقتصاد الياباني يعاني من أطول فترة كساد في تاريخه. إن ارتفاع سعر الين أمام الدولار أدى إلى تأثُّر قطاع التصدير في اليابان خصوصا الى الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر أسواق المنتجات اليابانية. 

المشكلة التي يعاني منها الكثيرون في مواقفهم التي يتخذونها بناء على معلومات غير كافية حيث أنَّ وسائل الإعلام الأمريكية بارعة جدا في التلاعب بالعقول وغسيل الدماغ. الشعوب في الوطن العربي وحتى دول غربية مغيَّبة تماما عن تلك الحقائق والمعلومات حيث أن وسائل الإعلام يتم التحكم فيها بسيطرة مطلقة من مجموعة صغيرة من خمسة أو ستة شركات إعلامية عملاقة. ولعل أبرز مثال هو ما حصل خلال أحداث الربيع العربي في مصر حيث زعمت البي بي سي الإخبارية البريطانية أن رئيس مصر السابق محمد حسني مبارك لديه حسابات سرية في بنوك سويسرية وأوروبية بمبالغ تصل الى ٧٠ مليار دولار. كل ذلك كان من ترويج الكذب والهراء والمبالغات ولم يتم تقديم وثيقة واحد تؤيد ذلك.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment