Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 9, 2016

الوجه الأخر لأمريكا

وأخيرا وبشكل غير مسبوق إنفجرت فقاعة الحرية في بلد تمثال الحرية حيث وقعت عدة حوادث قتل تم إرتكابها من قبل الشرطة الأمريكية بحق مواطنين ذوي العرقية السوداء. حادثين مؤسفين تم تسجيلهما مؤخرا في مدينة دالاس التي تقع في ولاية تكساس وفي ولاية مينيسوتا في مدينة تدعى فالكون هايتس(Falcon Heights) حيث قتل مواطن أمريكي أسود في سيارته امام زوجته وطفلته التي تبلغ من العمر 4 سنين بعد أن تم توقيفهم بسبب عطل في مصباح السيارة. (Philando Castile) تم إطلاق الرصاص عليه عند محاولته إخراج محفظته لتقديم هويته ورخصة القيادة لضابط الشرطة والسبب هو أنه أبلغه أنه يمتك سلاحا في السيارة وأن لديه رخصة لحمله.
وحتى يكتمل السيناريو المأساوي ففي إحتجاج سلمي جرى إثر حادثة القتل في مدينة دالاس تم إطلاق رصاص من قبل قناص أدى إلى مقتل ثلاثة رجال شرطة إرتفع العدد لاحقا إلى خمسة. المضحك المبكي أن الشرطة الأمريكية وكعادتها قامت بإعتقال أول شخص أسود مسكين قاده حظه العاثر إلى طريقهم وتم إتهامه بالحادثة وإطلاق سراحه لاحقا بعد أن لم يتم إثبات التهمة عليه وألقت القبض على مشتبه أخر بعد تبادل إطلاق النار مع قوة من شرطة المهام الخاصة(Swat Team).
المسألة التي أرغب في نقاشها ليس متعلقة بحوادث قتل تقوم بها الشرطة الأمريكية التي تحولت إلى مايشبه قوات شبه عسكرية(Paramilitary Units) ولا في حوادث أخرى قامت الشرطة فيها وبشكل فاضح بإعتقال والإعتداء العنيف على مواطنين أمريكيين وبدون أن يقاوموها أو يشكلوا على أفرادها أي تهديد مع ملاحظة أن عسكرة قوات الشرطة هي ظاهرة عامة في جميع البلدان التي تدور في فلك الولايات المتحدة. ما أريد نقاشه هو موقف من يطلقون على أنفسهم إسم نشطاء حقوقيون وشخصيات عامة وموقفها مما يحصل في الولايات المتحدة خصوصا أن بعضهم كالمهرج باسم يوسف يعيش فيها حاليا.
ماهو موقف مرشح الرئاسة المصرية السابق محمد البرادعي من موجة العنف الأخيرة في الولايات المتحدة؟ ماهو موقف من يطلقون على أنفسهم إسم ثوار في ليبيا وسوريا ومصر وهم من ملئوا الدنيا قبل ذالك ضجيجا عن القمع الذي تمارسه قوات الشرطة والجيش بحقهم؟ ماهو موقف باسم يوسف وهل سوف ينتج برنامجا ينتقد فيه سلوكيات الشرطة الأمريكية والعنف المفرط الذي تمارسه بحق المواطنين؟
النفاق وإزدواجية المواقف هي السمة المميزة للإعلام العربي بل والغربي عند تعاطيه مع الأحداث سواء في الشرق الأوسط او الولايات المتحدة أو اوروبا بشكل عام يمتاز إعلامها بالإزدواجية والنفاق.
قناة فوكس نيوز في تغطيتها لأحداث العنف الأخيرة وعدد من أحداث العنف السابقة قامت بإلقاء اللوم على الضحية وهم مواطنون من العرقية السوداء وقامت بتبرئة الجلادين. في تغطيتهم لأحداث الشرق الأوسط فإن حرق شرطي أو منشأة عامة أو أحداث السلب والنهب والفوضى تعتبر حرية وتنفيسا عن القمع والديكتاتورية بينما إذا وقعت نفس الأحداث في الولايات المتحدة أو أي بلد أوروبي يتم إعتقال المتورطين ومعاملتهم كالمجرمين ومحاكمتهم وسجنهم ولايقوم الغعلام الأمريكي بتمجيد مرتكبي أحداث النهب الجماعية ووصفهم بالثوار مهما كانت الأسباب التي دفعتهم إلى ذالك.
الإعلام العربي تناول الأحداث الأخيرة والتي سبقتها بطريقة سلبية فهو لم يقم بأي إنتقاد أو مقارنة مع أحداث الشرق الأوسط وقامت بعض الصحف والمواقع كالعربية بتغطية الخبر بطريقة غير إحترافية فهم لم يتعلموا بعد من نظرائهم في وسائل الإعلام الأمريكية.
هناك وسائل إعلامية عربية في الولايات المتحدة متخصصة في إنتقاد الأنظمة العربية وأجهزة الأمن والشرطة في الوطن العربي هي أيضا لم تورد الخبر إلا لرفع العتب نظرا لما تشكله تلك النوعية من الأخبار من إحراج لها وللدعاية التي تقوم بها في سبيل مقارنة الولايات المتحدة ببلدان عربية.
يقال أنه في الولايات المتحدة يعتبر حرق العلم الأمريكي جنحة قد تؤدي بمرتكبها للمحاكمة والسجن وفي الوطن العربي حرق العلم الوطني أو إستبداله بعلم أخر يعتبر من مظاهر الديمقراطية ومتطلباتها. في الولايات المتحدة تقتل الشرطة المواطنين على الشبهة في حملهم سلاحا وفي الوطن العربي لو قتلت الشرطة أو أطلق الجيش النار على من هم في يدهم السلاح, تثور ثائرة وسائل الإعلام الغربية والعربية على الديكتاتورية وكيف إنتهكت حقوق المواطنين السلمية في حمل السلاح علنا وإطلاق النار على رجال الجيش والشرطة.
المشكلة أنه حتى المقعدين والمصابين بعاهات ومنها ضعف السمع أو مشاكل عقلية ونفسية كأغلب مؤيدي الربيع العربي لم يسلموا من رصاص الشرطة الأمريكية. جيرمي ماكدول مواطن أمريكي أسود مقعد قامت الشرطة الأمريكية في مدينة ويلمنغتون من مدن ولاية ديلاوير الأميركية بإطلاق سبع رصاصات عليه تحت ذريعة أنه كان يحمل سلاحا ويحاول الإنتحار فقاموا هم بتولي المهمة بالنيابة عنه وقتله. شرطة مطار ممفيس(TSA – Transportation Security Administration) قامت بالإعتداء العنيف بالضرب على مراهقة أمريكية تدعى حنا كوهين(Hannah Cohen) والتي كانت عائدة لمدينتها تشاتانوجا(Chattanooga) من ولاية تينيسي(Tennessee) من جلسة لعلاج السرطان ومصابة بعمى كامل في إحدى عينيها مماأدى إلى إرتباكها أثناء عملية تفتيش روتينية.
ليست تلك أول عملية قتل غير مبرر تقوم بها الشرطة الأمريكية خصوصا على أشخاص مقعدين او مصابين بعاهات جسدية او عقلية تمنعهم من التفاعل والتقدير السليم للأحداث فالحبل على الجرار ومؤخرا قامت المباحث الفيدرالية الأمريكية بوضع قسم شرطة مدينة أوكلاند(OKPD) بأكمله تحت وصايتها وأرسلت عشرة محققين فيدراليين للإشراف على عمل القسم بعد إقالة ثلاثة رؤساء شرطة من ضباط القسم في 9 أيام فقط حيث تبين أن القسم فاسد بأكمله وأفراده متورطون في جرائم قتل, التغطية على جرائم قتل, إغتصاب, دعارة وحوادث عنف عنصرية غير مبررة.
في الإعلام الغربي على وجه الخصوص يعزفون نغمة أن الإسلام يحلل إغتصاب الأطفال تحت مسمى عقود الزواج ويذكرون في سياق الحديث قصة زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة عائشة رضي الله عنها على الرغم من أنها قصة هناك الكثير من الشكوك حول صحتها. بتاريخ 1\يوليو\2016 أصدرت ولاية فيرجينيا تشريعا يمنع زواج الفتيات من تقل أعمارهم عن 12 أو 13 عاما بدون موافقة الوالدين أو في حالة الحمل. الناشطون المسؤولون عن الحملة التي أدت إلى إقرار التشريع ذكروا أن القانون كان السبب في إنتقال ولاية فيرجينيا إلى القرن 21. ولاية فيرجينا ليست أول ولاية تتطلع للإنتقال إلى القرن 21 وإستثناء تحت سن 18 عاما من تشريع الزواج القانوني بذريعة الحمل وموافقة الوالدين فهناك ولايات مثل نيويورك وكاليفورنيا تبحث إقرار تشريعات مماثلة.
لماذا لانسمع الأصوات الغربية المنتقدة للمسلمين بسبب مزاعم زواج الأطفال بينما هم يشرعون زواج فتاة مراهقة عمرها 12 بذريعة موافقة الوالدين؟ لماذا لا نسمع أصوات الملاحدة العرب الذين يستندون على تلك الجزيئية بشكل رئيسي في هجومهم على الإسلام؟ لماذا لا يمتلك المثقفون العرب أو من يزعمون تلك الصفة وأنهم نخبة المجتمع بالتصدي للهجوم الشرس الذي يشنه مختلون عقليا على عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا العربية؟ هل تم خصائهم فكريا وثقافيا؟
لماذا أقامت وسائل الإعلام الغربية الدنيا ولم تقعدها حين قامت السلطات المصرية أثناء مايسمى ثورة يناير المشؤومة بقطع خدمة الإنترنت في محاولة منها لإبطاء مستوى تنسيق الأعمال التخريبية التي كان يقوم بها من يطلقون على أنفسهم إسم ثوار ونشطاء؟ ألم يتم التهديد بأمر مماثل في بلدان أخرى؟ تركيا مثلا هددت على لسان رئيسها أوردوغان بقطع خدمة تويتر وفيسبوك ومراقبة الإنترنت وقطع الخدمة إن إستلزم الأمر؟ ألم يتم إقرار قوانين المراقبة والتجسس على الحياة الشخصية للمواطنين خصوصا البريد الإلكتروني والإتصالات الهاتفية وبدون إشراف القضاء كما يفترض وذالك في عدد من الدول الغربية؟ لماذا يحتج النشطاء الحقوقيون في الوطن العربي على قوانين مكافحة الإرهاب بينما دول منها الولايات المتحدة, بريطانيا وفرنسا تمتلك قوانين مماثلة؟
سوف تبدأ المقارنات عند قرائة الموضوع بين الجنة التي تمثلها الولايات المتحدة وبلدان الوطن العربي على الرغم من أنها سوف تكون مقارنات سطحية وجميع الحوادث التي لم أذكر إلا 1% منها لأسباب معلومة هي حوادث فردية كما سوف يزعم بعض من يقرئون الموضوع. الجنة ليس في الولايات المتحدة أو أوروبا أو الوطن العربي, فالجنة ليست إلا مكانا في مخيلة الديانات المختلفة يستغل وصفها في غسيل دماغ أتباع الكهنة ورجال الدين لدفعهم لتنفيذ أجنداتهم بينما هم ينعمون بالإقامة في القصور وفنادق الخمسة نجوم.
ملاحظة: يشاع على نطاق واسع أنه منذ بداية سنة 2015 وحتى هذه اللحظة فإن الشرطة الأمريكية قتلت أكثر من 2000 شخص 99% هم من الأمريكيين السود.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment