Flag Counter

Flag Counter

Thursday, November 4, 2021

الفتنة عند سلاطين العثمانيين أشد من القتل

الغاية تبرر الوسيلة هي مقولة العثمانيين الجدد المفضلة. إكذب, زوِّر التاريخ, حرِّف الحقائق كل ذلك لا يهم ولكن المهم هو تلميع صورة الدولة العثمانية وخلفاء بني عثمان بأنهم على حق دائما وانه لا ياتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم وأن إنتقاد تاريخهم غير منصف وغير عادل. أحد هؤلاء العثمانيين الجدد هو عماد الدين علي صاحب قناة تاريخستان موقع مشاركة الفيديوهات يوتيوب.

في هجوم شخصي على كل من ينتقد الدولة العثمانية, وصف عماد الدين علي المنتقدين بأنهم هبِّيدة وذلك بسبب الحديث عن قيام سلاطين العثمانيين بقتل إخوانهم بل وأبنائهم وأحفادهم. وفي معرض دفاعه عن أسياده بني عثمان يذكرُ أن قتل الإخوة ليس بدعة من الدين وأنَّ ملوكا أوروبيين مثل ريتشارد قلب الأسد تصارعوا مع إخوتهم على العرش وأنَّ الصراع بين الإخوة حصل في الدولة الأموية والدولة العباسية وفي المغرب العربي في السعديين حكام المغرب. وهنا نستحضر مقولة هارون الرشيد الى ولده المأمون:"الملك عقيم ولو نازعتني الذي في يدي لأخذت الذي فيه عيناك." وفي التاريخ الإسلامي حتى المهاجرون والأنصار اختلفوا في الرأي على البيعة بعد وفاة رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم والاختلاف طبيعة النفس البشرية. 

سلاطين العثمانيين الذي يدافع عنهم عماد الدين علي كانوا يقتلون إخوانهم وأحفادهم وحتى أولادهم من غير ذنب ويتسترون بآيات القرآن وفتاوى شيوخ السلاطين. فلو كنا نقبل المقارنة الفاسدة التي استحضرها عماد الدين علي وأن ريتشارد قلب الأسد تصارع مع أخيه جون على السلطة والحكم, ما هو ذنب طفل رضيع هو أخ محمد الفاتح من جارية صربية خنق إبنها وأعادها الى ديارها؟ ولكن قد يعترض أن العثمانيين الجدد بأن تلك رواية غير مؤكدة وإن ذكرها محمد فريد بك المعروف بانتمائه العثماني. إنَّ سلاطين بني عثمان أشبه مايكونون بالقتلة المتسلسلين وليس حكام وسلاطين وخلفاء المسلمين. 

إنَّ قائمة قتل الإخوة والأبناء والأحفاد في تاريخ بني عثمان تذكر لنا التالي:

السلطان بايزيد الأول قتل شقيقه يعقوب ومحمد الفاتح قتل أخا رضيعا له

إنقلب سليم الأول على أبيه بايزيد الثاني ومن ثم تصارع مع إخوته حتى استولى على العرش وتوفي بايزيد الثاني في ظروف غامضة حيث يقال أن سليم الأول دسَّ السم لأبيه. وقد قام سليم الأول بقتل أخويه المنافسين له ثم قتل خمسة من أبنائهم

السلطان سليمان القانوني قتل ابنين له هما: مصطفى و بايزيد ثم قتل أولادهما, إبن مصطفى الرضيع وأولاد بايزيد

السلطان مراد الثالث قتل إخوته الخمسة بينما حقَّقَ محمد الثالث رقما قياسيا بقتله ١٩ من إخوته خنقا حتى قبل أن يقوم بدفن أبيه

السلطان عثمان الثاني خلع أخاه مصطفى وومن ثم قتل أخاه الآخر محمد ثم قتل هو نفسه على يد الإنكشارية الذي قاموا بتولية السلطان المخلوع مصطفى

السلطان مراد الرابع قتل أخويه بايزيد وسليمان

السلطان محمد الرابع حبس أخويه سليمان وأحمد في القفص وهي غرفة مميزة في الحرملك حيث يمنع المحبوسين فيها من الزواج والخروج منها حتى وفاتهم. ولكن الجنود عزلوا محمد الرابع بعد تلقي الجيوش العثمانية عدة هزائم في حروبها الأوروبية ونصبوا سليمان مكانه

إنَّ ذلك غيض من فيض من الحقائق التي يتجاهلها العثمانيون الجدد أو يحاولون أن يجدوا لها الأعذار في أفضل الأحوال ولا مانع من إستخدام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في سبيل ذلك لأنَّ الغاية تبرر الوسيلة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment