Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, October 27, 2021

لماذا العرب متأخرون عن باقي الأمم؟

إنَّ الإجابة على ذلك السؤال كانت وسوف تبقى سبب اختلاف المؤرخين والمختصين. هل تخلف العرب بسبب الدين أو التخلي عن الدين؟ هل الإستعمار هو سبب تخلُّف العرب؟ هل العادات والتقاليد ساهمت في تأخر العرب عن باقي الأمم؟ كيف نهضت أمم مثل سنغافورة وماليزيا خلال فترة قياسية وبقي العرب في آخر الصفوف؟ هل تدخُّل الدول الغربية في شؤون العرب سبب تخلُّفِهم؟ هل الموقع الجغرافي أو أنظمة الحكم في سبب تخلُّف العرب؟ لماذا أصبح مصطلح التخلف العربي سمة ملازمة للعرب؟

خلال فترة حكم العرب للأندلس, كان العرب متمسكين بالدين ومتقدمين في العلوم. وقد وصل ذلك التقدم الى أن الأسر الملكية الحاكمة في أوروبا كانوا يرسلون أبنائهم إلى الأندلس من أجل دراسة مختلف أنواع العلوم. المدن الأندلسية كانت تحتوي على مختلف فنون العمارة التي مازالت آثارها قائمة الى يومنا هذا. حتى أن فكرة الطهارة والنظافة كانت مستهجنة عند الغربيين الذين لم يكونوا يستحمون إلا نادرا بينما العرب في الأندلس كانوا مشهورين بالحمامات العامة. كما أن المسلمين في الأندلس كانوا رائدين في الصناعات والحرف خصوصا صناعة الملابس والنسيج وهي صناعة بالكاد تكون معروفة في أوروبا خلال تلك الفترة. الدول الأوروبية وحتى الولايات المتحدة كانت تدفع الجزية إلى دولة الجزائر البحرية التي كانت بحريتها أسياد البحر الأبيض المتوسط وكانت دولة في متقدمة في كافة المجالات.

المانيا واليابان دولتان تعرضتا الى هزيمة مذلة من دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وخلال الفترة التي أعقبت الحرب, تعرَّضت الدولتان الى الإحتلال والإستعمار حيث تمَّ تجريدهما من القوة العسكرية والقدرات العلمية والصناعية. ولكن ذلك لم يكن عائقا يقف أمام نهضة الدولتين وفي ظروف بالغة الصعوبة وخلال فترة قياسية في عمر الأمم هي ٢٥ عاما. سنغافورة تعرضت إلى الطرد من الاتحاد الماليزي وقد كانت قبل ذلك مستعمرة بريطانية خلال القرن التاسع عشر وتعرضت إلى الغزو والاحتلال الياباني خلال الحرب العالمية الثانية. تايوان دولة صغيرة في المساحة متواضعة في الإمكانيات و تتعرض إلى ضغوط مستمرة من الصين ولكن ذلك لم يمنع نهضتها خصوصا في مجال التكنولوجيا. 

والحقيقة أنني أستغرب عندما يتحدثون عن التقدُّم في دول عربية تثير المبالغات في الدعاية على وسائل الإعلام ضحك المشاهد. الفشل هو الذي يسود المشهد في الوطن العربي في جميع المجالات حتى الرياضية منها. الفرق العربية لم تنجح في الفوز بكأس العالم أو الوصول إلى الدور النهائي وقبل النهائي ولو مرة واحدة. الأرز يستوردونه حيث تتم التعبئة في أكياس ويطلقون على ذلك صناعة. حتى أنَّ بريطانيا الى فترة قريبة كانت تهيمن على صناعة الملابس العربية التقليدية خصوصا مايطلق عليه العقال الذي يشتهر البدو بإرتدائه. هل من المعقول أن يصل الإنحطاط بأمة العرب أنهم يعجزون عن صناعة ملابسهم وأزيائهم التقليدية.؟ 

وعندما يكون العرب ناجحون في صناعة شيء ما, يفشلون في التسويق والدعاية. صناعة الملابس والمنسوجات في سوريا كانت في غاية التقدُّم والإتقان ولكن بدون خطة تسويق على مستوي عالمي وعلاقات تجارية خارجية. حتى في مجال مثل صناعة الأحذية تهمين الشركات الغربية على السوق ولا يوجد إسم تجاري عربي واحد يمكن الوثوق به. إن جميع مقومات السياحة متوفرة في الوطن العربي ولكن لا يوجد ثقافة السياحة. صناعة السياحة فاشلة وتعتمد على جمع أكبر قدر من المال في أقصر وقت ممكن تحت مسمى أسعار سياحية, زجاجة الماء داخل فندق تعادل عشرة أضعاف سعرها خارجه.

إن تدخُّل الدول الغربية في شؤون المنطقة العربية يعتبر أحد أسباب تخلُّف العرب والمسلمين ولكنه ليس السبب الوحيد بل هناك مجموعة أسباب مجتمعة. أحد أهم الأسباب  بل ويكاد يكون السبب الرئيسي هو أزمة أخلاقية يمر بها العرب والمسلمون ولكنهم يرفضون الإعتراف بذلك. هناك الكثير من المظاهر السلبية التي أصبح انتشارها أمرا معتادا مثل جرائم الشرف, فضائح أخلاقية في الجامعات, ابتزاز طلاب المدارس من أجل الدروس الخصوصية, الزواج بالإكراه, الفساد وغيرها الكثير التي أصبحت دليلا واضحا على انهيار القيم الأخلاقية. إن السبب ليس ضعف الوازع الديني بل الوازع الأخلاقي لأن الأخلاق كانت في البشر قبل الأديان والرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم قال:"إنما بعثت لأتمِّمَ مكارم الأخلاق." في اليابان وهي دولة سكانها إما بوذيون أو ملحدون, يتم تدريس مادة الأخلاق في جميع المراحل الدراسية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment