Flag Counter

Flag Counter

Saturday, November 13, 2021

اليوتيوبر المصري محمود سالم هو أحد سريحة التاريخ

ينطبق المثل القائل:"رمتني بدائها وإنسلَّت" على اليوتيوبر المصري محمود سالم الذي نشر أحد الفيديوهات وهو يتهم شخصيات أشباح بأنهم سريحة التاريخ, يكذبون على المشاهدين و يزورون حقائق تاريخية. واضح جدا من هم الأشخاص الذين يتحدث عنهم ولست أعلم سبب عدم ذكر أسمائهم صراحة ولكن ذلك في النهاية أمر يعود إليه. محمود سالم هو أحد سريحة التاريخ وأحد العثمانيين الجدد.

هناك ثلاثة مفاتيح يمكن من خلالها معرفة سرِّيحة التاريخ كما ذكر محمود سالم في أحد فيديوهاته. المفاتيح الثلاثة هي:  من يشتم الدولة العثمانية, يشتم صلاح الدين الأيوبي و يشتم في إبن تيمية. وحتى أكون أكثر تحديدا فإن الشتيمة تعني الإنتقاد في مفهوم محمود سالم. إن ذلك يعني تحصين دولة ما أو شخصيات تاريخية دينيا وذلك أمر غير مقبول وأشبه بتكميم الأفواه.

أولا, سريحة التاريخ يشتمون الدولة العثمانية في المجمل ويعممون الأخطاء. إن تلك هي كليشيه من الشائع أن يتم رمي كل من ينتقد الدول العثمانية بها. لم يشتم من يغمز ويلمز من طرفهم الدولة العثمانية ولكنهم انتقدوها. المسألة ليست من يشتم أو يعمم الأحكام على عمر الدولة العثمانية وهو ٦٠٠ سنة ولكن هناك مبدأ مهم يسقطه أمثال محمود سالم وهو أن الدولة العثمانية تصرَّفت خلال ٤٠٠ سنة من سيطرتها على دول عربية على أنها دولة إستعمارية. وبالطبع لن يجيب محمود سالم أو غيره عن إنجازات الدولة العثمانية الحضارية والاقتصادية في الدول العربية وحتى الأوروبية التي سيطرت عليها لأنها غير موجودة.

أحد السرحات التاريخية التي يمارسها محمود سالم وأمثاله هي أن السلطان العثماني سليم الأول الذي هزم المماليك في مرج دابق والريدانية هو أول خليفة عثماني للمسلمين. ولكن عبد الحميد الأول هو أول من دعي للخلافة من بني عثمان ثم أصبح عبد الحميد الثاني رسميا أول خليفة عثماني للمسلمين على الرغم من أنَّ ذلك مخالف لنص صريح أن الخلافة في قريش.

الدولة العثمانية كانت دولة حرب وقتال وهدم وليست دولة حضارة. وقد كان من عادة سلاطين العثمانيين أن يرحلوا قسريا العمال والحرفيين المهرة من بلاد الشام إلى اسطنبول ومدن تركية أخرى من أجل بناء المباني والمنشآت المختلفة وقد لا يرى بعضهم بلدهم مرة أخرى. دولة المماليك لديها مثل الذي لدى العثمانيين بل وأكثر. دولة المماليك كانت دولة حرب وحضارة. فقد حاربت المغول في أكثر من معركة وإنتصرت عليهم وحرَّرت فلسطين و سواحل بلاد الشام من الصليبيين وحاربت الصليبيين وإنتصرت عليهم في الحملات الصليبية المشهورة. وهناك آثار الحضارة والعمران القائمة في مصر و بلاد الشام الى يومنا هذا حيث المباني والمساجد التي أقامها المماليك.

الدولة العثمانية هي دولة استعمارية كانت بدايتها من قبائل بدوية تقوم ثقافتها على الغزو والسلب والغنائم. صلاح الدين الأيوبي وابن تيمية شخصيات تاريخية وليسوا من الأنبياء أو الصحابة وبالتالي نقدهم ليس شتيمة وليس ممنوعا. صلاح الدين الأيوبي حرَّرَ القدس من الصليبيين ولكنه في الوقت نفسه عقد معهم صفقة أبقتهم في فلسطين حتى أخرجهم سلاطين المماليك منها. وأما إبن تيمية فقد أثار الكثير من النزاعات والخلافات ووقف ضده عدد كبير من علماء بلاد الشام وفتاويه الى الآن تثير الفتن بين المسلمين.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment