الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاهل بالتاريخ خصوصا تاريخ الحكومات الأمريكية المتعاقبة في مجال الإتجار بالمخدرات ويوزع الاتهامات على دول العالم ويفرض العقوبات. أخر جولات الصراع بين ترامب والعالم هو إضافة إسم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الى قائمة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية واتهامه بالعلاقة مع عصابات تهريب المخدرات. وطبعا هناك الرئيس الفنزويلي ماتادور الذي تحضر الولايات المتحدة عملا عسكريا ضده بعد اتهامه بأنه يسمح بتجارة وتهريب المخدرات.
أخر أخبار المخدرات وتجارتها التي مازال العالم يتحدث عنها الى يومنا هذا هي الفضيحة التي كشف عنها الصحفي الأمريكي غاري ويب سنة ١٩٩٤ أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(سي آي إيه) سمحت خلال الثمانينيات بتمويل عصابات الكونترا في نيكاراغوا من أموال تجارة المخدرات التي كانت تلك العصابات تقوم بتهريبها الى الولايات المتحدة خصوصا في مدينة لوس أنجلوس وضواحيها. وعندما كشف غاري ويب في سلسلة تحقيقات صحفية عن الفضيحة ثارت ثائرة الحكومة الأمريكية وكبريات وسائل الإعلام خصوصا الصحف الرئيسية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز لأن صحيفة متواضعة سان خوسيه ميركوري نيوز التي كان يعمل بها الصحفي غاري ويب الحائز على جائزة بوليتزر سنة ١٩٩٠ نشرت السبق الصحفي. غاري ويب توفي منتحرا بعدة رصاصات كما نشرت وسائل إعلامية رغم عدم منطقية الطرح إلا أنه أصبح الرواية المهيمنة.
شخصية مصرية معروفة لديه قناة على يوتيوب ينشر سلاسل مواضيع تاريخية نشر حلقة واحدة عن فضيحة المخدرات الأمريكية مع تصريح باستكمال الحلقات ولكنه توقف وسافر الى الولايات المتحدة بعد حصولهم على منحة دراسية للحصول على دكتوراه في الفيزياء.
إن جميع وكالات المخابرات في العالم لديها صندوق أسود تقوم على تمويله من جميع أنواع العمليات الغير قانونية منها تجارة المخدرات, الدعارة وتهريب الأسلحة. الكولومبي بابلو إسكوبار أحد أكثر الشخصيات شهرة في مجال تجارة المخدرات وتحديدا الكوكايين, وربما أكثرهم شهر. لقد عرض ذلك الشخص على حكومة بلاده سداد جميع ديونها مقابل العفو عنه. الحكومة الأمريكية نجحت في تعقبه وقتله وكان رأسه مطلوب ميتا أو ميتا لأنه يعرف الكثير ولو حصل على محاكمة علينة فقد كان سوف يفضح الكثير من الأسرار. إبن بابلو إسكوبار بعد سنين من مقتل والده صرح بأنه كان يعمل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب مكافحة المخدرات وأن قتلوه حتى لا يفضح تفاصيل تلك العلاقة.
دونالد ترامب أصيب بالجنون وصرح مؤخرا بأن لديه رغبة في التحالف مع الصين ضد روسيا. ولكنه ربما يرفض أن يعلم أن الرئيس الصيني الجديد لديه مثل مفضل "أكلت يوم أكل الثور الأبيض." إن كل صراع ينجح دونالد ترامب في الإنتهاء منه سوف يشعل مقابله عشرة صراعات أخرى, تهدئة في منطقة الشرق الأوسط يقابلها بضعة حروب في أمريكا اللاتينية. إن عدم الحصول على وظيفة بالنسبة للولايات المتحدة هو عدم الحصول على حرب جديدة, الحصول على حرب جديدة بالنسبة الى النظام الأمريكي مسألة حياة أو موت. دونالد ترامب مشكلة العالم وسوف يقود العالم الى الهلاك والدمار لو إستمر في أسلوب إدارته الشعبوي الذي يعتمد على "أطلق النار أولا ثم اسأل الأسئلة لاحقا."
تمنياتي للجميع بالشفاء والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن او الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment