Flag Counter

Flag Counter

Sunday, October 17, 2021

منزل من ورق

مسلسل بيت من ورق(The House of Cards) الذي تبثُّه شبكة نيتفلكس يعتبر منعكسا واضحا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط, أقرب الى برامج تلفزيون الواقع منه الى دراما تلفزيونية. عالم السياسة الأمريكية يجعل الولايات المتحدة أقرب الى الغابة منها الى المدنية المتحضِّرة حيث يأكل القوي الضعيف ويتم ممارسة أقذر الخدع والألاعيب من أجل تشويه سمعة الخصوم وإستبعادهم. 

يتحدَّث الكاتب والمؤلف البلجيكي ميشيل كولون خلال إحدى اللقائات التي تمَّ بثها سنة ٢٠١٧ عن النفاق في السياسة الأمريكية وأنَّه حتى خصوم ترامب مارسوا النفاق السياسي وترامب نفسه مارسه في عدة مناسبات حيث يسوق الكاتب أمثلة عديدة برهانا على صحة كلامه. الجدار الفاصل مع المكسيك بدأ بنائه في عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون وهيلاري كلينتون دعمت مشروع قانون سنة ٢٠٠٦ من أجل بناء سور بين المكسيك والولايات المتحدة. كما أنها قارنت بين ذلك السور وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية. أنصار الحزب الديمقراطي من المتخصِّصين في تذويق وتجميل الكلام وتحويره عن غاياته إستندوا في دفاعهم أن هناك فرقا بين السور(Fence) والجدار(Wall). ولكن التلاعب بالألفاظ لن يغير من حقيقة الأمر شيئا, هيلاري كلينتون صوَّتَت الى صالح قانون من أجل بناء جدار/سور يمنع الهجرة الغير شرعية الى الولايات المتحدة من جارتها المكسيك. 

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما هو أحد أكثر الشخصيات التي يمكن أن تخدع المشاهدين, رجل العائلة المسالم الذي لديه سجل أبيض مع الفضائح الشخصية والعائلية, أب مثالي وسياسي شريف ورئيس دولة. إنَّ تلك الصورة النمطية عن الأمريكي الأسود المكافح الذي وصل الى أرفع منصب تنفيذي وعسكري في الولايات المتحدة تخدم الألة الدعائية الغربية والأمريكية تحديدا. دوائر الهجرة الأمريكية رحَّلت مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين خلال ٨ سنوات من حكم باراك أوباما. العمليات الأمريكية السرية والتي يطلق عليها الحرب ضد الإرهاب زادت وتيرتها خلال فترة حكمه حيث توسَّعت الولايات المتحدة في برامج الترحيل من أجل الإستجواب وإستخدام الطائرات من دون طيار حيث قتل مواطنين أمريكيين بتهمة الإرهاب من دون محاكمة أو أدلة.

دونالد ترامب, باراك أوباما وغيرهم من رؤساء الولايات المتحدة ليسوا إلا موظفين ومن يحكم الولايات المتحدة هو نظام يتألَّفُ من كبار الصناعيين, مدراء شركات النفط وصناعة الأسلحة وبنوك وول ستريت. ولذلك عندما حاول دونالد ترامب أن يغرِّدَ خارج الصف في قضايا مثل العولمة, التغيُّر المناخي والعلاقات مع روسيا فقد تم إبقائه مشغولا عبر نشر فضائح شخصية وتشوه سمعة وإغتيال الشخصية بالإضافة الى تفجير الجبهة الداخلية عبر حركات شعبوية فوضوية مثل حركة حياة السود مهمة() التي مارست محاولة التغيير العنيف والتي نجحت حيث تم إنتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة ٢٠٢٠.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment