Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, March 15, 2022

خواطر على هامش الأزمة الروسية-الأوكرانية

كشفت أزمة الحرب الروسية-الأوكرانية عنصرية الغرب وزيف الشعارات التي يتغنى بها حول الحريات وحقوق الإنسان. أكثر من 350 الف لاجئ أوكراني تم إستقبالهم فورا في عدد من الدول الأوروبية ومن غير تذمُّر أو حالة من العدائية في وسائل الإعلام. كما كشفت تلك الأزمة حالة من الهستيريا ضد كل ماهو روسي حيث وصلت الى المطالبة من قبل سيناتور أمريكي ليندسي لوهان بإغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

إنَّ مسلسل إستهداف روسيا ليس مرتبطا مع الأزمة الأوكرانية أو شخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بل له خلفيات تاريخية حيث كانت الأراضي الروسية ومازالت مطمعا للدول الغربية. نابليون بونابرت حاول غزو روسيا ثم تمَّ توريط روسيا في الحرب مع اليابان سنة 1905 ثم الحرب العالمية الأولى والثانية حيث كانت ألمانيا هي الخصم ومن ثم الحرب البرادة وإنهيار جدار برلين حيث تفكَّكَ الإتحاد السوفياتي وكان ذلك أول نصر رئيسي تحرزه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ضد الإتحاد السوفياتي.

إنَّ أراضي الإتحاد السوفياتي الشاسعة تحتوي على ثروات طبيعية لا تقدَّر بثمن وعلى رأسها النفط والغاز ثم مناجم الذهب والألماس ومعادن أخرى. ولكن الأمر نفسه ينطبق على دولة روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفياتي. إنَّ روسيا تعتبر ثاني أكبر منتج للقمح في العالم تليها في المرتبة الثالثة أوكرانيا حيث هناك بوادر أزمة قمح على مستوى العالم بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية.

إنَّ الصراع الغربي مع روسيا الإتحادية هو صراع قوة حيث الحق بؤخذ من فوهة البندقية. ولأن الرئيس الروسي وخلفيته في العمل المخابراتي يعلم ذلك فقد سارع الى تذكير خصومه بأن روسيا تمتلك السلاح النووي وأنها سوف تستخدمه عند الضرورة. فلاديمير بوتين الذي وصل الى منصب الرئاسة قادما مباشرة من جهاز المخابرات السوفيتي كي جي بي(KGB) هو رئيس دولة وليس عازف غيتار كما تصوره بعض وسائل الإعلام العربية التي كان موقفها واضحا من البداية في الانحياز الى الولايات المتحدة.

أنَّ  المواقف الشعبية في دول عربية وحتى غربية صادمة للغاية حيث وقفت ضد روسيا وحيث أثبتت الولايات المتحدة أن سلاح الإعلام يمتلك تأثيرا مدمرا يتجاوز حتى أسلحة الدمار الشامل. المتأسلمون وأيتام داعش وشراذم قدامى المجاهدين في أفغانستان سارعوا الى التوجه الى أوكرانيا من أجل الجهاد ولذلك أعلن الرئيس الروسي عن تطوع أكثر من 16 ألف مقاتل من دول عربية من أجل القتال الى جانب روسيا. كما أن حلفاء روسيا خصوصا في الشيشان أرسلوا 10 آلاف مقاتل من أجل مساندة القوات الروسية في أوكرانيا.

إن مشكلة الولايات المتحدة أنها ترغب في إبتلاع العالم بأكمله يساندها ويؤيدها جيل البيغ ماك في الوطن العربي وهو جيل مخدوع بوهم إسمه الحربة الأمريكية والحلم الأمريكي يؤيد الولايات المتحدة ضد دولته وضد وطنه. إنَّ ذلك الجيل ليس لديه أي خلفية تاريخية عن أسباب الصراع الروسي-الأمريكي حيث تعتبر الأزمة الأوكرانية أحد فصوله أو جولة في معرمة. وسائل الإعلام الغربية لا تخبر مواطنيها أن الولايات المتحدة قامت بإغتيال صحفيين أمريكيين وأنَّ القوات الأمريكية قتلت وبأوامر مباشرة من الرئيس السابق باراك أوباما مواطنا أمريكيا في اليمن بدون محاكمة وأنهم في وقت لاحق قتلوا إبنه الراهق الذي لا يزيد عمره عن 16 سنة حيث تمت عملية الإغتيال بواسطة طائرات من دون طيار.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment