Flag Counter

Flag Counter

Saturday, March 19, 2022

المتغطي بالأمريكان عريان

أول إنقلاب تم تنفيذه في إفريقيا بدعم أمريكي وبلجيكي كان في جمهورية الكونغو حيث تم إعتقال رئيس الوزراء المنتخب باتريس لومومبا واغتياله وتسلم الحكم أحد ضباط الجيش وهو موبوتو سيسي سيكو. أعقب عملية التدخل الأمريكية حرب أهلية طاحنة تحولت الى أزمة دولية على هامش الحرب الباردة حيث شاركت فيها كوبا نيابة عن الإتحاد السوفياتي و آلاف من المرتزقة من عدة دول أوروبية على رأسها بلجيكا وفرنسا. الولايات المتحدة تخلَّت لاحقا عن عميلها موبوتو بعد أن إنتهت صلاحيته ولم يعد قادرا على خدمة المصالح الأمريكية.

إيران هي دولة أخرى تدخَّلت فيها الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة وذلك بالإشتراك مع بريطانيا وفرنسا التي تولت دورا ثانويا. سنة ١٩٥٣ تم تدبير انقلاب ضد رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق من خلال العملية آجاكس وإعادة تنصيب محمد رضا بهلوي الذي لم يكن إلا عميلا أمريكيا تم التخلي عنه لاحقا سنة ١٩٧٩ بسبب مطالبته بزيادة حصة إيران من العائدات النفطية وخططه من أجل التعاون مع الإتحاد السوفياتي في مجال الطاقة النووية.

أمريكا اللاتينية هي تعتبر الحديقة الخلفية للولايات المتحدة حيث ساهمت الولايات المتحدة في تدبير عدد من الانقلابات. إنَّ أول تلك الإنقلابات كان ضد رئيس غواتيمالا جاكوبي أربينز سنة ١٩٥٤ والتهمة أنه شيوعي وأنه يقوم على تنفيذ أهداف الشيوعية في مصادرة الأراضي خصوصا من الشركات الأمريكية وإعادة توزيعها على المواطنين. والحقيقة أن الرئيس الغواتيمالي قام خلال تلك الفترة بمصادرة الأراضي التي كانت شركة الفواكه المتحدة تمتلكها ولا تقوم على زراعتها حفاظا على مستوى سعري مرتفع لمحاصيلها خصوصا الموز. شركة الفواكه المتحدة كانت مملوكة للأخوين دالاس, جون فوستر وألن دالاس, الأول كان وزيرا للخارجية والثاني كان مديرا للسي آي إيه(وكالة المخابرات المركزية الأمريكية).

ولكن الإنقلاب في غواتيمالا ليس المناسبة الوحيدة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة بل كانت هناك عشرات المحاولات في عدة دول مثل الأرجنتين, تشيلي, كولومبيا, بنما, نيكاراغوا, البرازيل وبوليفيا. لعلَّ أشهر تلك الإنقلابات وأكثرها دموية كان الإنقلاب الذي تم تدبيره في دولة تشيلي ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيا سلفادور الليندي حيث إستولى على الحكم أحد جنرالات الجيش أوغستو بينوتشيه الذي إختفى خلال فترة حكمه أكثر من ثلاثة آلاف شخص من المعارضين السياسيين وزعماء النقابات العمالية. والحقيقة أنه هناك استثناءات في تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها حيث استمرت في تقديم الدعم إلى بينوشيه وحمايته من الملاحقة الدولية حتى وفاته سنة ٢٠٠٦.

في الوطن العربي وعبر ما يطلق عليه إعلاميا الربيع العربي, قامت الولايات المتحدة بالتخلي عن عدد من حلفائها منهم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري محمد حسني مبارك. بينما لم ينفع الرئيس الليبي تخليه عن البرنامج النووي حيث تم إسقاطه وقتله بطريقة بشعة بعد أن تم التعدي عليه جنسيا. إنَّ الاسباب التي دفعت الولايات المتحدة الى ذلك تختلف من بلد الى آخر. في تونس, كان صهر الرئيس التونسي يخطط من أجل إنشاء منطقة مالية تتبع النظام الإسلامي في البنوك والمعاملات المصرفية مما سوف يؤدي الى سحب مئات المليارات من الدولارات من بنوك دول غربية. أما في مصر فقد كان محمد حسني مبارك يشعر منذ سنة 2005 أنَّ الولايات المتحدة تخطِّطُ من أجل إسقاطه وأخبر وزير خارجيته محمد أبو الغيط أنَّ:"المتغطي بالأمريكان عريان." الأسباب هي تنفيذ مخطط من أجل تقسيم مصر عبر تسليم الإخوان المسلمين كرسي الحكم وضم شبه جزيرة سيناء الى قطاع غزة وهو المخطط الذي كان مبارك يقف ضدَّه بقوة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment