Flag Counter

Flag Counter

Saturday, November 6, 2021

هل القسطنطينية هي المدينة التي لم يقهرها أحد إلا محمد الفاتح؟

الدولة أو الإمبراطورية العثمانية حتى أكون أكثر دقه قدَّمت النموذج الأحط حضاريا من بين جميع الدول والممالك الإسلامية منذ إنتهاء عصر الخلفاء الراشدين. الدولة العثمانية هي دولة قامت على التوسع العدواني والحرب,. والهدم كما نعلم أسهل من البناء. ليس هناك داعي أن أتحدث عن إنجازات الدولة الأموية والعباسية ودولة المماليك في الفنون والآداب والعلوم لأنها تشهد لهم وتملأ صفحات الكتب قصصهم وحكاياتِهم.

إن أكثر ما يؤسفني هو دفاع البعض عن ذلك النموذج الحضاري المنحل والمنحط دفاع المستميت وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. إن بعض أولئك العثمانيين الجدد هم أشد خطرا من سابقيهم حيث يحاولون التصنُّع قدر الإمكان ودسَّ السم في العسل وإستخدام الحيل التي قد تنطلي على من لم يقرئوا التاريخ ولم يعرفوا خباياه.  الكذب وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هو الأداة المفضلة لهم. 

إنَّ قضية فتح القسطنطينية هي أحد وسائل العثمانيين الجدد في التحصين الديني لتاريخ الدولة العثمانية فهم يواجهون أي إعتراضات أو إنتقادات بأن ذلك حديث شريف وأنه تحقق في أسلوب غاية في الرخض والإنهزامية. 

إن بداية الكذب أن محمد الفاتح هو أول من قهر تلك المدينة خصوصا أسوارها المنيعة. والحقيقة أن جيوش الحملة الصليبية الرابعة قد نجحت في الاستيلاء على القسطنطينية قبل ذلك سنة ١٢٠٤ وبقيت تحت سيادتهم حتى نجح البيزنطيون في استردادها ١٢٦١. إنَّ حديث "لتفتحنَّ القسطنطينية……………" مشكوك في مصداقيته وحتى مع إفتراض صحَّة الحديث فإن ذلك لا يعطي رخصة مفتوحة من أجل تحصين جميع أفعال الدولة العثمانية وأفعال خلفائها دينيا من المحاسبة أو النقد.

الإمبراطورية الرومانية الشرقية(البيزنطية) كانت تعاني ضعفا شديدا خلال تلك الفترة التي نجح محمد الفاتح فيها في الإستيلاء على المدينة. الإمبراطور الروماني البيزنطي كان لا يحكم إلا على مدينة القسطنطينية وما حولها. القوة المدافعة عن المدينة كانت لا تتعدى بضعة آلاف رغم وصل نجدات من إمارة جنوة الإيطالية بقيادة يوحنا الجوستياني يقدر عددها 700 مقاتل وإن كانت بعض المصادر رفعت العدد الى أربعة آلاف مقاتل. بينما بلغت أعداد قوات العثمانيين 80 الف - 100 الف وبالغ البعض فجعلها 250 ألف مقاتل.


إن الإستيلاء على القسطنطينية حقَّقَ هدفا مهما وحيويا للإمبرطورية العثمانية وهو الربط بين ولاياتها في الأناضول و الرومللي وهو ماكان مستحيلا مع وجود القسطنطينية تحت السيطرة البيزنطية. الفتح يعتبر نصرا عظيما في المفهوم العسكري وهو تحقيق للمستحيل مثل عبور طارق بن زياد الى الأندلس وقتاله قوات القوط التي تفوقهم عددا وعدة في أرض غريبة ومن ثم فتوحات موسى بن نصير الذي وصل الى قرب باريس في بواتييه(بلاط الشهداء). الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس والروم يمكن أن نطلق عليها تلك الصفة حيث واجه المسلمون عدوا يتفوق عليهم في العدد والعدة وفي أراضي غريبة عنهم وظروف لم تكن في صالحهم. أما الاستيلاء على مدينة القسطنطينية فإن ذلك وإن كان معركة عظيمة, إلا أن إطلاق صفة الفتح عليه هو مبالغة لا تخدم إلا هدفا واحدا, تحصين العثمانيين دينيا وعثمنة التاريخ الإسلامي بما يخدم أهداف ومصالح الدولة التركية المعاصرة وأطماعها في استعادة أمجاد إمبراطوريتها الاستعمارية الزائلة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment