Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, October 5, 2021

كلمة للتاريخ بمناسبة حرب أكتوبر/ رمضان ١٩٧٣

في مثل هذا الوقت من كل عام تحلُّ ذكرى حرب رمضان ١٩٧٣ حيث تمكن الجيشان المصري والسوري من إستغلال عنصر المفاجأة وتنفيذ فكرة الهجوم على جبهتين من أجل تحرير الأراضي المحتلة في شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان. الأجواء الدولية خلال الفترة التي سبقت الحرب كانت محتقنة للغاية حيث خاضت مصر حرب الاستنزاف(١٩٦٧-١٩٧٠) فيما سوريا كانت تحاول بناء قدرات جيشها إستعدادا للمعركة القادمة. ولكن الحروب لا تخاض بالنوايا ولا يمكن الحديث عن جانب واحد للمعركة وتجاهل الجوانب الأخرى في معركة اختلطت فيها الحرب مع السياسة والإقتصاد.

والسؤال الذي يصلح بداية هو هل حققت حرب أكتوبر أهدافها؟

إنَّ إجابة ذلك السؤال تعتمد على الزاوية التي يرى من الراوي تلك الأحداث. أنور السادات كان يخطِّطُ من أجل أن يخوض حرب تحريك وليس حرب تحرير على عكس حليفه السوري الذي كان هدفه تحرير مرتفعات الجولان. السادات طلب من جنرالاته السيطرة على ١٠سم شرق القناة وذلك كان سوف يعطيه قوة تفاوضية هائلة. الجيش المصري لم يكن قادرا على التوغل أكثر من ١٥كم في شرق القناة تحت حماية مظلة صواريخ الدفاع الجوي وأي محاولة للتوغل سوف تعرِّض القوات المصرية الى غارات سلاح الطيران الإسرائيلي المتفوق.  هناك شواهد كثير منها ما رواه رئيس هيئة الأركان المصرية الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي خلال مقابلاته التلفزيونية ومذكراته وما رواه رئيس جهاز أمن الثورة الموحد في منظمة فتح صلاح خلف(أبو إياد) في مذكراته "فلسطيني بلا هوية."

الرئيس المصري أنور السادات وقادة عسكريون مصريون كانوا يعملون على الخطة المنارات العالية(المآذن العالية) والتي تتلخص بعبور خط بارليف والسيطرة على شريط على طول القناة وبعمق ١٢-١٥كم وصد هجمات القوات الإسرائيلي وتكبيدهم خسائر فادحة. ولكن في الوقت نفسه فقد تم تقديم الخطة (جرانيت/٢) الى السوريين والتي كان هدفها وصول القوات المصرية الى منطقة الممرات والسيطرة عليها بينما تقوم القوات السورية في الوقت نفسه بعبور الخط الأرجواني وتدمير الدفاعات الإسرائيلية فيما يعرف خط آلون الدفاعي وهو يعادل خط بارليف على الجبهة المصرية. الهجوم المصري توقف خلال الفترة(٧-١٤/أكتوبر) حيث اكتشفت طائرات استطلاع أمريكية وصور الأقمار الصناعية أن القوات المصري إتَّخَذت مواقع دفاعية مما سمح للقوات الإسرائيلية خصوصا سلاح الجو العمل بكامل طاقتهم ضد القوات السورية في الجولان.

إن القرار الذي إتَّخَذه الرئيس المصري رغم معارضة قادته العسكريين وهو تطوير الهجوم في عمق سيناء خارج حماية مظلة الدفاع الجوي قد أدى الى مايصطلح على تسميته الثغرة بين قوات الجيش الثاني في السويس والجيش الثالث في الإسماعيلية على الضفة الشرقية للقناة مما سمح لقوات إسرائيلية مدرعة بقيادة أرييل شارون بعبور القناة وحصار الجيش الميداني الثالث. المثير للإهتمام أن القيادة المصرية تلقَّت معلومات بتاريخ ٢٠/تشرين الأول من عملاء مخابرات متنكرين بثياب بدوية "بمرور جسور ودبابات برمائية في العريش" مما يشير الى نوايا إسرائيلية الإلتفاف على الجيش الثالث وتطويقه. كما أن تحذيرا آخر جاء من قيادة قوات من منظمة التحرير الفلسطينية وقوات كويتية كان مكلفة بحراسة منطقة الثغرة بأن طلائع القوات الإسرائيلية بقيادة شارون قد وصلت قرب منطقة الثغرة. القيادة المصرية تجاهلت تلك التحذيرات ولم تتعامل معها كما يتطلب الحزم والجدِّية في تلك المواقف.

هناك الكثير من التساؤلات حول أسرار حرب أكتوبر وماذا كان يدور خلف الكواليس والتي تحتاج الى مجلدات من أجل الحديث عنها. هل كانت القيادة الإسرائيلية على معرفة بخطط حرب أكتوبر؟ الثابت أن هنري كيسنجر كان يعلم ولكن هل أخبر الإسرائيليين بذلك؟ وكما يعلم الجميع فإن هناك جانبا إقتصاديا لأي حرب قائمة وحرب رمضان١٩٧٣ ليست إستثنائاً من ذلك. الجانب الاقتصادي في حرب أكتوبر١٩٧٣ يتمثل في الحظر النفطي والذي أدى الى إرتفاع ٤٠٠% في أسعار النفط وهو أمر كان هنري كيسنجر يعلم بحصوله وتمت نقاشات حوله في شهر مايو/١٩٧٣, أي قبل ٥ أشهر من وقوع الحرب. هل هناك أي علاقة بين حرب رمضان/أكتوبر وانهيار سوق الأسهم الأمريكية في يناير/١٩٧١ مع صدمة نيكسون أغسطس/١٩٧١ حيث أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون نهاية إتفاقية بريتون وودز و مبادلة الذهب مقابل الدولار الأمريكي؟

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment