Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, January 23, 2018

أسامة فوزي كذاب وهذه هي حقيقة الولايات المتحدة والديمقراطية الغربية


هناك جملة حوارية في رواية زوربا للكاتب المبدع نيكوس كازانتزاكيس بين زوربا بطل الرواية وأحد شخصياتها الذي يوجه كلامه لزوربا قائلا:"أنا حر يا زوربا," فيرد عليه بطل الرواية:"كلا لست حرا. كل مافي الأمر ان الحبل في عنقك أطول قليلا من حبال الأخرين."
توصف الصحافة بأنها السلطة الرابعة وبانها سلاح فتاك من الممكن أن يتم إستخدامه بطريقة سلبية بتوجيهه للخصوم لتشويه سمعتهم أو مايعرف بإغتيال الشخصية(إغتيال معنوي) ويتم ذالك عبر وسائل الإعلام المطبوعة أو الإلكترونية والتي إكتسبت زخما بعد إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي كالفيسبوك وتويتر ومواقع مشاركة الفيديوهات كيوتيوب وهو أشهرها. وبفضل إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي وتطور أليات عمل الشبكة العنكبوتية حيث لم تعد الأخبار وخصوصا العاجلة والحصرية منها محتكرة من قبل كبريات الصحف ووسائل الإعلام حيث تحتكر ستة أو سبعة شركات كبرى تحتكر 90% من صناعة الإعلام حول العالم. كما أن 87% من مجمل الاخبار العالمية يتدفق عبر وسائل الإعلام الأمريكية. وعلى سبيل المثال, فقد كان مواطن باكستاني أول من ينشر خبرا عاجلا على تويتر بخصوص الغارة الأمريكية داخل منطقة أبوت أباد الباكستانية والتي إنتهت إلى مصرع زعيم تنظيم القاعدة داخل مجمع سكني كان يتخذه مكانا للإختباء مع بعض من أفراد أسرته ومساعديه المقربين. كما أن كل من يمتلك هاتفا ذكيا مزودا بكاميرا وحزمة إنترنت قد أصبح صحفي نفسه حيث يصور وينشر ويعلق على الخبر في الوقت الحقيقي(Real Time News). كما أن الصحافة الإلكترونية قد أصبحت كنظيرتها الورقية ووسائل الإعلام الأخرى مجالا خصبا لنشر الشائعات والتحريض على المظاهرات وتنسيق العمليات التخريبية.
وسائل الإعلام العربية التي تنشر في الدول الغربية خصوصا في الولايات المتحدة مصابة بمرض الحقد وداء الكذب وأغلبها إن لم يكن جميعها مصابة بإنفصام الشخصية. في الدول الغربية يستطيع أي شخص أن يؤسس موقعا على الإنترنت أو مدونة ويطلق عليه صحيفة ويصبح هو رئيس التحرير او أن ينشئ قناة فيديو على موقع اليوتيوب ويتناول مواضيع متنوعة تتعلق بالوطن العربي شاتما وهازئا من غير أن يخشى أي عقوبة طالما أنه لم يتعدى الخطوط الحمراء فلا يتحدث عن النخبة الحاكمة أو تلك التي تتحكم في الإقتصاد في الولايات المتحدة. وتكميم الأفواه سياسة متبعة في الولايات المتحدة وفي دول أوروبية كإسبانيا التي تعاقب بالسجن من ينتقد الأسرة الإسبانية المالكة. كما أن إسبانيا قامت مؤخرا بإعتقال عدد من الناشطين السياسيين المؤيدين لإنفصال إقليم كتالونيا عن البلد الأم بينما فضل بعضهم ككارلس بودجمون وهو زعيم الإقليم المعزول أن يذهب للمنفى الإختياري في العاصمة البلجيكية بروكسل. في الولايات المتحدة تم إغلاق برنامج (Politically Incorrect) للإعلامي بيل ماهر وإرساله في إجازة إجبارية لمنزله حيث إنتقد الحرب الأمريكية على الإرهاب وقتل المدنيين ودور الجيش الأمريكي في تلك الحرب, ولم يسمح بعودته إلا بعد أن تأكدت النخب الإعلامية المسيطرة على صناعة الإعلام أنه لن يخرج عن خطوطها الحمراء مرة أخرى.
في بريطانيا صدرت الأوامر بإجلاء المشردين في العاصمة البريطانية من الشوارع والمتنزهات في المناطق التي سوف تجري فيها مراسم الزفاف الملكي للأمير هاري. وفي الولايات المتحدة, شاهدت مؤخرا فيديو للشرطة في مدينة دينفر وهي تقوم بمصادرة الأغطية التي ينام عليها هؤلاء ويستخدمونها في تدفئة أنفسهم في ذالك الجو الصقيعي البارد كما قامت بإجبارهم على إخلاء أماكن أقامتهم وصادرت القليل مما لديهم من حطام الدنيا. إن ذالك يتكرر في أكثر من مدينة أمريكية فهي ظاهرة عامة وليست فردية بل وقامت مدن أخرى ببناء مسامير مدببة على شكل أهرامات صغيرة تحت الجسور والأماكن الأخرى التي يكثر فيها نوم المشردين ممن لا مأوى لهم. في الدول الغربية خصوصا في الولايات المتحدة يعتبر التشرد والنوم في الأماكن العامة تهمة يمكن أن تؤدي بصاحبها السجن حيث تتكفل إدارة السجن بجميع متطلبات ذالك السجين من طعام ورعاية صحية والحفاظ على أمنه وسلامته, يفضلون ملئ سجونهم الفارغة بالمشردين بدلا من تخصيص قطعة أرض في كل مدينة ومنحهم منازل صغيرة فيها وهي فكرة أثبتت جدوى إقتصادية أكثر من التكلفة المرتفعة لبناء سجون جديدة في دولة تعتبر صاحبة اعلى معدل في العالم للسجناء مقارنة بعدد السكان, أعلى من دول كالهند والصين. ولكن الديمقراطية الأمريكية التي ينافق لها أشخاص مثل أسامة فوزي وهو رئيس تحرير صحيفة عرب تايمز في الولايات المتحدة عجزت حتى الان عن إيجاد حل لمشكلة المشردين في الشوارع بل وقامت بعض البلديات كبلدية مدينة لوس أنجلوس بمصادرة منازل صغيرة بناها متطوعون للمتشردين بأموال التبرعات بذريعة أنها ليس أمنة. تلك الديمقراطية عجزت حتى الان عن إيجاد حل عادل لمشكلة المياه الملوثة التي تعاني منها مدينة صغيرة في ولاية ميتشيغن تدعى فلينت(Flint) وهي مسقط رأس المخرج الأمريكي مايكل مور. بل إن حكومة ولاية ميتشيغن قد تصدر قريبا قرارا بحرمان السكان في فلينت من عبوات المياه المعدنية التي كانت تقوم على توزيعها عليهم مجانا.
وحدثني عن الديمقراطية الأمريكية والغربية, كم مواطنا أمريكيا قتلت الشرطة الأمريكية حتى تاريخ كتابة ونشر هاذا الموضوع؟ وكم مواطنا قتلت في السنة السابقة 2017؟ وماهي الخلفيات العرقية للمواطنين القتلى؟ وكم حادث قامت الشرطة الأمريكية خلالها بإستخدام قوة غير ضرورية؟ وكيف تحولت الحرب الأمريكية على المخدرات إلى حرب على الشعب الأمريكي ومصادرة حرياته؟ وماذا عن تجسس الإدارات الحكومية الأمريكية المتعاقبة سواء جمهورية او ديمقراطية على المواطنين الأمريكيين وبدون علمهم وبدون إذن قضائي بذريعة الحرب على الإرهاب؟ تخيلوا أن إدارة التعليم الحكومية قامت بالإستعانة بقوات شرطة خاصة لإقتحام منزل طالب جامعي أمريكي وإعتقاله بتهمة التخلف عن دفع دين طالب جامعي ثم قامت بإصدار بيان أن قوات الشرطة الخاصة قامت بإقتحام المنزل تنفيذا لمذكرة قضائية متعلقة بتحقيق جنائي لا تستطيع الإفصاح عنه لأن القضية مازالت قيد التحقيق!!!؟؟؟!! وفي مدينة هيوستن وعلى مرمى حجر من مكاتب عرب تايمز, قامت الشرطة الأمريكية في أحد متاجر البيع بالتجزئة(وول مارت) بإعتقال فتاتين أمريكيتين وتكبيلهما بالقيود وتجريدهما من ملابسهما في العلن. الشرطة الأمريكية في مدينة نيويورك قامت وأثناء إعتقالها المواطن الأمريكي من أصول أفريقية إيريك غارنر(Eric Garner) بتهمة بيع السجائر بشكل غير قانوني بالتسبب في وفاته بسبب وضعية الإعتقال التي منعته في التنفس بشكل سليم فتوفي إختناقا وذالك على الرغم من أنه يسمع في الفيديو بوضوح يخبر رجال الشرطة أنه لا يستطيع التنفس.
ماذكرته لكم في هاذا الموضوع هو مجرد امثلة على ظواهر واسعة الإنتشار حتى أن البعض يصفها بأنها منتشرة بشكل وبائي في دول تعد مثالا للديمقراطية وحقوق الإنسان. وعلى الرغم من ذالك نكاد لا نسمع تلك النوعية من الأخبار في الجرائد والصحف العربية التي تصدر في الولايات المتحدة وأوروبا بل على العكس تماما, فأسامة فوزي يبالغ في وصف المدارس الأمريكية الحكومية وتجهيزاتها التي تتفوق على جامعات عربية وذالك أمر مخالف للحقيقة خصوصا وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بإقتطاعات من ميزانية التعليم الحكومية لصالح مدارس الطوائف الدينية المسيحية التي قام أتباعها بالتصويت لصالحه بكثافة في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة. أسامة فوزي يبالغ في وصف النظام القضائي الأمريكي العادل وقد نسي أو انه تناسى ان أحد أكبر الإضطرابات العرقية في تاريخ الولايات المتحدة سنة 1992 في لوس أنجلوس كانت لأن النظام القضائي الأمريكي العادل حكم ببرائة رجال شرطة قاموا بالإعتداء بالضرب المبرح المفضي إلى الوفاة على المواطن الأمريكي من أصول أمريكية رودني كينج على الرغم من توفر أدلة مرئية على الواقعة. أسامة فوزي يتذرع بأن صحيفته مخصصة لإنتقاد الأوضاع في الوطن العربي وتلك حرية شخصية ولكنه في الوقت نفسه يقوم بتضليل القارئ ونشر معلومات مغلوطة عن الولايات المتحدة بطريقة تماثل ما ينتقده من تملق الصحفيين العرب لحكوماتهم وذالك أمر لا يمكن السكوت عنه لأنه قد يؤدي بالكثيرين إلى تصديق تلك المعلومات وبالتالي إتخاذ قرار الهجرة للولايات المتحدة والإصطدام بالحقائق على أرض الواقع في بلد لا يرحم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة
النهاية

No comments:

Post a Comment