Flag Counter

Flag Counter

Thursday, November 18, 2021

هل الدولة العثمانية دولة خلافة أم دولة استعمارية؟

الخلافة العثمانية ليست إلا مشروع سياسي استعماري توسعي حيث يؤكد العثمانيون الجدد على ذلك من خلال ترويج خارطة تركيا تشمل أجزاء من سوريا, العراق, اليونان, وحتى كامل أرمينيا ومناطق من جورجيا. وبعد عثمنة التاريخ الإسلامي وحصره بحديث "لتفتحنَّ القسطنطينية….", يقوم العثمانيون الجدد على عثمنة الدول العربية والأوروبية في محاولة استباقية من أجل التغطية على عمليات ضم مستقبلية يخطط لها الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان مستغلا حالة الفراغ والفوضى التي تسبَّبَ الربيع العربي. حتى جزيرة قبرص لم تسلم من الأحلام العثمانية التوسعية حيث يتفاخر أيتام الخلافة العثمانية باحتلال تركيا  جزئها الشمالي.

هناك أكذوبة يروِّج لها العثمانيون الجدد وهي أن السلطان سليم الأول هو أول من تلقَّبَ بلقب الخلافة من سلاطين بني عثمان. وتُروى رواية مكذوبة أن سليم الأول تمكن بعد معركة مرج دابق من أسر الخليفة العباسي المتوكل واصطحبه معه الى دمشق حيث تنازل له عن الخلافة. وأنَّ الرواية مكذوبة يكون محمولا على عدة أوجه. الأول أنَّ الخليفة من قريش كما نصَّ الحديث النبوي وإنتقال الخلافة من عربي قرشي الى تركي أعجمي هو حدث رئيسي لم ينقله أي من الكتَّاب والمؤرخين المعاصرين للحدث. الثاني أنه في مراسلات سليم الأول بعد انتصاره في معركة مرج دابق الى كل من إبنه سليمان وطومان باي, لم يرد أي ذكر للخلافة وأن سليم الأول أصبح خليفة المسلمين. الثالث أن الدعاء على المنابر للسلطان سليم الأول من على منابر القاهرة بعد احتلال العثمانيين مصر لم يكن في صيغته يشمل خليفة المسلمين.

العثمانيون في الشام ومصر لم يقوموا بأي إنجازات حضارية تحسب لهم مقارنة مع المماليك والذي أسسوا نظاما إداريا غاية في الدقة والتنظيم. أولويات العثمانيين كانت إرسال الحرفيين والصنَّاع المهرة إسطنبول, تموين حملاتهم في البحر الأحمر والمتوسط, تجنيد السكان المحليين في حروبهم وإرسال ما تبقى من أموال وغلال إلى إسطنبول وليذهب الشعب الى الجحيم. ولم ينقل عن العثمانيين بنائهم مشاريع بنية تحتية وخدمية مثل المدارس والمستشفيات والجامعات. كما أنه لم يبرز إسم عالم عثماني واحد طوال ٦٠٠ سنة منذ إنشاء الدولة العثمانية إلى زوالها. أما في الجانب الديني فقد فرض العثمانيون مذهبهم الحنفي على مصر بعد أن كان هناك قضاة يمثلون المذاهب الأربعة خلال عهد المماليك. وقد كان يرأس القضاء قاضي تركي يتم إرساله من إسطنبول إلى مصر. 

لقد ساهم العثمانيون في التمهيد للاحتلال الأجنبي للبلدان العربية التي كان مصيرها المؤسف أن تنتقل من احتلال إلى احتلال. كان العثمانيون يتبعون سياسة فرق تسد بين البيوتات والقبائل والعشائر التي كانت تتقاتل مع بعضها البعض تحت أنظار وأبصار سلاطين العثمانيين في إسطنبول. إن طريقة تقسيم وتوزيع المهام والصلاحيات في ولايات السلطنة العثمانية كانت تثير الحقد والضغائن وتدفع إلى الاقتتال على السلطة والحكم. وعندما كان يبرز حاكم قوي ينجح في فرض الأمن والإستقرار, حتى يسارع العثمانيون الى محاربته وقتله إن أمكنهم ذلك خوفا من تمرده عليهم وإستقلاله عنهم. إن كل ذلك يضاف إليه إهمال العثمانيين التعليم والصحة والخدمات الأساسية أدى الى إضعاف الجبهة الداخلية وسقوط البلدان العربية الواحدة تلو الأخرى في يد الاستعمار الأجنبي بداية من مصر ثم فلسطين ثم سوريا والعراق وليبيا وغيرها من البلدان.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment