يوصف الربيع العربي بأنه عبارة عن أضخم حملة علاقات عامة منذ نهاية الحرب الباردة قامت بها جهات إعلامية غربية لصالح تنظيم الإخوان المسلمين والهدف هو تسليم المكتب الدولي لتنظيم الإخوان المسلمين الحكم في بلدان عربية تحت ستار الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان. وسائل إعلام تتبع الإخوان المسلمين هاجمت دولا عربية منها المملكة العربية السعودية بذريعة تمويلها الثورة المضادة التي تم وصفها بأنها إنقلاب على الشرعية وعلى صناديق الاقتراع. حكومات دول غربية وأوروبية منها الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا وعبر سفرائها في الدول العربية قامت بتقديم الدعم لتنظيم الإخوان المسلمين في دول مثل مصر، تونس، ليبيا وسوريا حيث تراوح بين الدعم الإعلامي أو العسكري. خلال أحداث الربيع العربي في مصر، تم القبض على مواطنين أمريكيين بتهمة المشاركة في إلقاء قنابل مولوتوف على قوات الأمن المصرية ولكن تم إطلاق سراحهم بدون توجيه أي اتهامات. وفي تونس، قبض على أجانب يحملون بنادق قنص يتجولون في المدن التونسية في سيارات أجرة للتمويه.
لا يمكن إنكار تورط أجهزة غربية خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا في إحداث قلاقل واضطرابات في الوطن العربي خدمة لأجندات استعمارية تهدف لنهب ثروات المنطقة خصوصا النفط، الغاز والمعادن منها النحاس، الذهب واليورانيوم. العراق، مثال حي على عمليات التدخل الغربي في المنطقة، قامت شركات أمنية غربية بارتكاب تجاوزات أمنية وتنفيذ عمليات قتل بدم بارد ضد مواطنين عراقيين. شرطة محافظة البصرة ألقت القبض على شخصين أثناء قيامهما بزرع عبوات ناسفة حيث تبين أنهما جنديان يخدمان في القوات البريطانية العاملة في البصرة حيث سارعت القوات البريطانية الى حصار المخفر وإطلاق سراحهم. تورط دولة الاحتلال الصهيوني في أحداث الربيع العربي والأحداث اللاحقة له شواهد وقرائن. جرحى تنظيمات مسلحة تقاتل الجيش العربي السوري تم علاجهم في مستشفيات في فلسطين المحتلة، تنسيقيات تم الإعلان عنها في دولة الكيان الصهيوني لتقديم الدعم اللوجستي والإعلامي لعصابات مسلحة كانت تقاتل الجيش الوطني السوري تحت مسميات مختلفة منها تنسيقيات والجيش السوري الحر وشخصيات أمنية وإعلامية إسرائيلية أعلنت عن دعمها للعصابات المسلحة في سوريا.
إن العلاقة بين تنظيمات الإسلام السياسي واذرعها المسلحة على اختلاف مسمياتها ودولة الكيان الصهيوني والأجهزة الأمنية الغربية هي علاقة تتم في العلن وفي ضوء الشمس وليس في الخفاء كما في السابق. قادة تنظيمات مسلحة تكفيرية تقاتل القوات الحكومية السورية أعلنت أنها لن تمانع في القتال الى جانب جيش الاحتلال الصهيوني إذا قرر التدخل في سوريا. علم دولة الاحتلال الصهيوني رفع خلال أكثر من مناسبة في مظاهرات في عدد من المدن السورية. الثوار السوريون الذين يصفون أنفسهم بأنهم وطنيون، قاموا بالتهليل للطيران الصهيوني أثناء عدوانه على الأراضي السورية. المعارضة السورية لا تمانع في تدخل أي جهة خارجية في سوريا طالما هدفها تسليم المعارضة السورية الحكم. ولكن المعارضة السورية هي عبارة عن تجمع للانتهازيين واللصوص وليس بينها شخص واحد صالح حتى يحكم على مجلس بلدي في قرية سورية نائية وليس بلدا وازنا وله ثقل إقليمي ودولي مثل سوريا. المعارضة السورية التي ترفض التدخل الأجنبي في سوريا دافعت عن جبهة النصرة التي تتألف من عناصر أجانب وذلك حين تم تصنيفها على أنها تنظيم إرهابي.
الدول الغربية كانت تهدف من تسليم الحكم لتنظيم الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية هو إتمام عملية المصالحة مع دول الكيان الصهيوني بفتاوى دينية تصدر من يوسف القرضاوي وأتباعه في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. قادة تلك التنظيمات مثل الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي ليسوا إلا عبارة عن منافقين وانتهازيين يمارسون مواقف مزدوجة. على سبيل المثال، قام الرئيس المصري السابق محمد مرسي حين كان نائبا في البرلمان عن حزب الإخوان المسلمين بانتقاد الحكومة المصرية بسبب تقدمها بطلب قرض من صندوق النقد الدولي لأن ذلك يعتبر من الربا وهو محرَّمٌ في الإسلام. بينما تقدمت حكومة هشام قنديل، رئيس الوزراء خلال فترة حكم مرسي بطلب قرض الى صندوق النقد الدولي ودافعت باستماتة عن وجهة نظرها بأن القرض حق طبيعي لمصر. ميليشيات حزب النهضة التونسي بقيادة راشد الغنوشي قامت بتنفيذ عملية اغتيال جبانة توفي على أثرها المناضل شكري بلعيد والمناضل محمد البراهمي. الشعب التونسي البطل تصدى لتنظيم الإخوان المسلمين وفرعه التونسي ونجحوا في الدفاع عن بلدهم حيث أدى ذلك الى تراجع مؤقت للغنوشي وميليشياته وتسليم المهمة لتنظيم داعش والبقاء في الظل محافظين على مظهرهم السلمي وماء وجههم أمام جماهير الشعب التونسي التي نجحت في كشفهم وألاعيبهم القذرة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment