العالم كله يتحدث عن طوفان اللاجئين السوريين الذي يزيد عن أربعة ملايين لاجئ حيث يوصف بأنه أضخم موجة لجوء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. مخيمات اللجوء أقيمت في تركيا قبل وقت طويل من بداية المظاهرات السلمية المزعومة والتي شاهدتها بعضها على الفيديو حيث يهتف متظاهرون مطالبين بالحرية وهم يحملون في أيديهم أسلحة حادة وفي مظاهرة أخرى كانوا يحملون أسلحة كلاشينكوف وأخرى يطلقون النار على شرطة مكافحة الشغب أو يهجمون على شرطي لايحمل إلا عصا وبدون أي سلاح ناري. كوميديا ساخرة إختصرها الممثل المصري المبدع أحمد السقا بمشهد من فيلم الجزيرة 2 حيث يتظاهرون أمام مديرية الشرطة بالأسلحة ويهتفون للحرية وللثورة السلمية المزعومة.
من كان يقود التظاهرات في المدن السورية؟ ومن هم وقود تلك المظاهرات؟
على هامش الأحداث المؤسفة التي مر بها الوطن العربي ومازال ظهرت على هامشها مهن جديدة مثل متظاهر, متعهد مظاهرات, ناشط سياسي وناشط حقوقي تلك الأخيرة كانت صفة ثائر الناشف الصحفي والإعلامي الثوري والناشط الحقوقي الذي إنتهى به الحال على حدود إحدى دول أوروبا الشرقية يتسول مجرد السماح له بالعبور إلى الجنة الأوروبية التي لست أدري ماهو مصير حورياتها الشقراوات وأين سوف يطلبن اللجوء هربا من تلك القطعان الجائعة التي تريد تطبيق الشريعة التلمودية وشريعة جهاد المناكحة وتقوم بتطليق مفهوم الوطن والمواطنة ما أن تحط رحالها في إحدى الدول الأوروبية وتبدأ الصور مع الشقراوات تظهر على الفيسبوك لأن الغربة صعبة بدون رفيقة شقراء.
مع بداية الدعوات للتظاهر في كل البلدان التي إبتليت بذالك الداء إختفى تقريبا جميع العاطلين عن العمل وعمال اليومية ومن كانوا يتجمعون في ميادين وساحات بعينها يحملون عدة العمل ليأتي مقاول أو صاحب ورشة ليأخذ منهم 10 أو عشرين او حسب حاجته ويوفر بذالك على نفسه تكاليف دفع رواتب شهرية منتظمة. تبين فيما بعد أن هؤلاء هم من كانوا وقود المظاهرات والتي كان يخرج فيها بعض الفيسبوكيين لإعطائها مسحة شبابية. تلك الفيديوهات للمظاهرات المزعومة كانت تدوم 10 أو 15 دقيقة حيث يتم تضخيم أعداد المتظاهرين بإستخدام تقنيات تصوير أصبحت معروفة وشائعة كما كانوا في نهاية المظاهرات يقومون بتوزيع المال حسب أحد الفيديوهات التي شاهدتها لمظاهرة لاتزيد عن عشر دقائق لأن الجو كان حارا والوقت رمضان حسب كلام متعهد المظاهرة.
أبو نظير ربي يسر أحد أشهر رموز تلك المظاهرات التي جرت في مدينة اللاذقية حيث إشتهر بفيديو في أحضان بنات الليل بعد إنتهائه من مهماته المقدسة وهو سكران ويهذي بكلام لامعنى له.
أين الناشط الحقوقي متعدد الأدوار خالد أبو صلاح؟ لماذا إختفى ولم نعد نسمع له صوتا بعد فضائح الفيديوهات المفبركة التي تورط فيها حتى النخاع واحدها مع السي إن إن والمتعلقة بتفجير خطوط أنابيب مصفاة حمص؟
أين القائد الهمام الذي ظهر في الفيديوهات يمثل أكثر من شخصية عسكرية وأعني الجنرال عبد الرزاق طلاس؟ وماذا عن الناشطين الحقوقيين الذين ملئوا الأفاق بأخبارهم الفضائحية؟ أين حارس المرمى عبد الباسط الساروت الذي خرج في مظاهرات يدعو فيها وبكل وقاحة لإرتكاب هولوكوست طائفي في سوريا؟
أين إختفى كل هؤلاء وأمثالهم؟ هل إنضموا إلى داعش؟ هل يحاربون في صفوف مايسمى جبهة النصرة أم في صفوف مايطلق عليه الجيش الحر؟ كل تلك التنظيمات بالطبع هي وجوه لعملة واحدة وبذالك تتحقق المعجزة بان للعملة أكثر من وجه, تلك هي عملة تنظيم القاعدة الذي أعيد تلميعه وتعليبه من قبل خبراء الدعاية والحرب النفسية وتقديمه في صور عديدة منها من يرفع علم الإحتلال الفرنسي لسوريا ومنها من يرفع راية(لا إله إلا الله محمد رسول الله) ومنها حتى من يرفع راية المحتل الإسرائيلي بل ويطبل ويزمر للغارات الإسرائيلية على بلاده ويكبر في الفيديوهات مكذبا المثل الذي يقول(يلي إستحوا ماتوا) لأنهم لم يموتوا بل هم في أوروبا وأمريكا يشترون العقارات ويصرفون ملايين الدولارات من الأموال المنهوبة على إسم الشعب السوري المسكين ومحنة لجوئه. يرفعون علم الإحتلال الفرنسي بل وبعضهم يتمنى أن يمتطي أوردوغان صهوة جواد عربي ليصلي في الجامع الأموي ويرفع عليه العلم التركي الطوراني.
بصراحة شر البلية مايضحك فهذه أول مرة أرى ثوار مغرمون بمن كانوا مسؤولين عن تنجير الخوازيق لهم ولأهلهم بل ويرفعون أعلامهم ويحلفون بأسمائهم أيمانا مغلظة.
وأسأل نفسي دائما هل ألوم اللاجئين وأطفالهم والمرأة الحامل والذي غرق بالبحر وأصبح طعاما لأسماكه أم من ضحك عليهم وأوهمهم بالعيش الرغيد في مخيمات اللجوء وعندما إنكشفت اللعبة دبر لهم السفر للخارج بقوارب الموت وقبض ثمن موتهم مرتين؟ أول مرة عندما أقنعهم بترك بلدهم والذهاب لتلك المخيمات والمرة الثانية عندما تلاعب بمشاعرهم ليصبحوا طعاما لأسماك البحر فيتسلى الغربيون أصحاب القلوب الإنسانية المرهفة وحقوق الإنسان بتصوير فيديو لهم وهم يغرقون بدلا من إنقاذهم.
حين قام قادة الصهيونية العالمية بتحريض اليهود العرب على السفر لأرض الميعاد المزعومة وخصوصا في مصر, قاموا هم بالسفر إلى أوروبا وأمريكا ليتخذوها موطنا ومازالوا, يضحكون على البسطاء والسذج من اليهود الذين وصلوا في البحث عنهم إلى الهند وأفغانستان ليقنعوهم بتلك الفكرة بينما هم وإلى الأن مازالوا يسكنون أفخم الإقامات في أوروبا وأمريكا وأستراليا. نفس القصة تتكرر مع قادة المعارضات العربية ومن يطلق عليهم نشطاء السبوبة ممن أصبحوا بفضل الأموال التي أغدقت عليهم أصحاب مصالح تجارية وشركات وممتلكات في داخل بلدانهم وفي خارجها حيث قاموا بفضل تلك الأموال بشراء جوازات سفر وإقامات دائمة والإستعداد لما هو قادم حين يلاحقهم ضحاياهم من الشعوب المسكينة باللعنات والأحذية.
المهم أن كل هؤلاء أصبحوا بلا وطن ولست أدري أي وطن سوف يبتلى بهم وكيف يتوقع من يهربون من جهنم هم صنعوها بأيديهم إلى الجنة الأوروبية أن تستوعب مئات الألاف من اللاجئين حيث كانت بلدان أوروبية عديدة تعاني من مشكلة اللجوء حتى قبل بداية الأزمة السورية؟ أين سوف يهرب مثلا معاذ الدين الخطيب(الحسيني) وماذ عن جده تاج الدين الحسيني والذي كان وبشهادة صحيفة سوابقه التي كتبها له التاريخ من أهم عملاء فرنسا في سوريا؟
من يريد أن تكون قدوته الثورة الفرنسية التي بشهاد علماء التاريخ والإجتماع ممن عاصروا تلك الفترة أن من قام فيها هم رعاع الشعب والهمج والسوقة وخريجي سجن الباستيل من المجرمين فذالك هو مصيره أن يصبح بلا وطن. من يريد ان يصدق أن تلك الثورة قامت فعلا من أجل قيم الحرية والعدالة الإجتماعية حيث بدأ الثوار المزعومون بقتل بعضهم البعض بالمقصلة والإغتيال وتم تخريب فرنسا حتى وصل نابليون بونابرت بحكم فرنسا فسوف يكون مصيره بيد من يظن أنهم رفقاء السلاح والثورة. من كانوا يعتبرون الثورة الفرنسية المزعومة قدوة لهم, فهل سوف تقبلهم فرنسا بعد فشل ثورتهم الطائفية المزعومة؟
ولكن هل يحتاج الوطن العربي إلى ثورة؟
خرجت البلدان العربية من الثورات خالية الوفاض مع أن العرب هم أصحاب أهم الإكتشافات والإختراعات في كل المجالات والتي مازال الغربيون ينسبون بعضها إلى أنفسهم وعليها بنيت الحضارة الغربية. أقصى ماكانت تحلم به الشعوب الغربية خصوصا في الفترة التي سبقت قدوم العرب إلى الأندلس هي قطعة قماش يلبسونها حول خصورهم لتستر عوارتهم أو قطعة فرو لتقيهم برد الشتاء. ففي الوقت الذي كانت فيه محاكم التفتيش الكنسية تصول وتجول في طول أوروبا وعرضها وتقتل من تمتلك قطة سوداء أو من يمتلك نسخة من الكتاب المقدس من دون الحصول على إذن الكنيسة, كانت البلاد العربية مركزا للتقدم العلمي والإختراعات والإكتشافات خصوصا في مجال الطب والرياضيات ومجالات أخرى عديدة. خرج العرب من الأندلس ولكنهم للأسف لم يأخذوا حضارتهم معهم وإنشغلوا بدلا من ذالك بسفاسف الأمور وقرائة الكتب الصفراء والحروب الدينية بين الطوائف المختلفة.
نحتاج إلى ثورة صناعية تحقق العدالة للعامل بدلا من إستيراد منتوجات الغرب الذي نصفه بالكافر. نحتاج إلى ثورة زراعية ترفع مكانة الفلاح لينتج لنا رغيف خبزنا الذي يتحكم فيه القمح المستورد من الدول الغربية. نحتاج إلى ثورة تعليمية لا تمجد أفعال الرعاع والسوقة في مناهجنا الدراسية وترفعهم إلى مكانة الأنبياء وتعتمد تنمية ملكة الإبداع والتفكير عند الطالب بدلا من أسلوب الحشي والتكرار. نحتاج إلى ثورة صحية في مجال البحث العلمي والوقاية من الأمراض وفتح المجال أمام الأطباء العرب المبدعين بدلا من أن يذهبوا للغرب ولا يعودوا. نحتاج إلى ثورة دينية على الغيبيات والأساطير اليهودية التي يتم الترويج لها بإسم الدين ويتم وضعها في كتب يتم فرضها علينا منذ مئات السنين على أنها كتب صحاح وأصح كتب بعد القرأن. نحتاج إلى ثورات على عادات وقيم إجتماعية بالية وتافهة.
عندما يصبح عدد المكتبات والمستشفيات والمدارس والجامعات والمصانع أكبر من عدد تلك الأماكن التي يطلقون عليها دور عبادة وبيوتا للرب, عندها تكون ثورتنا قد تحققت بدون أن ننتظر عشرات السنين لننتظر مجهولا على فيسبوك أو تويتر ليشرح لنا كيف أننا نعيش في ظل أنظمة ديكتاتورية ثم يعود ليعتذر لنا أنه مخطئ ولكن بعد ماذا؟ بعد خراب مالطا كما يقول المثل.
النهاية
No comments:
Post a Comment