Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, March 9, 2022

على هامش الأزمة الروسية-الأوكرانية

السياسة الدولية أمر قائم على مجموعة غريبة من التناقضات حيث يتَّضِحُ ذلك من خلال الأزمات التي يمر بها العالم وكيفية التعامل معها. الأزمة الروسية-الأوكرانية هي أحد الأمثلة حيث تَعتبر الولايات المتحدة نفسها طرفا في تلك الأزمة ولو بطريقة غير مباشرة. الإتحاد الأوروبي أو الإسم الأكثر دقَّة هو إتحاد الولايات الأمريكية في أوروبا دخل على خط الصراع عبر دراسته طلبات عدة دول للإنضمام اليه منها أوكرانيا وجورجيا. بايدن أعلن عن عقوبات ضد روسيا في مجال الطاقة لكنه أعلن أنه سوف يتفهَّمُ أسباب عدم التزام حلفائه الأوروبيين بها. ألمانيا أعلنت تقديم دعم عسكري الى أوكرانيا تبين فيما بعد أنه عبارة عن خوذ عسكرية للجنود.

ولكن هناك مجموعة أخبار مثيرة للإهتمام على هامش الأزمة الروسية-الأوكرانية وهي إعلان برنامج تسليح في ألمانيا بلغت قيمته 100 مليار دولار سوف يتم إنفاق نسبة كبيرة من ذلك المبلغ على شراء السلاح من الولايات المتحدة حيث تكون شركات الأسلحة الأمريكية أكبر مستفيد من تلك الأزمة. الولايات المتحدة تدفع إلى واجهة الصراع للمرة الثالثة على التوالي ألمانيا ضد روسيا. المرة الأولى خلال الحرب العالمية الأولى ألمانيا القيصرية ضد روسيا القيصرية, الثانية في الحرب العالمية الثانية ألمانيا النازية ضد الإتحاد السوفياتي والمرة الثالثة هي الأزمة الحالية بين روسيا الإتحادية و أوكرانيا حيث نلاحظ أنه عند كل إصطدام بين الدولتين هناك حرب عالمية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إتَّخَذَ قرار دخول قوات روسية الى بعد أن تأكد أن معركة وجود إما تكون أو لا تكون وبعد أن بدأت الأخبار في التسرب من هنا وهناك حول نوايا نووية لأوكرانيا برعاية غربية. الغريب أن الولايات المتحدة لديها تاريخ معروف في الكذب حتى على حلفائها قبل اعدائها وذلك أمر معروف جيدا للقيادة الروسية السياسية والعسكرية. فقد وعدت الولايات المتحدة رئيس الإتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بأنها لن تتوسع شرقا في حال قبول توحيد ألمانيا في دولة واحدة ولكنها خالف ذلك التعهد تقريبا بشكل فوري.

الهجوم الإعلامي الغربي ضد الدولة الروسية ورئيسها مازال مستمرا حيث مازالت وسائل الإعلام الغربية تعيش العصر الذهبي في فترة الحرب الباردة وتحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تستحضره مرة أخرى. الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى مثل بريطانيا وفرنسا تمتلك مئات القواعد العسكرية في الخارج ولكنها تنتقد القاعدة العسكرية الروسية في سوريا وتعتبر التواجد الروسي هناك تهديدا للنظام العالمي ودعما لإحدى دول محور الشر التي تضم الدول التي لا يسيطر رأس المال اليهودي على بنكها المركزي الذي يعتبر مؤسسة حكومية. الولايات المتحدة قلبت الطاولة على رؤوس الجميع خلال أزمة الصواريخ الكوبية ولكن روسيا لا يحق لها القيام بالأمر نفسه وحلف الناتو يحاول باستماتة وضع صواريخه على أبواب الكرملين ويدعو دولا على الحدود مع روسيا الى الانضمام اليه. إن ذلك قمة في التناقص لأنه لايمكن تخيُّلُ ردة الفعل الأمريكية لو قبلت كندا طلب الإتحاد السوفياتي الإنضمام الى حلف وارسو.

الأزمة الروسية-الأوكرانية هي إستعراض للقوة ولعبة عض على الأصابع وذلك ملخَّصُ تلك الازمة. العرب الذي يغسلون الصحون كما وصفهم الكاتب السوري محمد الماغوط ممن تسارعوا الى تقديم الدعم إلى ولي نعمتهم الولايات المتحدة حيث عملت الآلة الدعائية الأمريكية بلا توقف خلال عشرات السنين عبر الأفلام والدعاية ونشر الثقافة الأمريكية حتى في عادات الطعام والشراب على غسيل دماغ أولئك المغفلين والحمقى الذي كانوا ومازالوا أحذية في أقدام السيد الأمريكي.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment