Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 6, 2019

العلاقة بين تنظيم داعش والإسلام

لقد صدم العالم من مستوى الإجرام والدموية الذي تميَّز بها تنظيم داعش في العراق وسوريا عن غيره من التنظيمات الإسلاموية التي سبقته. وقد نجح تنظيم داعش في تأسيس وجود له في أوروبا عبر العشرات من الخلايا النائمة التي نجح أعضائها في التسلل عبر موجات اللاجئين الى عدد من الدول الأوروبية حيث يحمل الكثير منهم جوازات سفر أوروبية ويتحركون في بين الدول الأوروبية بحرية. خلايا تنظيم داعش في أوروبا نجحت في القيام بعدد من الهجمات الدموية ضد أهداف مدنية في دول مثل فرنسا وبلجيكا. الإعلام والسياسيين في الدول الغربية يقومون بتضليل المواطنين عبر تقديم داعش على أنها تمثل الإسلام وأن تصرفات أعضائها لها جذور في الدين الإسلامي. وهنا, فإن الإعلاميين والناشطين الغربيين لا يتحدثون عن الإسلام المتشدد أو المتسامح بل عن الدين الإسلامي نفسه. ولكن علينا أن نفهم جيدا أن تنظيمات مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة تقدم للنخب السياسية الغربية فرصة ذهبية لصناعة أزمة الإرهاب في سبيل تمرير قوانين استثنائية لا يمكن في الأحوال العادية أن يوافق المواطنون الأوروبيون عليها, قوانين في المجال الاقتصادي والأمني, مستغلين عامل الخوف حيث يوافق المواطنون على التخلي عن حرياتهم وخصوصيتهم تحت مسمى مكافحة الإرهاب والأمن القومي.
وعلى الرغم من كل بكائيات الإعلام الغربي وذرف دموع التماسيح على ضحايا الإرهاب من المواطنين الغربيين إلا أن الحكومات الغربية تمنح المأوى للإرهابيين تحت مسميات مثل اللجوء الإنساني والسياسي رغم علمها بماضيهم وميولهم العنفية. كما أن الإعلاميين الغربيين لا يتحدثون عن اللقاء الذي جمع بين السيناتور الأمريكي الراحل جون ماكين وعدد من القيادات الإرهابية التي تقاتل الحكومة السورية وذلك في قاعدة عسكرية تقع في إحدى مناطق ريف حلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية. زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي, الخليفة المستقبلي, كان أحد أولئك المدعوين للإجتماع وإن ظهر حليق اللحية إلا أن وجهه لا تخطئه العين. لايمكن إنكار عدم معرفة الفريق الأمني المرافق للسيناتور ماكين بهوية المجتمعين أو انتمائاتهم السياسية والدينية. أي شخص يطالب بالدليل فهو مهتم بتضييع الوقت لأن نقرتين على محرك البحث غوغل سوف تظهر له كل الأدلة التي يحتاجها خصوصا مجموعة من الصور لإجتماع جون ماكين مع قيادات المسلحين.
الجيش السوري الحر هو تنظيم إسلامي متشدد يتبع تنظيميا الإخوان المسلمين وليس بأفضل حالا من داعش أو جبهة النصرة. ولكن مايعتبره البعض لغزا هو أنه كيف تحول المتظاهرون السلميون الى العمل المسلح بسرعة قياسية وماهي مصادر تسليحهم وتمويلهم. التغطية الإعلامية للجرائم التي إرتكبها الجيش السوري الحر هي أنها أعمال فردية ولا تمثل الثورة السورية البريئة. أحد قادة المعارضة السورية المسلحة في حمص ظهر في فيديو وهو يذرف الدموع ويطالب بتسليح الثوار لأنهم لا يمتلكون إلا المسدس, البي كي سي(رشاش ثقيل), الكلاشنكوف وسلاح الأر بي جي المضاد للدبابات. الدول الغربية وبعد ندائات متتالية من المتظاهرين السلميين الذين لا يمتلكون إلا بنادق الكلاشينكوف والأسلحة المضادة للدبابات, وافقت على تسليحهم بالدبابات والصواريخ والأسلحة المضادة للطائرات التي تم إرسالها إليهم من ثوار ليبيا الذين استولوا عليها بعد إسقاط نظام معمر القذافي وإعدامه من قبل عناصر من القوات الخاصة الفرنسية. 
الجيش السوري الحر يتبادل الأدوار مع تنظيمات داعش والنصرة ولا يقل إجراما عنهما. الجيش السوري الحر أعدم مواطنين سوريين على الهوية وقام بتجنيد الأطفال في صفوفه في أعمال قتالية منها قطع رؤوس مواطنين وجنود سوريين ألقى بهم حظهم العاثر بين أيدي تلك الوحوش البشرية التي لا ترحم وحتى حرق مواطنين سوريين أحياء بذريعة التعاون مع الحكومة السورية. مرحلة التنسيقيات التي سبقت العمل المسلح على الأقل رسميا, كانت هي الأخرى تمارس أعمالا إجرامية منها إغتيال مواطنين سوريين وإلقاء بعضهم أحياء من الأماكن المرتفعة. كتائب الجيش السوري الحر في مدينة حلب مارست أعمال السرقة والنهب خصوصا مصانع حلب التي تم تفكيكها وبيعها لتجار أتراك مقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإبنيه. حتى القمح وصوامع الحبوب في الرقة ودير الزور تم بيعها في تركيا.
الحكومات الغربية وعبر البوابة التركية متورطة حتى النخاع في تقديم الدعم لتنظيمات مثل داعش, جبهة النصرة والجيش السوري الحر حيث سمحت الحكومة التركية لأعضاء تلك التنظيمات بحرية الحركة عبر الحدود والتجول في المدن التركية. كما أن جرحى تلك التنظيمات يتم علاجهم في المستشفيات التركية. الإمدادت اللوجستية التي يتم إرسالها للتنظيمات الإرهابية المسلحة خصوصا الذخيرة والأدوية تمر جميعها عبر الحدود التركية مع سوريا وبعلم الأجهزة الأمنية التركية. الطيران الأمريكي تدخل لصالح تنظيم داعش وقصف مواقع للجيش السوري في الرقة ودير الزور حيث أعقب عملية القصف محاولة مقاتلي داعش الاستيلاء على تلك المواقع. الأجهزة الأمنية الغربية تنسق مع المسلحين المعارضين للحكومة السورية حيث تعلمهم مسبقا بالأعمال القتالية التي تنوي الولايات المتحدة تنفيذها ضد مواقع الجيش السوري حتى يكونون جاهزين بكاميراتهم خلال دقائق قليلة تسبق عملية القصف. دولة الكيان الصهيوني هي الأخرى تقدم الدعم للعصابات الإرهابية المسلحة التي لا يبدو أن لديها أي أجندات ضد دولة الإحتلال الصهيوني رغم إطلاقها ندائات متكررة بأنهم يقاتلون في الشام وعيونهم على بيت المقدس. جرحى تنظيمات داعش وجبهة النصرة الذي يسقطون في المعارك مع الجيش السوري بالقرب من حدود الجولان السوري المحتل يتم علاجهم في مستشفيات داخل أراضي فلسطين المحتلة. كما أن الطيران الإسرائيلي تدخل أكثر من مرة لصالح المسلحين في معاركهم مع الجيش السوري حيث قصف مواقع الجيش السوري التي كان يتم مباشرة شن هجوم للمسلحين في محاولة للاستيلاء عليها. 
الدول الغربية تحاول صناعة إسلام يناسبها وإسلاميين يكونون في خدمة أجنداتهم السياسية والإقتصادية ويقاتلون بالنيابة عنها حين لا تكون قواتهم العسكرية قادرة على التدخل بشكل مباشر أو خوفا من الخسائر البشرية في صفوف جنودهم حيث يعتبر ذلك موضوعا حيويا في الحملات الإنتخابية. إن جميع أولئك المغفلين أو الذين تم إستغفالهم وإقناعهم أن الدين يؤخذ من حد السكين التي يذبحون بها خصومهم, سوف يتم إلقائهم في مزبلة التاريخ والتخلص منهم كما تخلصت الولايات المتحدة وبريطانيا من قادتهم حين إنتهت صلاحيتهم, أبو مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن وجميع المتورطين في أحداث 11/سبتمبر وقريبا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وعشرات الآلاف من أولئك الحمقى الذين يتم التخلص منهم وزجهم في معارك فاشلة في العراق وسوريا.

النهاية

No comments:

Post a Comment