Flag Counter

Flag Counter

Sunday, January 7, 2018

بالأسماء والأرقام...من باع أراضي فلسطين

لايمكن إستكمال أي رد على الإتهامات الباطلة بأن الشعب الفلسطيني قام ببيع أراضيه للصهيونية العالمية والتي إنتشرت مؤخرا على الشبكة العنكبوتية وفي مواقع التواصل الإجتماعي بدون إيراد بعض الإحصائيات والأرقام التي تثبت وبما لا يدع مجالا للشك بطلان تلك الإتهامات. إن تلك المزاعم الباطلة والتي يقوم الإعلام العربي المتصهين خصوصا الإعلام الموازي بنشرها هي محاولة لتطويع الرأي العام لتقبل فكرة التطبيع مع الصهاينة المحتلين وأن وجودهم في فلسطين هو أمر طبيعي نتج عن شرائهم أراضي الفلسطينيين بموجب عقود بيع شرعية.
الباحثة الفلسطينية فدوى نصيرات والتي تشغل منصبا أستاذ مساعد في جامعة فيلاديلفيا الأردنية قد ذكرت في دراسة مختصرة لها بعنوان "دور السلطان عبدالحميد الثاني في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين (1876-1909)," أن أهالي فلسطين قد إحتجوا على إستيطان اليهود في فلسطين ولخصت الخطوات التي إتخذوها للتصدي لمحاولة الصهيونية العالمية شراء أراضي فلسطين بالتالي:
أـ اتخذت المقاومة أشكالا متعددة جمعت بين أساليب العنف ممثلة بمهاجمة المستعمرات
الصهيونية والأساليب السياسية السلمية من خلال التظاهرات والاحتجاجات.
ب- إرسال برقيات أو عرائض ومذكرات ٍ وشكاو إلى الدولة العثمانية تدور حول المطالبة
بوضع قيود على هجرة اليهود الروس ومنع استملاكهم الأراضـي ّ وحل مشكلة اليهود بتوطينهم
خارج فلسطين.
ج- الجهود والمساعي التي بذلها النواب العرب في مجلس المبعوثان العثماني.
دـ التوعية الإعلامية من طريق الصحف والمجلات.
أهالي فلسطين قاموا المخططات الصهيونية حيث حدثت صدامات بينهم وبين المستوطنين اليهود سنة 1866 وعندما تم تعيين رشاد باشا متصرفا للقدس, قام سكان القدس بتقديم عريضة ضده سنة 1890 للسلطان العثماني بتهمة محاباته لليهود. كما أن أهالي القدس قاموا بتقديم عريضة للصدر الأعظم(رئيس الوزراء) العثماني بمنع هجرة اليهود الروس إلى فلسطين ومنع إستملاكهم للأراضي.
مع نهاية الدولة العثمانية سنة 1918 إثر هزيمتها وحلفائها في الحرب العالمية الاولى, كان حصيلة الحيازات اليهودية من الأراضي أكثر من 420 ألف دونم تقريبا عن طريق الشراء المباشر من أسر إقطاعية لبنانية مثل آل سرسق، وتيان، وتويني، ومدور حيث كانت نسبة الأراضي المشتراة بتلك الوسيلة 93% من المساحة الكلية للأراضي التي تم شرائها في تلك الفترة. الدولة العثمانية كانت تقوم بفرض الضرائب الباهظة على الفلاحين الفلسطينيين مع علمها المسبق بعدم قدرتهم على الدفع حتى تكون لها ذريعة بمصادرة الأراضي وبيعها للوكالة اليهودبة حيث تم الإستحواذ على مساحات واسعة من الأراضي بتلك الطريقة. كما أن هناك مساحات واسعة من الأراضي إنتقلت بطريقة غير مباشرة لملكية الوكالة اليهودية خصوصا سنة 1869 حين باعت الدولة العثمانية أراضي أميرية لتوفير الأموال لخزينتها المنهكة من فساد سلاطين العثمانيين وحروبهم المتواصلة حيث قامت أسر لبنانية بشراء مئات الألاف من الدونمات ونقل ملكيتها للوكالة اليهودية:
  • أراضي مرج إبن عامر والتي تعد من أخصب الأراضي الزراعية بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي حيث باعت أسرة سرسق اللبنانية(ميشيل وإخوانه) ما مساحته 400 ألف دونم للوكالة اليهودية, نصف تلك المساحة قاموا بشرائه من الدولة العثمانية بوصفه أراضي أميرية والنصف الأخر بالتزوير خلال فترة الإنتداب البريطاني حيث كان لهم حق الإنتفاع ولم يكونوا يمتلكون تلك الأراضي التي تعود لعائلات فلسطينية قاومت تلك العملية الغير شرعية وإستشهد عدد كبير من أفرادها وتم تشريد مايزيد عن 8 ألاف مواطن فلسطيني.
  • مامجموع مساحته 120 ألف دونم من الأراضي حول بحيرة الحولة قامت أسرة سرسق وبيهم اللبنانيتان ببيعه مباشرة للوكالة اليهودية بوثائق ملكية مزورة حيث كانوا يملكون إمتيازا بالإنتفاع أو الإستئجار من ملاكها الفلسطينيين.
  • أنطون تيان وأخوه ميشيل تيان باعوا سنة 1933 أراضي وادي الحوارث مساحتها 32 ألف دونم وتسببوا بتشريد 15 ألف فلسطيني من سكانها.
إن ذالك غيض من فيض حيث أن هناك حيازات كبيرة من الأراضي إنتقلت لملكية الوكالة اليهودية بواسطة الإنتداب البريطاني حيث أن أول مندوب سامي بريطاني على فلسطين كان هربرت صموئيل وهو يهودي من أشد المؤمنين بالفكر الصهيوني. سلطات الإنتداب البريطانية قامت بتقل حيازات مجموعها 300 ألف دونم للوكالة اليهودية مع منحها 200 ألف دونم بإيجار رمزي و175 ألف دونم من أجود الأراضي الساحلية بين حيفا وقيسارية. ولم تكتفي سلطات الإنتداب البريطاني بذالك بل وخلال فترة الإنتداب قامت بمنح الوكالة اليهودية مساحات شاسعة من الأراضي في مختلف المناطق الساحلية وفي النقب ومنطقة البحر الميت. الإحتلال البريطاني قام بالتمهيد لكل ذالك عبر منع العائلات اللبنانية والسورية التي كانت تمتلك أو تستأجر الأراضي في فلسطين من الإنتفاع بها بذريعة فصل فلسطين عن الأردن وسوريا ولبنان بموجب إتفاقية سايكس بيكو حيث تم إعتبارهم الأجانب وتلك حقيقة تاريخية لا تعفي أفراد تلك الأسر من خيانتهم حيث أن نسبة كبيرة من الحيازات التي باعوها كانت بعقود مزورة حيث انهم كانوا مجرد مستأجرين وليس ملاكا للأرض.
إن بعض الإحصائيات تقدر المساحة التي تمكن اليهود من الإستيلاء عليها من أراضي فلسطين خلال فترة الإنتداب البريطاني(1918-1948) بدون الأخذ في الحسبان مجموع الأراضي التي تم الإستيلاء عليها خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد والخلافة العثمانية هو مليون وثلاثمائة ألف(1300000) دونم أي ما مجموعه 5.1 من أراضي فلسطين منها 260 ألف دونم قاموا بشرائها من مواطنين فلسطينيين بالترغيب والترهيب أو بالإغرائات المالية بما يساوي 1% فقط من مجموع أراضي فلسطين رغم كل تلك الإغرائات والضغوطات والترهيب والمجازر كوال أكثر من سبعين سنة منذ سنة 1880 تقريبا وحتى إنتهاء الإنتداب البريطاني سنة 1948.
إن الإتهامات التي يوجهها الإعلام العربي المتصهين بأن الفلسطينيين لم يكن لهم ردة فعل لهو كذب وإفتراء خصوصا أن أحد الأسباب الرئيسية لثورة عام 1936 هو الهجرة اليهودية المتزايدة لفلسطين ومسألة بيع الأراضي أو نقل ملكيتها للوكالة اليهودية سواء بوصفها أراضي أميرية أو بشرائها من أسر إقطاعية لبنانية وسورية أو من مواطنين فلسطينيين تم ملاحقتهم وتصفيتهم جسديا خلال الأحداث والإضطرابات التي صاحبت ثورة سنة 1936. حتى أنه يقال أن أحد الفلسطينيين ممن تجرأ وباع أراضي للوكالة اليهودية قد تم إعدامه من قبل الثورة الفلسطينية ورفض أهالي قريته الصلاة عليه وأغلقوا مسجد القرية لمنع ذالك ونقل ليدفن في مستعمرة صهيونية حيث أنه كان متزوجا من يهودية.
مصادر لمزيد من الإطلاع:
1- شبكة أخبار اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
بقلم: صقر أبو فخر
مَن بـــاع أرض فلســــطين؟

2- موقع إتحاد النسابين العرب
الباحث احمد الدبش
اراضي فلسطين التي باعتها العائلات اللبنانية للصهاينة

3- مدونة مواطن جوعان
خضر سلامة
من باع فلسطين

4- موقع الصفصاف الإلكتروني
أسامة حمدان
من باع أراضي فلسطين

5- موقع إسلام ويب
د. محسن محمد صالح
هل باع الفلسطينيون أرضهم؟ وتخلوا عنها لليهود؟!
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية





No comments:

Post a Comment