Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, March 2, 2022

ليست أفغانستان هي وحدها التي تستحق لقب مقبرة الإمبراطوريات

ليست أفغانستان هي وحدها التي تستحق لقب مقبرة الإمبراطوريات, هناك دولة أخرى تستحق ذلك ولكن الإعلام المنحاز حكاية أخرى. يطلقون عليها روسيا القيصرية, الإتحاد السوفياتي أو روسيا الإتحادية لا تهم التسمية لأن التاريخ يتحدث بنفسه عن دولة في حجم قارة كانت ومازالت مطمع للآخرين. إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت حاول غزوها وفشل, بريطانيا العظمى حاولت غزوها وفشلت, هتلر حاول غزوها وفشل وكما يقولون إنتحر على أسوارها في ستالينغراد و موسكو و كورسك.

وحتى لا نظلم التاريخ ويظلمنا معه نعود الى البداية الى جمال الدين الأفغاني الذي يصفه الكثيرون بجميع أوصاف التبجيل والمديح ولكنه على غير حقيقته التي يتعامى عنها الكثيرون. جمال الدين الأفغاني ليس إلا عميل بريطاني متجول في الوطن العربي ينتحل صفة الإسلام وهو أول من إقترح على بريطانيا العظمى أن ترعى تجمعا من الدول الإسلامية هدفه مواجهة دولة روسيا القيصرية.

نابليون بونابرت الذي كان بعتقد أنه وصل الى منصب الإمبراطور بواسطة جهوده وليس رؤوس الأموال الصهيونية التي مولت الثورة الفرنسية قد حاول غزو روسيا أو أقنعته دوائر معيَّنة في نظام الحكم الفرنسي بأن يقوم بذلك حتى يسهل فيما بعد التخلص منه. الخطة الروسية في إستدراجه الى موسكو بعيدا عن خطوط إمداده قد نجحت حيث تعرَّضت خطوط تموينه الى هجمات مجهولة ربما كان من يقوم بها هم المقاومة الروسية أو جهات أخرى لها مصلحة في إفشال حملته حيث كانت القوات الروسية تتبع سياسة الأرض المحروقة ولم يجد الجيش الفرنسي حبَّة قمح واحدة خلال تقدمه في الأراضي الروسية.

الإمبراطورية البريطانية وهي أكثر من طبق سياسة فرق تسد بتميز وإتقان قد تحالفت مع الدولة العثمانية ضد روسيا القيصرية ثم مع الأخيرة ضد الدولة العثمانية ثم مع اليابان ضد روسيا القيصرية خلال الحرب الروسية-اليابانية ١٩٠٥ ثم مع روسيا القيصرية ضد ألمانيا ودول المحور خلال الحرب العالمية الأولى ثم لعبت دورا رئيسيا في تحريض وتمويل أدولف هتلر والحركة النازية من أجل محاولة تدمير الإتحاد السوفياتي أو إرهاقه وإضعافه على الأقل. الزعيم التاريخي لدولة الإتحاد السوفياتي جوزيف ستالين قد أعلنها صريحة واضحة:"ولا خطوة للوراء" حيث كان يتم إعدام الجنود المتراجعين والهاربين أمام زملائهم من أجل الردع وعدم تكرار المحاولة من الآخرين.

وإنتهت الحرب العالمية الثانية وانتصر الاتحاد السوفييتي على النازية ودخلت قوات الجيش الأحمر العاصمة الألمانية برلين ولكن الرواية لم تنتهي حيث بدأت فصول الحرب الباردة وذلك بخطاب ألقاه رئيس الوزراء البريطاني سنة ١٩٤٦ في مدينة فولتون التي تقع في ولاية ميزوري الأمريكية. الأسباب ببساطة أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا قد قررت معاقبة ستالين والإتحاد السوفيتي بسبب عدم موافقته للإنضمام إلى اتفاقية بريتون-وودز التي تم توقيعها بين مجموعة من الدول سنة 1944 وتنص بشكل رئيسي على اعتماد الدولار عملة احتياط عالمية وفق سعر 35 دولار/أونصة وتأسيس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. إن عدم موافقة ستالين على الانضمام إلى تلك الاتفاقية يعني أن الإتحاد السوفياتي قد بقي خارج إطار النظام الاقتصادي الدولي ونظام الفائدة وأسعار صرف العملات الذي يتم التلاعب به بإستمرار وذلك لمصلحة بنوك وول ستريت, بنك الإحتياطي الفيدرالي, بنك إنجلترا وكبار المرابين الدوليين.

أعتقد أن الحكاية أصبحت واضحة الآن منذ غزو نابليون بونابرت روسيا القيصرية وحتى سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي ثم ظهور زعيم قوي وهو فلاديمير بوتين الذي يحاول الحفاظ على دولته من الضياع والتقسيم. إنَّ الأزمة الأوكرانية ليست إلا حلقة من مسلسل الأزمات الذي يستهدف دولة روسيا الإتحادية التي تمتلك من الثروات ما يسيل له لعاب القوى الغربية خصوصا الولايات المتحدة وليست القضية هي حقوق الإنسان أو الحريات.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment