Flag Counter

Flag Counter

Sunday, July 3, 2016

الوجه الخفي للإسلاموفوبيا والصراع من أجل السيطرة على العالم

"سوف نصنع لهم إسلاما يناسبنا" هل تلك الجملة من الممكن أن تلخص جوهرالمشكلة بين الشرق والغرب؟
عند إنتهاء الحرب الباردة وإنهيار الإتحاد السوفياتي وبسبب الحاجة لعدو يمتلك خواص الديمومة والإستمرارية فقد قرر المحافظون ومن لف لفيفهم من معاهد ومراكز أبحاث أن يجعلوا الإسلام يتبوأ قائمة الأعداء مع إستغلال أتباعه في معارك بالوكالة والبداية لم تكن مع أفغانستان بل قبلها الهند التي عانت من التقسيم ونظام حكم طبقي تم ترسيخ دعائمه بإشراف الإحتلال البريطاني ودول أخرى عانت من التدخلات المباشرة أو غير المباشرة ولعل جواتيمالا وكوبا تعدان أحد أوضح الأمثلة على ذالك.
المحافظون وحلفائهم من أنصار اليمين المتشدد سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا يعيبون على الحكومات الغربية عدم مبادرتها بالحرب الإستباقية ضد الدول التي يصفونها بأنها تشكل خطرا على نفوذهم وقيمهم وطريقتهم في الحياة. الدول العربية (الإسلامية) ليست هي التي تشكل الخطر الوحيد على النفوذ الغربي من وجهة نظر المحافظين  خصوصا من الناحية الديمغرافية بل هناك الصين والهند وروسيا وكوريا الشمالية وقائمة أعدائهم طويلة لا تنتهي. البحث الدائم عن العدو هو أسلوب حياة اليمين المتشدد والمحافظ في الغرب.
الصين هي أحد الدول المستهدفة من قبل محور اليمين المتشدد والمحافظين بذرائع مختلفة منها أنها السبب في زيادة نسبة البطالة في الدول الغربية بسبب فائض سكاني يعد مصدرا للقوى العاملة منخفضة الأجور وبسبب مشكلة التبت وبحر الصين الجنوبي وهي كلها إتهامات باطلة. وعلى الرغم من الجهود السلمية التي تبذلها الصين لحل الخلافات مع الدول الأخرى بالطرق السلمية فإنه لايخفى سرا أن هناك من يدعو لشن حرب ضد الصين لفصل التبت عنها والتدخل عسكريا في مسألة بحر الصين الجنوبي وذالك في سبيل تصفية حسابات جيو-سياسية وإقتصادية معها. الصين لاتشكل تهديدا إسلاميا للغرب ولكن تم تهديدها بالإسلاميين حيث يشاع على نطاق واسع أن وزير الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة الحالية للرئاسة في الولايات المتحدة قد هددت الصين بدعم الأقليات الإسلامية خصوصا الإويغور من أجل القيام بإضطرابات وإشغال الحكومة المركزية في بكين لإبتزاز مواقف سياسية.
المشكلة أن الوسائل الإعلامية الغربية تتبنى قضية التبت ومسلمي الصين بينما يتم ذبح المسلمين في بورما بأبشع الوسائل وزجهم في السجون حيث يتعرضون للتنكيل بدون أن تقوم وسيلة إعلامية أجنبية أو حتى عربية بتسليط الضوء على مشكلتهم. حتى أنه يلاحظ غياب الأصوات الدينية الإسلامية عن المشكلة البورمية وهم الذين يقومون على التحريض ليل نهار على شاشات الفضائيات في سبيل الحروب الطائفية في الوطن العربي وتقوم أجنداتهم بشكل رئيسي على تكفير الأقليات.
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع اليمين المحافظ للتحريض على الإضطرابات في بقاع مختلفة من العالم هو المشكلة الديمغرافية التي تهدد وجود الغرب وبقائه حيث إنتقلت هذه المشكلة حاليا إلى وسط أوروبا حيث قام تنظيم الإخوان المسلمين ممثلا بتركيا بتسهيل عمل مهربي البشر حيث وصل إلى ألمانيا وحدها مليون مهاجر أغلبهم من الشباب والمراهقين وعدد كبير من النساء. كما أن الصين والهند وباكستان تعد قوى عسكرية ونووية وتمتلك تعداد سكانيا يمكنه من تجنيد عدد كبير الجنود وتمتلك إحتياطي عسكري ضخم. الإستقرار في تلك الدول يعني زيادة عدد السكان.
الحرب على العراق يتم تبريرها بإسم الحرب الإستباقية حيث من المقبول من أجل إسقاط نظام الرئيس العراقي إستشهاد أكثر من مليون طفل عراقي كما أجابت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بالحرف. إبادة شعب في العراق بالحصار يعتبر أحد أكبر عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ لم يتم محاسبة مسؤول واحد عنها. لم يتم إثبات أي صلة بين النظام الحاكم في العراق وتنظيم القاعدة كما لم يتم إثبات وجود أسلحة دمار شامل والشهود الذين تم الإستعانة بهم كانوا شهود زور بعلم الحكومات الغربية.
هناك مجموعة نظريات لتفسير طبيعة التركيب الجيو-سياسية في الفترة التالية لإنتهاء الحرب الباردة منها أننا نعيش في عالم متعدد الأقطاب لايستطيع أي طرف الإستغناء عن التعاون مع الأخرين بينما تبقى الكلمة العليا نوعا ما من الناحية العسكرية للولايات المتحدة. النظرية الثانية وهي الأكثر ترجيحا من قبل اليمين المحافظ هي أننا نعيش في عالم مفكك تسوده الفوضى. أوروبا مهددة بخطر الأسلمة, روسيا دولة ضعيفة, الصين دولة تعاني من مشاكل ديمغرافية متعلقة بسياسة الطفل الواحد والتي تم رفعها الحظر مؤخرا والسماح بطفلين لكل أسرة. الإسلام نفسه الذي يزعمون أنه يهدد أوروبا هو نفسه بإعترافهم يعاني من الضعف بإعتراف رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد الذي ذكر في إحدى خطبه عن عجز العالم الإسلامي عن القيام بأي صناعات مفيدة ونافعة وحتى من إدارة ثرواتهم بأنفسهم.
كوريا الشمالية يتم إستهدافها بصفة مستمرة من قبل الإعلام الغربي كما يشاع على نطاق واسع أنه يتم إستخدام التحكم بالطقس عن طريق مواد تسمى الكيمتريل ويمكن نشرها في الجو عبر الطائرات وذالك للتسبب بمجاعة عن طريق إستهداف موسم محصول الأرز والذي يعد غذاء رئيسيا في كوريا الشمالية. الذريعة الرئيسية لإستهداف كوريا الشمالية هي إمتلاكها أسلحة الدمار الشامل على الرغم من أن هناك دولا عديدة تمتلك أسلحة نووية وذرية ولكن لايتم توجيه أي لوم أو إنتقاد إليها. في عالم مضطرب البقاء فيه للأقوى تسودة الفوضى وسياسة الإستقواء والتنمر فإن كوريا الشمالية ترى أن إمتلاكها الأسلحة النووية أولوية قصوى لحماية أمنها وسيادة ووحدة أراضيها.
إن المشكلة الديمغرافية يعاني منها العالم الإسلامي أكثر ممايعاني منها الغرب حيث أنه لايوجد دولة من الممكن أن تتحمل بقاء جيل كامل من دون تعليم جيد وهو مايدفع العالم العربي ثمنه حاليا كما ذكر أحد خبراء جودة التعليم من كوريا الجنوبية. في الفترة التي بدأ ظهور مايسمى المد الإسلامي أو مايطلق عليه الصحوة خصوصا مع بداية الثمانينيات فإن ذالك شهد في الوقت نفسه تراجع التعليم التقليدي في الوطن العربي لصالح عودة نظام الكتاتيب والتركيز على المواد الشرعية بدلا من دراسة العلوم الحديثة مما أدى إلى إنتشار الإيمان بالخرافات والبدع والإنفصال عن الواقع الذي نعيشه. فإذا أضفنا كل ذالك إلى مشكلة التركيز في العالم الإسلامي على الكثرة العددية بدون مراعاة النوع(الجودة) فإن كل ماذكر هو وصفة لكارثة تعاني منها بلداننا وليس الغرب. مشكلتنا أننا أمة لا تقرأ وإذا قرأت لاتفهم ولو فهمت فإن فهمها يكون محدودا ونظرتها قاصرة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment