Flag Counter

Flag Counter

Sunday, March 20, 2022

لمحة تاريخية عن العلاقات الروسية-الغربية

كان جمال الدين الأفغاني هو أول من قدَّمَ إقتراحا سنة ١٨٥٨ الى الحكومة البريطانية من أجل تشكيل تحالف من دول إسلامية ضد روسيا القيصرية تقوده بريطانيا. ولم يكتفي الأفغاني بذلك بل عرض الذهاب الى مصر للعمل جاسوسا لصالح الحكومة البريطانية. ذلك غيض من فيض من السيرة العفنة لذلك المضلح والمجدِّد وغير ذلك من الألقاب التي وزعها عليه أتباعه حيث يعتبر جمال الدين الأفغاني هو الأب الروحي لتنظيم القاعدة الأمريكي وزعيمه أسامة بن لادن.

إنَّ الحكومة البريطانية خصوصا ونستون تشرشل الذي كان وزيرا للمستعمرات والبحرية قبل أن يشغل منصب رئيس الوزراء قد كانوا مهتمين بإستغلال الإسلام أو حتى أكون أكثر دقة, المتأسلمين المغفلين, من أجل تحقيق أهداف الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية. ومن أجل ذلك قامت بنوك وول ستريت وبنك إنجلترا بتمويل تيارات داخل الحركة الاشتراكية والشيوعية وتحقيق هزيمة الإمبراطورية القيصرية الروسية خلال الحرب العالمية الأولى.

المحاولة الثانية كانت خلال الحرب العالمية الثانية حيث قامت نفس الجهات, بنوك وول ستريت وبنك إنجلترا, على تمويل هتلر والحركة النازية منذ سنة ١٩٢٢ أي قبل سنة من محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها هتلر سنة ١٩٢٣ وعرفت بإسم (البير هول-Beer Hall).  وإستمرت تلك البنوك في تقديم الدعم المادي إلى ألمانيا حتى وصول هتلر الى منصب المستشارية سنة ١٩٣٣ حيث بدأ رويدا رويدا بإظهار العدائية ضد اليهود وتمزيق اتفاقية فرساي بندا بندا بدون أن يثير ذلك أي أضواء حمراء لدي حكومات الدول الغربية. الهدف من كل ذلك الدعم كان دفع هتلر إلى غزو وتدمير الإتحاد السوفياتي ولكن النتيجة كانت عكسية حيث نجحت قوات الجيش الأحمر في صد الهجوم وتدمير القوات الألمانية ودخول العاصمة برلين سنة ١٩٤٥.

الفصل الثالث من صراع الدول الغربية مع الإتحاد السوفياتي كان ما يعرف بالحرب الباردة حيث صراع الجواسيس والمخابرات والعمليات السرية والحروب بالوكالة التي تم خوضها على امتداد دول العالم في آسيا, إفريقيا, أوروبا والوطن العربي. حروب وصراعات مباشرة وغير مباشرة في فيتنام, أنغولا, مصر, أثيوبيا, تشاد, هنغاريا, بلغاريا, ألمانيا وغيرها من الدول وصولا الى الحرب الأفغانية ١٩٧٩-١٩٨٩ وسقوط جدار برلين وتفكُّك الإتحاد السوفياتي.

وقد استمرت محاولات الدول الغربية من أجل تفكيك الإتحاد السوفياتي وحرمانه من موارده خصوصا الطاقة مثل النفط والغاز حيث تم تمويل عدة حركات ثورية فيما يعرف الثورات الملونة في عدد من دول الإتحاد السوفياتي السابقة ودول شيوعية أخرى مثل هنغاريا. كما أن حرب تقسيم يوغسلافيا كانت أحد فصول تلك المرحلة حيث يعتقد بعض المحللين أن الحرب الباردة لم تنتهي حيث تم إستخدام الحركات والتيارات الدينية الإسلامية في تلك المرحلة بفاعلية ومن أجل خدمة الأهداف والمصالح الغربية. ولكن روسيا خلال تلك المرحلة قد أصبحت على مشارف مرحلة تاريخية حيث تولى سنة ٢٠٠٠  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكم في روسيا من خلفية أمنية ومخابراتية حيث كان ضابطا في جهاز الكي جي بي ذي السمعة الأسطورية المرعبة وعمل لاحقا لدى جهاز (جهاز الأمن الفدرالي-FSB) الذي ورث جهاز الكي جي بي في مرحلة مابعد سنة ١٩٨٩-١٩٩١.

إذا فإنَّ حالة العداء التاريخية بين الغرب وروسيا قديمة منذ القرن التاسع عشر من أيام روسيا القيصرية وليست مرتبطة بشخص القيصر أو رئيس روسيا سواء كان فلاديمير بوتين أو حتى ميخائيل غورباتشوف العميل الأمريكي الذي عمل بهدوء على تفكيك الإتحاد السوفياتي ثم تمن مكافئته بتحويله الى نجم دعاية محلات بيتزا هت ومعدات المطبخ بعد أن كان رئيس دولة عظمى. فلاديمير بوتين الرئيس الروسي لا يثق في الغرب ولا في الوعود الغربية وهو بخلفيته الأمنية يعلم كذبهم حيث وعدوا الرئيس السابق ميخائيل غورباتشوف بعدم توسيع حلف الناتو في أوروبا لو قبل توحيد ألمانيا وانضمامها الى الناتو ولكنهم كذبوا عليه وخالفوا وعودهم له.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment