Flag Counter

Flag Counter

Thursday, March 24, 2022

سنة ٢٠٣٠, أهم الأحداث والمتغيرات(الجزء الثاني)

الحقيقة أن رؤية ٢٠٣٠ في المملكة العربية السعودية ليست من بنات أفكار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ولاحتى من بنات أفكار شركة ماكينزي الإستشارية الأمريكية بل هي سنة مرتبطة بعدد من المتغيرات في العالم على عدة مستويات اقتصادية, إجتماعية, سياسية وحتى بيئية. في السعودية قاموا بنسخ الفكرة وحتى في مصر قاموا بنفس الشيء وكأنهم وجدوا جزيرة الكنز بعد كل تلك السنين من البحث. ولو نظرنا الى الآراء في الغرب حول سنة ٢٠٣٠ فإننا سوف نجدها تختلف بالكليَّة عن تلك التي في السعودية أو مصر.

هناك عدد من البنود التي تتعلق بتلك السنة التي سوف تعتبر مميزة خصوصا في القارة الإفريقية حيث سوف يكون هناك طفرة سكانية تتوافق مع نهضة صناعية غير مسبوقة. إن كل ذلك يعود بالفضل الى إستغلال مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية تقدَّرُ مساحتها ٥٠٠ مليون هكتار وهي تعادل مساحة دولة المكسيك. لكن ذلك لن يكون بدون عوائق لعل أهمها توفر المياه والنزاعات والحروب الأهلية التي تمزق عدة دول إفريقية مثل نيجيريا. هناك عدة نماذج ناجحة في القارة السمراء مثل بوتسوانا التي تمتلك ثروات معدنية ومناجم الماس وكذلك دولة رواندا التي عانت من حروب عرقية سقط ضحيتها مئات الآلاف ولكنها اليوم تعيش نهضة تنموية وتعتبر من أكثر بلدان القارة الآمنة.

ولكن على العكس تماما, سوف تعاني القارة الأوروبية من تدني نسبة المواليد الجدد مما يهدد طريقة الحياة الأوروبية والعائدات الضريبية وكذلك برامج التقاعد. ولكن ليست دول القارة الأوروبية هي الوحيدة التي تعاني من تلك المشكلة بل دول آسيوية تعاني من تدني نسبة المواليد أو زيادة عدد المواليد الذكور على الإناث خصوصا في دول مثل الهند, الصين واليابان. إنَّ أسباب تلك المشكلة الديمغرافية تختلف من بلد الى أخر. في الصين تعتبر سياسة الطفل الواحد هي أحد الأسباب حيث تفضِّلُ الأسر الصينية المواليد الذكور, بينما في الهند فإنَّ الأسباب هي العادات والتقاليد جيث تدفع النساء المهر للزوج وليس العكس. أما اليابان فإن المشكلة مزمنة للغاية حتى أن الأسرة الإمبراطورية من دون ولي ذكر للعهد وليس في اليابان برنامج الهجرة أو التجنس.

قضايا البيئة والتغير المناخي تشغل حيزا مهما في آراء المحللين والمختصين حيث من المتوقع حصول عدة تغييرات سوف يكون لها إما تأثير سلبي أو إيجابي. إنَّ المدن سوف تشغل سنة ٢٠٣٠ مايعادل ١.١% من مساحة الأراضي الثابتة(من دون حساب المسطحات المائية) ولكنها سوف تحتوي على ٦٠% من سكان الكرة الأرضية ٨٧% من الانبعاثات الكربونية. ولكن هناك أمر مهم قد لا يلتفت اليه الكثيرون وهو أنَّ ٨٠% من سكان المدن سوف يكونون معرَّضين الى تأثيرات التغير المناخي وإرتفاع مستوى مياه البحر. هناك عدة دول أوروبية مثل سوف يكون تأثير المشكلة مضاعفا لأن مستوى أراضيها منخفض عن مستوى سطح البحر بينما أجزاء كبيرة من مدينة نيويورك أو سان فرانسيسكو أو لوس أنجلس سوف تغرق في مياه البحر.

وصولا الى سنة ٢٠٣٠ سوف يكون هناك تغيرات في السلوكيات الإجتماعية و الاستهلاكية للأفراد قد تصب في مجملها في صالح قضايا البيئة والتغير المناخي أو قد يكون لها تأثير سلبي. جيل الألفية ولد وعاش في عصر التكنولوجيا وثورة وسائل التواصل الإجتماعي وسوف يستمر تأثير التكنولوجيا على تصرفاتهم في كافة المجالات. جيل الألفية سوف يكون مميزا في إستخدامه للتطبيقات ومايعرف بالاقتصاد التشاركي حيث تعتمد خدمات شركات مثل كريم وأوبر وتتبنى ذلك التوجه.  كما أنَّ جيل الألفية سوف يكون أقل رغبة في التملك خصوصا منزل أو سيارة حديثة حيث أنَّ التطبيقات الموجودة على الهواتف الذكية تستطيع توفير الإحتياجات بضغطة زر. حتى أنه في مصر دخلت الدراجة النارية في خدمات تكسي أوبر وكريم وبأسعار مقبولة. كما أن دولا مثل جمهورية أرض الصومال تستخدم الهاتف المحمول على نطاق واسع بما يشبه البطاقة الإئتمانية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والمعرفة

النهاية



No comments:

Post a Comment