Flag Counter

Flag Counter

Friday, October 8, 2021

منظمة التجارة الحرَّة والجات أدوات إستعمارية في عصر العولمة

صندوق النقد الدولي, البنك الدولي, إتفاقية التعريفات الجمركية(GATT) و منظمة التجارة العالمية(WTO) ليست إلا استمرارا للحركة الاستعمارية التي تزامنت مع حركة الكشوفات الجغرافية بداية القرن الخامس عشر. أدوات استعمارية ناعمة مثل إتفاقيات التجارة الحرَّة ليس لها من الحقيقة إلا إسمها تغلِّفها عبارات براقة في سبيل التسويق الإعلامي المخادع. الكوميدي الأمريكي جورج كارلين سخر من تلك النوعية من الدعاية التي وصفها بأنها هراء, الولايات المتحدة دولة تم تأسيسها من تجار العبيد الذين كانوا يؤمنون بأن جميع البشر متساوون.

كان قرار الولايات المتحدة ترتيب أوضاع العالم خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية حيث كانت دوائر صنع القرار الأمريكية تعتبر أن الاستعمار العسكري المباشر قد أصبح من الماضي وأنه لابد من إستخدام طرق أخرى من أجل نهب ثروات دول العالم الثالث خصوصا الشرق الأوسط وإفريقيا. وفي سبيل تحقيق ذلك عقد اجتماع في ولاية نيوهامبشير الأمريكي حيث تم عقد إتفاقية بريتون وودز وهو إسم الغابة التي يقع الفندق الذي عقدت فيه الاجتماعات على مقربة منها. الدول الأوروبية التي دمَّرت الحرب العالمية الثانية بنيتها التحتية وقدرتها الصناعية قبلت مرغمة شروط الإتفاقية بسبب الحاجة الى أموال خطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا بالمقابل أصبح الدولار الأمريكي هو العملة الإحتياطية العالمية وتم تأسيس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولاحقا منظمة التجارة العالمية وإتفاقية الجات(إلغاء التعريفات الجمركية).

الدول الأوروبية مثل فرنسا, بريطانيا وهولندا قبلت مرغمة مع مرور الوقت التخلي عن مستعمراتها في  أمريكا اللاتينية, إفريقيا, آسيا والشرق الأوسط بإسم الإستقلال حيث حلَّت في مكانها الشركات العابرة للقارات مدعومة بالقوة العسكرية الأمريكية وتحت مسمى إتفاقيات التجارة الحرة والجات. في فيلم وثائقي من إنتاج قناة دي دبليو الألمانية بعنوان (خدعة العولمة) يروي صانعو الفيلم مجموعة من القصص المؤثرة عن ضحايا العولمة مثل مزارعي البصل في إحدى قرى الكاميرون الذي دمَّرت المحاصيل الرخيصة المستوردة من هولندا سُبُلَ عيشهم التقليدية. يقول صانعو الفيلم أن الإتحاد الأوروبي لديه القدرة على فرض العقوبات بينما لا يمكن الكاميرون ذلك. الولايات المتحدة تقدِّمُ الدعم الى مزارعي الماشية والشركات الزراعية بعدة طرق منها إعفائات ضريبية, شراء منتجات, مساعدات مالية والأهم فرض تعريفات جمركية على منتجات الألبان المستوردة.

أمريكا اللاتينية ضحية أخرى من ضحايا العولمة وإتفاقيات التجارة الحرَّة. البنوك الأمريكية تفتتح فروعا لها في بلدان القارة اللاتينية أو تقوم بشراء مؤسسات مصرفية محليَّة ثم تقوم بمنح قروض الى فروع الشركات الأمريكية العاملة في تلك البلدان وذلك من أموال السكان المحليين المودعة لديها مقابل التضييق على المؤسسات والشركات الوطنية. الشركات الأمريكية والغربية تقوم باستثمارات في بلدان أمريكا اللاتينية ولكن في المقابل تمارس عمليات تحايل من أجل تحقيق المزيد من الأرباح على حساب الاقتصاد المحلي. على سبيل المثال تقوم الشركة الفرعية باستيراد قطع غيار من الشركة الأم في أمريكا أو أوروبا بأسعار مضاعفة عدة مرات مما يؤدي الى تحقيقها نتائج سلبية ولو على الورق مما يعفيها من دفع الضرائب بوصفها شركة خاسرة. هناك الكثير من عمليات الاحتيال الأخرى مثل التلاعب بأسعار صرف العملات المحلية وأسعار المواد الخام مثل النحاس والبترول وشرائها بأرخص الأسعار ثم إعادة بيعها الى دول في أمريكا اللاتينية بضائع مصنَّعة وبأسعار مرتفعة. حتى مصانع السيارات الأمريكية في أمريكا اللاتينية كانت تبيع منتجاتها في دول الإنتاج بثمن مضاعف عن سعر البيع في الولايات المتحدة نفسها. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment