Flag Counter

Flag Counter

Monday, November 8, 2021

مشكلة لبنان هي أنه لبنان

قد تكون غيرترود بيل هي المستشرقة أو حتى أكون أكثر دقَّة, الجاسوسة البريطانية الأشهر في تاريخ المنطقة العربية ضمن قائمة الجواسيس المستشرقين البريطانيين منهم توماس إدوارد لورنس(لورنس العرب) و جون فيلبي مؤسس الدولة السعودية الثالثة. ولكن هناك مستشرقة بريطانية لم تنل حظها من الشهرة وهي الليدي هستر ستانهوب التي تعتبر مساهمة رئيسية في ظهور متصرفية جبل لبنان سنة ١٨٦١ والتي أصبحت لاحقا دولة لبنان أو الجمهورية اللبنانية.

إن جذور المشكلة تعود الى فترة حكم السلطان العثماني سليمان القانوني الذي أقرَّ إتفاقية الإمتيازات الأجنبية مع فرنسا والتي شجَّعت دولا أخرى لاجقا على المطالبة بمعاملة مماثلة. وقد كانت سوريا خلال الفترة التي سبقت اتفاقية سايكس-بيكو تضم معظم أراضي ما يعرف حاليا, لبنان. سنة ١٨٦٠, اندلعت فتنة طائفية بين المسيحيين في لبنان حيث كانت الطائفة اللبنانية تضم أغلبية المسيحيين والدروز. وقد أدت تلك الفتنة التي لعبت فيها الليدي هستر دورا رئيسيا في تحريض الدروز على حكم المصريين الى إنشاء متصرفية جبل لبنان والتي كانت مقتطعة من أراضي الديار الشامية التي تقطنها أغلبية مسيحية.

والحقيقة أن النار تأتي من مستصغر الشرر وتلك المقولة ليست عبثية حيث بدأت فتنة لبنان(١٨٦٠) التي أدت الى مقتل عشرات الآلاف بسبب ولدين يلعبان لعبة الكُلَّة الشعبية وأدى إختلافهما الى شجار إشترك فيه اهالي الطفلين من مسحيين ودروز. وقد نفخت الدولة العثمانية على نيرانها حتى تبقيها مشتعلة وإضعاف طرفي النزاع حتى يسهل التحكم فيهما. إنَّ هناك الكثير من التفاصيل عن تلك الفتنة الدموية والأحداث التي تبعتها ولكنني قررت أن أتجاهلها بسبب الرغبة في عدم الإطالة ولكن مشكلة لبنان هي أنه لبنان.

تلك المقدمة كانت ضرورية من أجل أن نفهم طبيعة المشاكل التي يعاني منها لبنان. الحرب الأهلية اللبنانية التي لعبت فيها أصابع دول غربية وعربية عبثت بأمن لبنان وكانت تقوم على تمويل فصائل فلسطينية ولبنانية تعمل وفق أجندات تلك الدول السياسية. حادثة بوسطة عين الرمانة ١٣/أبريل/١٩٧٥ كانت هي التاريخ الرسمي لاندلاع شرارة الحرب الأهلية اللبنانية ولكن الاقتتال الداخلي بدأ قبل ذلك في بلد أصبح استقراره السياسي هو الإستثناء والحروب العرقية والطائفية هي القاعدة العامة. إن جذور المشكلة التي يعاني منها لبنان هي حدوده التي رسمتها الدول الاستعمارية وفق مبدأ فرِّق تسد حيث تركت حدودا للصراع قد تنفجر في أي لحظة. 

مشاكل لبنان بدأت منذ القرن التاسع عشر حيث تلاعبت دول استعمارية أجنبية خصوصا الدولة العثمانية بمصيره وعملت على محاولة تغيير خارطته الجيوسياسية و تركيبته الطائفية والعرقية. أنا لا أدافع عن حزب أو طائفة في لبنان لأن ما يحصل في ذلك البلد لا يقبله شخص عاقل. إنَّ مشكلة لبنان أن اللبنانيين إتفقوا على أن لا يتفقوا لأن كل رئيس أو زعيم طائفة يرغب في أن يستئصل الأخرين ويستأثر بالأمر لنفسه ولبنان مقسم منذ ما قبل سنة ١٩٧٥ وهناك مصطلح سياسي معروف وهو اللبننة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment