Flag Counter

Flag Counter

Friday, March 11, 2022

سنة ٢٠٣٠, أهم الأحداث والمتغيرات(الجزء الأول)

هناك الكثير من المفاجآت التي تحملها لنا سنة ٢٠٣٠ كما يرى بعض الخبراء والمحللين. وبالطبع بعيدا عن رؤية ٢٠٣٠ في السعودية, هناك الكثير من التوجهات والمتغيرات التي سوف يكون العالم على موعد معها في هذه السنة. إنَّ بعض هذه المتغيرات قد يكون إيجابيا وبعضها الأخر سلبيا ولكن بعيدا عن السلبيات والتي قد يكون أغلبها مرتبطا بمتغيرات جيو-سياسية, فإنني في هذه الموضوع وفي سلسلة مواضيع قادمة إن شاء الله سوف أقوم بالكتابة عن أهم المتغيرات الإجتماعية, الإنسانية والإقتصادية والتي ترتبط بأحداث سنة ٢٠٣٠ حيث أنَّ تلك السنة سوف تكون علامة فارقة في تاريخ البشرية.

إنَّ بلدان الصحراء الإفريقية سوف تشهد نهضة تنموية غير مسبوقة مع حلول سنة ٢٠٣٠ حيث يرى بعض الخبراء أنها سوف تشهد ميلاد الثورة الصناعية القادمة. إنَّ ذلك الرأي هو أمر مثير للإهتمام ويستحق التوقف عنده والبحث عن الأسباب التي دفعت أولئك الخبراء والمحللين الى تبني ذلك الرأي. أحد أهم تلك الأسباب هي أنَّ هناك مساحة من الأراضي القابلية للزراعة والغير مستغلة حاليا تبلغ ٥٠٠ مليون فدان وهي تعادل مساحة دولة مثل المكسيك. وعلينا أن لا ننسى أمرا في غاية الأهمية يتعلق بالثورة الصناعية والتي بدأت في بريطانيا في نهايات القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر وهي أنها جذورها تكمن في القطاع الزراعي الذي شهد تغيرا في العلاقات الزراعية خصوصا إلغاء نظام الأراضي المشاع وتركيز الملكية الزراعية وبداية ظهور نظام اللوردات أو النبلاء الذي راكموا ثروات خصوصا مع تحسن وتطوير التكنولوجيا الزراعية. إن تلك الثورات التي تم إستثمارها لاحقا كانت هي الرأسمال الذي موَّل الثورة الصناعية في بريطانيا.

النقطة التالية التي سوف أتحدث عنها ربما سوف تعني الكثير بالنسبة الى النسويات وجماعات حقوق المرأة وهي ازدياد نسبة الثروات التي تملكها النساء من ١٥% سنة ٢٠٠٠ إلى ٥٥% سنة ٢٠٣٠.  المثير للإستغراب أنَّ الصحفية والكاتبة الأمريكية كانديس بوشنيل مؤلفة مسلسل الجنس والمدينة(Sex and the City) لا تدعم ذلك التوجه وترى أنه فكرة جمع النساء الثروة والسلطة معا هو فكرة قد لا ينظر لها المجتمع بطريقة إيجابية. ولكن ذلك التوجه ليس معزولا عن عدد من العوامل والظروف المرتبطة به منها أنَّ هناك المزيد من النساء سوف يشغلن مناصب قيادية وحتى مدراء في كبرى الشركات العالمية والبعض منهن قد يقرِّرُ الإنخراط في عالم السياسة. إنَّ ذلك التوجه هو تيار إجتماعي أو أحد المتغيرات الإجتماعية المرتبطة مع سنة ٢٠٣٠ وهو قادم لا محالة على الرغم من كافة المعوقات التي تقف في طريقه. هناك عدد من الأمثلة نجاح النساء في عالم المال والسياسة في دول غربية وإسلامية منها رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن, رئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد, رئيسة إندونيسيا السابقة ميجاواتي سوكارنوبوتري وغيرهم.

هناك قضية مهمة لا يمكن أن نتحدث عن التوجهات الإقتصادية والإجتماعية سنة ٢٠٣٠ بدون المرور عليها وهي الجوع. إن تلك المسألة محورية في إهتمامات الدول والحكومات والهيئات الدولية والجمعيات الغير حكومية ولكن البعض قد يختصرها في تخفيض الإنفاق العسكري أو الإنفاق الإستهلاكي في الدول الصناعية وأنَّ ذلك سوف يساهم في إنخفاض نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع. إنه حتى الأمور العادية أو المشاكل البسيطة التي يعاني منها العالم لا يمكن أن تقاس بتلك الطريقة. إن تخفيض الإنفاق العسكري أو الإستهلاكي قد يساهم في تخفيض نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع ولكنه لا يقدِّم حلا نهائيا لتلك المشكلة. أن إيجاد حل جذري لتلك المشكلة قد يكون بلا مبالغة نهاية النظام الرأسمالي لأنه قائم على إستغلال الطبقات الغنية لتلك التي أدنة منها حيث يتم شراء المواد الخام والأولية بأثمان منخفضة من بلدان في إفريقيا وآسيا وتصنيعها وإعادة تصديرها الى تلك البلدان وتحقيق أرباح خيالية. دورة رأس المال ونصيب كل فئة من الأرباح هو أمر مهم وحيوي من أجل المساهمة في تقديم حل ناجح لتلك المشكلة.

يتبع…


No comments:

Post a Comment