Flag Counter

Flag Counter

Monday, November 1, 2021

ماذا يخفي العثمانيون الجدد عن حقيقة السلطان العثماني سليمان القانوني؟

هناك عملية تأليه وتقديس في وسائل الإعلام للسلطان العثماني سليمان القانوني يقوم بها رجال دين وشخصيات سياسية ووسائل إعلام في الوطن العربي وذلك لأهداف سياسية وحزبية حيث يركزون على تاريخه في الجهاد وإعلاء كلمة الله ويتجاهلون على عادتهم في تزوير التاريخ وعثمنته عدد من الحقائق حول شخصيته والأعمال التي قام بها خلال فترة حكمه والتي كان له أثر سلبي وتعتبر بداية اضمحلال الدولة العثمانية وتقسيمها وسقوط بلدان عربية لقمة سائغة في أيدي القوى الأجنبية.

إن بداية عهد حكم سليمان القانوني كانت لا تبشر بخير إذ افتتح عهده بإسباغ الصفة الرسمية على قانون نامة بعد أن كانت عبارة عن تقاليد وأعراف خلال عهد جدِّهِ محمد الفاتح. كما أضاف الفقرة التالية إلى القانون:"يُمكِن لأي من أبنائي، الذي سيهبه الله السلطنة، أن يتخلص من إخوته لأجل مصلحة الدولة، وهو ما تقره أغلبية العلماء". سليمان القانوني وبسبب غيرة الحريم ومكائد نسائية بين زوجاته قتل ابنين له هما مصطفى و بايزيد وألحق بهم أبنائهم حيث قتل حفيده الرضيع إبن مصطفى وأحفاده من إبنه يزيد.

ولكن قانون نامة ليس المظهر الوحيد من مظاهر انحطاط فترة حكم سليمان القانوني حيث تم استبدال العقوبات الشرعية بالغرامات المالية. بل هناك قانون الامتيازات الأجنبية الذي كان فاتحة الشر على الدول العثمانية وبداية تفكك وضياع دول عربية وقعت لاحقا في شرك الإستعمار الأجنبي. المثير للاستغراب أن سليمان القانوني قبل منح تلك الإمتيازات الى ملك فرنسا فرانسوا الاول من موقف قوَّة وليس ضعف. فقد كانت فرنسا في حالة ضعف بسبب الحرب مع جيرانها من ملوك أسرة هابسبورج على رأسهم شارل الخامس الذي هزم الجيوش الفرنسية في عدة معارك مما أدى الى طلب فرانسوا الأول الدعم العسكري والمالي من سليمان القانوني.

معاهدة الامتيازات الأجنبية التي تم توقيعها بين سليمان القانوني وفرانسوا الأول كانت تضم ١٦ بندا منها بند ينص على أن القنصل الفرنسي وحده هو من يختص في نظر الدعاوي التي يختصم فيها مواطنان فرنسيان يعيشان في أراضي الدولة العثمانية. بند أخر ينص على أنه لا تسمع دعوى مواطن عثماني ضد أخر فرنسي إلا بشرطين: الأول هو حضور القنصل أو من ينوب عنه والثاني أن يكون لدى الشاكي وثائق من القنصل أو القاضي الشرعي. كما أن ملك فرنسا تمادى وطلب أن يكون ملوك إنجلترا وإسكتلندا وبابا الفاتيكان حق الانضمام الى تلك الإتفاقية لو أرادوا ذلك وهو ماقاموا به لاحقا. 

ولكن حكاية المعاهدة والامتيازات الأجنبية لم تنتهي بعد حيث إنه سنة ١٥٥٣, قام هنري إبن فرانسوا الأول بتوقيع معاهدة ملحقة بالأولى تنص على أحقية فرنسا في حماية الرعايا الكاثوليك في الدولة العثمانية و بإعفائهم من الخراج. وقد تم التأكيد على بند حماية فرنسا للرعايا الكاثوليك سنة ١٥٦٩ والسماح للكاثوليك بإرسال بعثات دينية كاثوليكية الى الدول الخاضعة للسيطرة العثمانية خصوصا بلاد الشام. إن تلك البعثات دينية إلا في ظاهرها بينما على أرض الواقع, لم تكن إلا بهدف التجسس وجمع المعلومات ونشر الفتن الدينية.

هناك نقطة مهمة أرغب من أن أذكرها في ختام الموضوع وهي ازدواجية التعامل في وسائل الإعلام مع تاريخ و سيرة الشخصيات التاريخية والمؤثرة. غاندي كان عنصريا عمل على إبقاء المسلمين في الهند خاضعين لسلطة الهندوس وقمع من خلال المؤتمر الوطني كفاحهم المسلح ضد الاحتلال البريطاني. والدليل هو أنَّ وسائل الإعلام الغربية قامت بتلميع شخصيته عبر الكتب والأفلام وغيرها من الوسائل الإعلامية. ولكن في الوقت نفسه يتفاخر أيتام الخلافة العثمانية وأنصار أحزاب الإسلام السياسي بتمجيد وتبجيل الغرب شخصية سليمان القانونى وأنه كان يلقب (سليمان الرائع-The Magnificent) وكيف لا يقومون بذلك وهو الذي فتح لهم الباب واسعا على مصراعيه من أجل أن يحولوا الدولة العثمانية الى رجل أوروبا المريض.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment