Flag Counter

Flag Counter

Monday, January 1, 2018

المشهد الإعلامي العربي خلال سنة ٢٠١٨, مكانك سِر

المشهد الإعلامي خلال سنة ٢٠١٧ كان غارقا في الفوضى وسنة ٢٠١٨ لن تكون مختلفة حيث أن تلك الحالة المزرية قائمة منذ بداية مايسمى الربيع العربي نهاية سنة ٢٠١٠ وبداية سنة ٢٠١١ وحتى قبل تلك الفترة ولكن الصورة لم تكن واضحة كما هي في وقتنا الحالي. إن مشهد الفوضى الإعلامية والإنحياز في التغطية الإعلامية على حساب الحيادية أصبح في الدول الغربية من حكم المعلوم من الأمور بالضرورة فهم صريحون وواضحون في ذالك ولكن المشهد الإعلامي العربي يتميز بالنفاق وإزدواجية المعايير والبعد عن أقل قدر من الحيادية والنزاهة. إن شر البلية ما يضحك في إدعائات ومزاعم المذيعين العرب إلتزامهم وإلتزام محطاتهم بالحيادية في الطرح والنزاهة في تناول الأحداث والتعليق عليها.
أحزب الإسلام السياسي وأنصارها سواء من المؤيدين لأفكارها وأطروحاتها أو المرتبطين بها إقتصاديا والمنتفعين منها ماليا تحاول إحتكار المشهد الإعلامي على الساحة العربية وكل من يحاول الإقتراب من عش الدبابير المسمى محطات دينية فإنه يخاطر بإلصاق قائمة متنوعة من الإتهامات به تبدأ بمحاربة الإسلام وقد تنتهي بتكفيره وإخراجه من الملة. الأجهزة الإعلامية الحكومية ليست بأفضل حالا حيث أن العاملين فيها يتم تعيين أغلبهم بناء على معايير الواسطة وليس بناء على الكفائة والتأسيس العلمي السليم للموظف. ولذالك, في المشهد الإعلامي العربي, سوف نجد بعض المذيعين لا يحسنون الحديث بالعربية وبعضهم الأخر يرتكب أخطاء إعلامية أو لنكن أكثر وضوحا خطايا. يضاف إلى كل ما سبق وأن ذكرته ضحالة الطرح وإبتعاده عن أرض الواقع وعدم مجاراته للأحداث التي تمر بها البلدان العربية.
في السابق, فقد كان توجيه الإتهام بالشيوعية لكل من يعادي السلطات الحاكمة أو أحزاب الإسلام السياسي وحاليا فإن تهمة التشيع هي الأكثر رواجا وكأنَّ الإنتماء المذهبي الذي يولد في الغالب مع الإنسان أصبح تهمة تحرم صاحبه الكلام او الدفاع عن موقف معين. فقد جاء في مقال بعنوان "إنها حرب إبادة," للكاتب الأردني الشهيد ناهض حتر:"الشيعة أنفسهم يصمتون . وفي هذا الصمت حياء من الإعلان عن الذات ، وكأنّ في هذا الإعلان فضيحة ، أو كأن في قلب الإنتماء الشيعي أو العلوي ، شعور مضمَرٌ بالذنب ، لا يفكّه سوى خطاب يقرن بين التشيّع بالكفاح من أجل فلسطين ...، بالخلاصة ، كأنّ المبرّر الوحيد الذي يمسح الخطيئه الأصليه للتشيّع هو فلسطين ! طيّب ... سأمشي مع هذا المنطق حتى نهايته : أيحلّ ذبح الشيعي إذا لم يكن قد كرّس حياته من أجل تحرير القدس ؟ أليس له ، في حد ذاته الإنسانية والاجتماعية والقومية ، الحق في الحياة والاعتقاد والعروبة والشراكة الوطنية ؟." ولكن ذالك ليس هو الحال في جميع البلدان, ففي مصر, فإن تهمة الإنتماء للإخوان المسلمين هي الأكثر رواجا خصوصا في الإعلام المصري الموازي.
المشكلة التي يواجهها أنصار الإسلام السياسي ومن يقف ورائهم بالتمويل والدعم الإعلامي أن الساحة الإعلامية مليئة بمخالفيهم الذين يتمتعون نوعا ما بحرية الرأي والتعبير حيث يرجع الفضل في ذالك لوسائل التواصل الإجتماعي خصوصا فيسبوك وتويتر ويوتيوب. إن أحزاب الإسلام السياسي كحزب الإخوان المسلمين وحزب التحرير تملئ الدنيا صراخا بالدفاع عن الحريات وعندما تتمكن من السلطة تكون هي أول من يصادر الحريات وتركيا خير مثال على ذالك فقد قام الرئيس التركي أوردوغان بإعتقال الصحفيين والتهديد بإغلاق مواقع فيسبوك وتويتر بسبب نشر فضائحه وفضائح أولاده. كما أنه قام بإعتقال ألاف المواطنين الأتراك وفصل عدد كبير من وظائفهم مستغلا محاولة الإنقلاب المزعومة والتي لم تكن سوى ذريعة لإحكام سيطرته على تركيا وتغيير الدستور لتعزيز سلطاته الرئاسية وذالك ديدن أحزاب الإسلام السياسي الذي ينتمي أوردوغان لأحدها وهو حزب الإخوان المسلمين.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment