Flag Counter

Flag Counter

Sunday, March 20, 2022

رأسمالية الكوارث والحروب والأزمات

إنَّ النظام الرأسمالي الحالي الذي يحكم العالم هو ليس عبارة إلا عن رأسمالية الكوارث والحروب حيث يستمد أسباب بقائه من الأزمات التي قد يكون بعضها عالميا مثل أزمة فيروس كورونا. إنَّ جذور ذلك النظام تكمن في الثورة الصناعية والحركة الإستعمارية حيث كانت الدول الصناعية في حاجة الى أسواق جديدة من أجل تصريف منتجاتها والحصول على المواد الخام. السلام العالمي هو كارثة حقيقية بالنسبة الى النظام الرأسمالي القائم بشكل رئيسي على شركات الأسلحة والخدمات الأمنية والشركات العابرة للقارات حيث من المهم الإبقاء على حالة التوتر العالمي من أجل تحقيق نمو في عائدات تلك القطاعات.

أزمة فيروس كورونا هي مثال على أزمات نظام الكوارث التي يتم افتعالها من أجل أن تجني شركات محددة الأرباح. وفي هذه الحالة فقد كانت شركات الأدوية والأبحاث الطبية لها نصيب الأسد خصوصا شركة فايزر. وسائل الإعلام الغربية والعربية عزفت في وقت واحد أسطوانة كورونا والهدف هو التهويل وتخويف البشرية ودفعهم الى تلقي اللقاح الذي تبيَّنَ أن له أثارا جانبية خطيرة وانَّ محاولة التخفيف منها في وسائل الإعلام بوصفها أنها حالات نادرة لم يجدي نفعا. حكومات دول غربية وعربية سارعت إلى فرض الإغلاق وحظر التجول على الرغم من فشل كل تلك الإجراءات في مكافحة انتشار الفيروس إلا أنه يعاد فرضها مرة بعد أخرى. دول عربية لا ترغب في إنتهاء أزمة فيروس كورونا لأنها تجني من شعوبها مبالغ ضخمة غرامات مخالفة إجراءات كورونا بينما دول أخرى تبالغ في إحصائيات التطعيم لأغراض الدعاية والبروباغندا.

أزمة اللاجئين السوريين هي مثال على رأسمالية الكوارث حيث تمت محاولة إسقاط نظام الحكم في سوريا والسبب له علاقة مع حروب الطاقة في المنطقة. إنَّ ذلك أدى الى موجة لاجئين وصفت بأنها الأضخم منذ الحرب العالمية الثانية. المثير للاستغراب أن وسائل الإعلام الغربية تغفل عن ذكر الحقيقة التي أصبحت معروفة للجميع أن تركيا على وجه الخصوص تستخدم ملف اللاجئين من أجل إبتزاز أوروبا سياسيا وإقتصاديا. كما أن وسائل الإعلام الأوروبية والغربية تخفي تفاصيل مهمة عن ملف اللاجئين منها الجانب الاقتصادي حيث استفادت عدة دول منها تركيا, الأردن, مصر وألمانيا على وجه الخصوص من اللاجئين وأصبح استمرار وجودهم هو إستمرار نظام إقتصادي وإستثمارات بمئات المليارات من الدولارات وخروجهم من البلد بمثابة مقدمة لإنهيار الإقتصاد. 

الأزمة الروسية-الأوكرانية والتي هي أحد أزمات رأسمالية الكوارث التي يلعب الإعلام فيها دورا رئيسيا وحيث هنا عدد من الجهات المستفيدة من تلك الأزمة. شركات المرتزقة الأمريكية والبريطانية بدأت في إرسال عناصرها الى أوكرانيا. كما أن شركات صناعة الأسلجة تستعد من أجل جني أرباح خيالية من مبيعات السلاح حيث أنَّ الولايات المتحدة خصَّصت مبلغ 13 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا. شركات النفط التي تضرَّرت من أزمة فيروس كورونا حيث إنخفضت الأسعار الى مستويات قياسية ووقفت متفرجة على شركات الأدوية والصناعات الصيدلانية وهي تحصد أرباحا ضخمة من مبيعات الأدوية واللقاحات والمعقمات وكل ماهو مرتبط بمكافحة فيروس كورونا. وحاليا, شركات النفط تعيش أزهى أيامها حيث وصلت سعر خام برنت الى ١٣٠ دولار/برميل وهي مستويات الأسعار ما قبل الأزمة الإقتصادية العالمية ٢٠٠٧/٢٠٠٨.

إنَّ النظام الرأسمالي ولد من رحم حركة الكشوفات الجغرافية التي تحولت لاحقا الى الحركة الإستعمارية حيث تجارة الذهب والتوابل والعبيد المخطوفين من أفريقيا من أجل بيعهم في أسواق النخاسة الأوروبية والأمريكية. في النظام الرأسمالي, ليس هناك مكان للملائكة. ولست أعلم من سببا واضحا يجعل من يدافعون عن نظام جذوره في الإستغلال وتحقيق الأرباح على حساب دماء الشعوب وقوتها. نظام يعتبر الأشخاص مجرَّد أرقام ولا يهتم لهم إلا بمقدار مايمكنهم تحقيقه من قوة العمل التي تؤدي الى المزيد من الأرباح وعندما يشيخوا ويكبروا يلقى بهم في دور العجزة والمسنين.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية




No comments:

Post a Comment