Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, November 2, 2021

عبد الحميد الثاني, السلطان العثماني المظلوم أم السلطان الأحمر؟

النوستالجيا الدينية هي الأسلوب الذي يستخدمه أتباع تيارات الإسلام السياسي والعثمانيين الجدد في دفاعهم عن النقد ضد سلاطين العثمانيين بوصفهم ظل الله في الأرض. التحصين الديني للتاريخ العثماني أو عثمنة تاريخ المسلمين واختصاره بتاريخ العثمانيين وإستخدام الدراما التلفزيونية من الأساليب الرخيصة التي يستخدمها العثمانيون الجدد وأنصارهم في سبيل تعزيز الصورة النمطية عن الدولة العثمانية بأنها حامي حمى ديار الإسلام وأنها دولة الخلافة.

السلطان العثماني عبد الحميد الثاني له ما له وعليه ما عليه حيث أنه تولى الحكم بتاريخ ٣١ أغسطس ١٨٧٦ وتم عزله سنة ١٩٠٩ حيث حلَّ مكانه شقيقه محمد الخامس. ولكن رغم كل ما قيل عن تلك الظروف التي أدَّت الى توليته و عزله حتى وفاته سنة ١٩١٨ ليست سببا تجعل من المقبول تفصيل الوقائع والأحداث التاريخية على مقاس بني عثمان ومؤيديهم.

أول أعمال عبد الحميد الثاني بعد أن تولى الحكم سنة ١٨٧٦م أنه أصدر دستورا نص فيه :"أن السلطان هو خليفة المسلمين و إسطنبول هي دار الخلافة." وبذلك يكون أول خليفة للمسلمين وليس سليم الأول كما يذكر تاريخ العثمانيين الذي زيَّفَه العثمانيون الجدد وأنصارهم من أمثال جهاد الترباني وعلي الصلابي وبسام جرار. ولكن الطامة في الإعلان الدستوري هي ما نص عليه من تحصين قرارات السلطان العثماني من المسائلة والمحاسبة والنقد بوصفه شخصية مقدسة لا يجوز المساس بها. وهنا أرغب من أن أستحضر التعديل الدستوري الذي قام به رئيس مصر السابق محمد مرسي الذي حصَّنَ فيه قرارات رئيس الجمهورية(محمد مرسي) من المساءلة أمام المحاكم ودوائر القضاء.

العثمانيون الجدد يروجون لسلاطين بني عثمان ومنهم عبد الحميد الثاني أنهم حماة ديار الإسلام ولكن تاريخ الدولة العثمانية يشير الى عكس ذلك. السلطان العثماني عبد الحميد الثاني تحالف مع بريطانيا ضد روسيا القيصرية بعد إندلاع الحرب بين الطرفين, العثماني والروسي, سنة ١٨٧٧. ومن ضمن شروط بريطانيا من أجل قبول مساعدة الدولة العثمانية هو تسليم جزيرة قبرص والتي كانت تعتبر ثغر متقدم للدفاع عن مصر من أجل أن تتخذها بريطانيا قاعدة لأساطيلها البحرية للدفاع عن السواحل العثمانية. المثير للاستغراب أن الدول الإستعمارية عقدت مؤتمرا للتدخل وغزو مصر في العاصمة التركية إسطنبول حيث رفض السلطان عبد الحميد طلب المؤتمر إرسال قوات عثمانية الى مصر من أجل ضبط الأوضاع وفرض الأمن. وقد قامت القوات البريطانية بغزو مصر وعندما تصدى أحمد عرابي لها مخالفا أوامر الخديوي توفيق, أصدر عبد الحميد الثاني فرمانا بخيانة عرابي وخروجه عن الطاعة!

وفي الختام, مازال تاريخ السلطان العثماني عبد الحميد الثاني مليئا بالأحداث والوقائع مثل مذابح الأرمن وتوطين اليهود في فلسطين والتي تحتاج الى مواضيع منفصلة من أجل الحديث عنها وهو ما سوف أقوم به مستقبلا.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment