Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 6, 2019

الإعلام العربي ودوره في عصر وسائل التواصل الإجتماعي

إن التوجهات السياسية للدول الغربية في الوطن العربي تتسم بالتناقض بطريقة تثير إستغراب المواطن العادي بينما يعلم المشتغلون بالسياسة علم اليقين أنها ليست إلا لعبة مصالح ولوبيات وتحالفات اقتصادية تهدف في المحصلة للسيطرة والتحكم بثروات المنطقة خصوصا النفط. ولكن لا يمكن أن نلوم المواطن العادي الذي همه الأول والأخير هو لقمة العيش على حيرته لأنه في الغالب يأخذ أخباره من وسائل إعلام لا تتصف أي مستوى من الحيادية والنزاهة بالإضافة إلى سطحية برامجها التي تصيب المتابعين بالملل. إن الإعلام بوسائله المختلفة في عالمنا العربي هو المسؤول الأول والأخير عن ذلك بسبب عدم تقديمه برامج هادفة لتوعية المواطن بخطورة الأطماع الغربية الإستعمارية في المنطقة والتضليل التي تمارسه وسائل الإعلام الغربية لتلميع صورة الغرب وخلق صورة نمطية عن الغرب بقوته وثروته والعدالة المطلقة التي تميزه عن عالمنا العربي. وسائل الإعلام العربية مشغولة ببث مسلسلات هابطة عن زنا المحارم وبرامج عن تزاوج وتناسل الحيوانات ولن تجد برنامجا واحد عن التاريخ الإستعماري لبريطانيا أو عن الدولة البوليسية التي تدير حياة المواطن الأمريكي ولا عن فرنسا التي تعتبر قيم الثورة الفرنسية وأفكارها حكرا على المواطن الفرنسي. انتقاد الغرب في وسائل الإعلام العربية خط أحمر حيث تتدخل السفارة المعنية لدى السلطات ويتم إخراس وتكميم الأفواه وبشكل فوري.
ولم يتم ملئ ذلك الفراغ الذي تركه الإعلام العربي المتأخر دوما عن مواكبة الأحداث إلا بظهور وسائل التواصل الإجتماعي لعل أكثرها شهرة هو الفيسبوك وتويتر, ومواقع مشاركة الفيديوهات والتي يعتبر موقع اليوتيوب أكثرها شهرة والمدونات مثل موقع وورد برس(WordPress) و بلوجر(Blogger). وحتى أكون منصفا, فإن الثورة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل وعي المواطن العربي لها إيجابياتها وسلبياتها. أحد أهم الإيجابيات هي تمرد المواطنين على نمطية الإعلام الحكومي وطريقة تقديمه للخبر. فقد أصبح بإمكان أي مواطن يمتلك جهاز كمبيوتر أو لديه إمكانية إستخدام أحدها أن ينشئ صفحة على فيسبوك او تويتر أو مدونة على موقع بلوجر وينشر صوره ويعبر عن رأيه وينتقد السياسيين والحكومات. أما بالنسبة للسلبيات فلعل أهمها هو أن وسائل التواصل الإجتماعي منتج غربي والعرب غائبون على الإبتكارات والإختراعات في مجال التكنولوجيا والمعلوماتية. كما أن سهولة نشر الشائعات وتلفيق الأكاذيب تعتبر أحد أهم مخرجات دخول وسائل التواصل الإجتماعي إلى الوطن العربي.
إن الدول الغربية وجدت في وسائل التواصل الإجتماعي وسيلة غير مباشرة وغير مكلفة للدخول إلى عقل ووعي المواطن العربي وتشكيل ذلك الوعي بما يلائم مصالح الدول الغربية ويتوافق مع سياساتها. فهناك أقسام كاملة في الأجهزة الأمنية الغربية يجيد أعضائها اللغة العربية قرائة وكتابة باللهجات المحلية ويخصص لهم موازنات ومهمتهم هي مخاطبة المواطن العربي عبر وسائل التواصل الإجتماعي حيث يقومون بإستخدام أسماء باللغة العربية زيادة في التضليل والخداع. ولكن التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الإجتماعي لم تتضح بشكل كامل إلا مع بداية أحداث الربيع العربي حيث كان يتم تنسيق المظاهرات والإضرابات وتحديد أماكن التجمع وكيفية تجنب رجال الأمن أو حتى كيفية مقاومتهم عبر منصات مثل فيسبوك وهي أشهرها. كما وأنه خلال أحداث الربيع العربي, كان موقع فيسبوك هو الأبرز كمنصة لنشر الشائعات والأخبار الملفقة وتحريض الجماهير العربية تليه موقع تويتر المخصص للتدوينات القصيرة. مثال على أحد أكثر الشائعات شهرة خلال أحداث مصر مزاعم ملفقة أن هناك مبالغ تقدر بأكثر من 70 مليار دولار أمريكي مودعة في بنوك خارجية وحسابات سرية بإسم الرئيس المصري وأفراد من عائلته. نشطاء وسائل التواصل الإجتماعي تلقفوا الخبر ونشروه بين متابعيهم مع التأكيد على أن تلك الثروة الخيالية سوف تساهم في تحويل مصر إلى سويسرا الشرق الأوسط وتحل كافة مشاكلها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية مما ساهم في المزيد من تحريض الجماهير وخروجهم للشارع.
إن حرية الرأي والتعبير لا تعني الحرية في نشر الشائعات والأكاذيب والأخبار الملفقة ومزاعم عن الفساد بدون وثائق تثبت صحتها ودقتها فذلك فلتان وفوضى وليس حرية. كما أن إمتلاك حساب على تويتر أو فيسبوك لا يعطي لصاحبه الحق في توجيه النقد غير البنَّاء للأخرين بهدف تشويه سمعتهم وممارسة إغتيال الشخصية. أجهزة الإعلام في الوطن العربي عليها أن ترتقي في مستواها ونوعية برامجها بهدف إجتذاب المشاهد العربي ورفع مستواه الفكري والثقافي. كما أنه عليها مواكبة روح العصر عن طريق مخاطبة الجمهور الإلكتروني عبر وسائل التواصل الإجتماعي وهو جمهور أثبت تقلبه ومزاجيته وسهولة تأثره بالشائعات بدون البحث عن مصدرها. كما أنه على أجهزة الإعلام في الوطن العربي وبمساعدة وحدات متخصصة في الجرائم الإلكترونية مكافحة الشائعات التي تنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي التي تهدف إلى نشر الفوضى وبث التفرقة والطائفية وملاحقة ناشريها وتوقيع أقصى العقوبات بحقهم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment