Flag Counter

Flag Counter

Thursday, July 7, 2016

هل تساعد الدول الغربية تنظيم داعش على تحقيق أهدافه؟


الذريعة الأساسية التي تستند إليها الأحزاب المناهضة للهجرة في أوروبا والأحزاب اليمينة الأوروبية التي تعادي المهاجرين متعلقة بفشل إندماجهم في بيئتهم الجديدة خصوصا إتقان اللغة وإيجاد فرصة عمل مناسبة. بينما يعتبر المؤيدون للمهاجرين بشكل عام وخصوصا موجة اللجوء الأخيرة أن أوروبا قارة عجوز تشيخ بشكل متسارع ومهددة بإنهيار أنظمتها التقاعدية وقواعدها الضريبية في حال لم تنجح في حل مشكلتها الديمغرافية.
أحد التفسيرات المتعلقة بموجة اللجوء الأخيرة خصوصا لألمانيا هي أن الحكومة سمحت بها تحت ضغط من الشركات الألمانية التي لديها خصومة تقليدية مع النقابات العمالية القوية التي تحاول بإستمرار الحصول على إمتيازات غير مبررة لمنتسبيها أهمها زيادة في الأجور. في تقرير صدر مؤخرا بعد إجراء بحث وتحري دقيق من قبل أحد الصحف الألمانية بأن الشركات الكبرى الثلاثين في ألمانيا لم توظف سوى 54 لاجئ من أصل 1.5 مليون مسجلين في ألمانيا. تفسير أخر هو أن الحكومة الألمانية رغبت في تعديل التوازن السكاني للمهاجرين حيث تميل الكفة لصالح المهاجرين من أصول تركية وذالك بالسماح لمهاجرين سوريين على وجه الخصوص بالدخول إلى ألمانيا.
الولايات المتحدة وبعد جدل كبير وافقت على إستقبال 10 ألاف لاجئ على الرغم من أن الرقم مشكوك فيه بسبب المعارضة على المستويات الفدرالية وعلى مستوى الحكومات المحلية في ولايات أمريكية عديدة.
لست أستغرب الجدل حول قضية اللجوء والهجرة فهو جدل أزلي سابق لأزمات الشرق الأوسط التي أدى إلى موجات اللجوء بداية من أزمة الحرب على العراق وحاليا الأزمة السورية تتصدر العناوين على هامش الربيع العربي الذي حول بلدانا عديدة إلى جهنم بكل ماتحمله الكلمة مما أدى إلى تأزم الموقف بخصوص مشكلة اللجوء.
السؤال هو من هو المسؤول عن فشل تجربة إندماج المهاجرين في مجتمعاتهم وبيئتهم الجديدة؟
في البداية فإن التعميم فيما يتعلق بالإجابة على هاذا السؤال هو السمة الغالبة خصوصا الصحافة الغربية التي تعد متحيزة نوعا ما في إنتقاد السلبيات وتجاهل حقائق أساسية متعلقة بسرعة الحكم على تلك التجربة. هناك أيضا جانب متعلق بنسبة كبيرة القادمين الجدد وفكرتهم المسبقة أن دول أوروبا عبارة جمعية خيرية مسؤولة عن منحهم مسكنا وراتبا مدى الحياة بصفتهم لاجئين بدون بذل أي مجهود أو مشاركة إيجابية.
يمكن تصنيف القادمين الجدد إلى أي دولة أوروبية إلى فئتين فهم إما مهاجرون بملئ رغبتهم أو إرادتهم أو لاجئون تدفعهم ظروف الحرب للسفر للخارج بحثا عن الأمان. نظام اللجوء الأوروبي يرفض الأسباب الإقتصادية كأحد مبررات تقديم طلب لجوء مهما كانت ظروف مقدم الطلب.
سويسرا مؤخرا رفضت طلب لاجئتين مسلمتين بمنحهم الجنسية لأنهما رفضتا المشاركة في دروس سباحة مدرسية مختلطة متذرعتين بأسباب دينية. وتلك ليست أول سابقة في سويسرا التي تذرعت برفض طلب تجنيس عائلة بأكملها لأن فردين من أفرادها تبلغ أعمارهما 14 و 15 عاما رفضا مصافحة مدرستهما لأسباب دينية. إمام مسلم يرفع شكوى ضد مدرسة ألمانية لانها أصرت عليه أربع مرات بمصافحتها فشعر بالإهانة وولاية بافاريا الألمانية تخسر دعوى قضائية متعلقة بأحقية محامية متدربة على إرتداء الحجاب أثناء الترافع أمام محاكم الولاية. فرنسا رفضت طلب جزائري الحصول على الجنسية لأنه يجبر زوجته على إرتداء البرقع ويرفض مصافحة النساء كما رفضت طلب شخص أخر من أصول مغاربية لأنه يرفض إرتياد زوجته لحمامات السباحة المختلطة على الرغم من إرتداء زوجته الحجاب وليس النقاب ومنحها كافة حقوقها بحسب تقارير المراقبة الفرنسية.
السلطات السويسرية التي هددت بفرض غرامات مالية بحق الاسرة التي رفض أفرادها مصافحة معلمتهما تذرعت بأن المساواة بين الرجل والمرأة ودمج المهاجرين أهم من حرية المعتقد.
إن مفهوم الإندماج الذي تتبعه بعض الحكومات الغربية سوف يؤدي إلى نتيجة معاكسة حيث يبدو أن المطلوب من المهاجر أن ينسلخ تماما عن هويته الثقافية والحضارية مما قد يؤدي إلى صراع داخلي ينتهي في الغالب بإعتناقه للفكر المتشدد كملجأ وملاذ من ملاحقة الحكومات الغربية له في كل كبيرة وصغيرة متعلقة بعباداته وعاداته الثقافية.
مفهوم بعض الدول الغربية خصوصا سويسرا وألمانيا لكلمة إندماج تتلخص بالمصافحة والسباحة المختلطة وعدم إرتداء رموز إسلامية خصوصا الحجاب. في البداية منعوا في سويسرا بناء مأذن للمساجد وقد يمنعون في المستقبل بناء المساجد بالمجمل ثم قاموا بحظر النقاب ومستقبلا سوف يمنعون إرتداء الحجاب. النقاب تم تبرير منعه بوصفه يمنع التفاعل والحجاب تم إعتباره رمز إسلامي وهلم جرا. من الواضح أن هناك عملية سلخ هوية للقادمين الجدد تبدأ خطوة خطوة وبذرائع مختلفة.
أتفهم موضوع المأذن فالمئذنة ليس من شروط إقامة الصلاة ويمكن الصلاة بأي قاعة أو في المنزل والنقاب يثار حوله جدل فقهي كما يقال أنه من بقايا الإحتلال العثماني للوطن العربي ولكن ماذا عن الحجاب؟ هل المطلوب من المهاجرين الجدد أن يقصوا شعرهم على أحدث موضة وترتاد نسائهم حمامات السباحة المختلطة وتتخذ بناتهم عشاق يزورونهم في المنزل حتى تعتبرهم الحكومة مندمجين وتقوم بمنحهم الجنسية؟
أليس بالأولى دعم أولئك المهاجرين حتى يتعلموا لغة البلد وعاداته وتقاليده ثم يكون لديهم عمل يمنحهم مستوى حياة معقول وشعورا بالكرامة بدلا من ملاحقتهم في أدق خصوصياتهم الثقافية والدينية؟
على الطرف الأخر هناك الكثير من الملتجئين بل والمهاجرين ينشرون صورة سلبية ليس فقط عن الإسلام بل عن العرب بشكل عام خصوصا مرتكبي جرائم التحرش والإغتصاب التي زادت معدلاتها في بعض البلدان إثر موجة اللاجئين الأخيرة كما أن الكثير منهم لايحاول حتى الإندماج في المجتمع الذي يعيش فيه ويفضل العيش في غيتوهات عربية تحولت إلى مايشبه المناطق الخارجة عن القانون والتقوقع على أقرانه العرب والعيش على أموال الضمان الإجتماعي. أحد الأمثلة هو ملتجئ جزائري في فرنسا يدعى الياس حباج أمضى حياته يحتال على أنظمة الضمان الإجتماعي حيث أنه متزوج من أربعة نساء ويتحصل ثلاثة منهم على إعانات إجتماعية ومنازل حكومية بوصفهم أمهات عازبات حيث يقوم حباج بجمع الأموال وعائد إيجارات المنازل منهم وأصبح يمتلك مصالح تجارية عديدة منها محل سوبرماركت وملحمة.
هناك الكثير من الأمثلة السيئة للمهاجرين واللاجئين ولكن هناك أيضا الكثير من المهاجرين الجدد الذي ساهم العديد منهم بشكل إيجابي في مجتمعاتهم الجديدة فأقاموا علاقات طبيعية وحظيوا بفرض عمل ورفضوا أن يعيشوا عالة على دافع الضرائب. عملية إندماج المهاجرين واللاجئين في مجتمعاتهم الجديدة هي عملية معقدة وتأخذ وقتا وليس بالسهلة كما يتصور البعض أو تتصور بعض الحكومات الغربية والسياسيين الغربيين الحالمين. الحكومات الغربية يجب أن تتعامل مع مسألة الإندماج بحذر لسببين, الأول أنها قد تأتي بنتائج عكسية. السبب الثاني أن أوروبا تواجه أعدادا كبيرة من اللاجئين والمهاجرين دفعت بعض قادتها لوصف مايحصل بانه عملية غزو لقارتهم كما أن الحكومات الأوروبية تعاني منذ وقت طويل من مشكلة الإندماج التي لم تحل حتى هذه اللحظة خصوصا في بلدان كفرنسا وألمانيا فماهي الخطط العملية التي تم وضعها للتعامل مع تلك الحالة الطارئة وملايين القادمين الجدد؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment