المشهد العالمي عبثي وفوضوي. العالم مصمم على أن يمارس الرقص على حافة الهاوية.. العبثية والفوضى هي السمات السائدة في عالمنا الذي نعيش فيه. فوضى سياسية, إجتماعية, إقتصادية والبشرية تعاني من أخطار عديدة تهدد وجودها لعل أهمها تزايد التصريحات عن الأسلحة والتجارب النووية. إنتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة خلال سنة ٢٠١٦ و فترة رئاسية ثانية سنة ٢٠٢٤ ساهم في المزيد من إنتشار الفوضى في العالم., التعريفات الجمركية التي فرضها دونالد ترامب على جميع دول العالم بلا إستثناء دون إعتبار للاتفاقيات التجارية مناخا من عدم الثقة بين الدول التي كان ردود فعلها مختلفة على قرارات ترامب.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الحرب على العالم ويطالب في الوقت نفسه منحه جائزة نوبل للسلام. الدولة التي قدمت الدعم للتنظيمات الإرهابية تعلن الحرب على الإرهاب وتعلن عن تحالف دولي لا نهائي ضد تنظيم داعش. ولكن الولايات المتحدة تمتلك قائمة طويلة من الأدوات التي تستخدمها في سبيل حماية ما تعتقده أنه مصالحها التجارية والسياسية كل حالة تقابلها الأداة المناسبة. الحرب على الإرهاب أو المخدرات أو حماية المسيحيين هي مجرد أدوات لا تعبر عن الحقيقة إنما واجهة تسمح للولايات المتحدة ودول غربية مواجهة الرأي العام واستخدام التضليل الإعلامي لإخفاء الحقيقة.
العقوبات الإقتصادية على سبيل المثال أحد الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة في فرض وجهة نظرها الغير عادلة على الدول الأخرى. نظام سويفت يعتبر أحد الأدوات الإقتصادية التي تزايد إستخدامها من الحكومات الأمريكية المختلفة ديمقراطية أو جمهورية. روسيا والصين أهداف مفضلة للعقوبات الأمريكية ومن الإتحاد الأوروبي. التبادلات التجارية بين روسيا والصين أصبحت مؤخرا من خلال العملات المحلية, اليوان والروبل, وذلك جعل الولايات المتحدة تشعر بالقلق على عملتها الدولار الأمريكي الذي مازال الى الآن يلعب دور عملة الاحتياط العالمية.
البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يخضعون كليا للنفوذ والإرادة التي تعبر عن المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى ومن ثم الأوروبية. المؤسسات أعلن عن تأسيسها من خلال إتفاقية بريتون وودز ١٩٤٤ التي كانت تتويجا للمحاولات الأمريكية فرض رؤية ووجهة نظر اقتصادية على العالم. الإتحاد السوفيتي رفض الانضمام الى تلك الإتفاقية فأصبح العدو وأعلن عالم بريتون وودز أو العالم(الحر) الحرب على الشيوعية, الديكتاتورية الرأسمالية في مواجهة الديكتاتورية الشيوعية و انقسم العالم الى قطبين لا ثالث لهما. وكما يقولون أن لكل هزيمة ثمن فقد كان إنهيار جدار برلين وسقوط الإتحاد السوفيتي ثمن هزيمة الجيش الأحمر والشيوعية في أفغانستان وإعلان نهاية سياسة القطبية وبروز الولايات المتحدة بصفتها القطب العالمي الوحيد.
هناك قوى صاعدة تحاول منافسة الولايات المتحدة والحصول على حصتها من كعكة الاقتصاد العالمي التي تحاول الولايات المتحدة الاستئثار بها. روسيا بوتين التي تحاول استعادة نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق والصين القوة الاقتصادية الصاعدة وبالإضافة الى تحالف البريكس وتحالفات أخرى تساهم من خلالها دول مثل روسيا والصين تحدي النفوذ والهيمنة الأمريكية في العالم. التخلص من الدولار الأمريكي ودوره عملة الاحتياط العالمية ووسيلة رئيسية للتبادل التجاري الدولي يعتبر هدفا رئيسيا لتلك التحالفات والدول الأعضاء فيها. الدولار الأمريكية بصفتها عملة احتياط عالمية يسمح للولايات المتحدة أن تفرض وجهة نظرها على الدول الأخرى وتفرض عليها عقوبات إقتصادية. الصين ودول أخرى تراقب الأحداث في روسيا وقرارات العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها خصوصا مصادرة أصولها الخارجية وتسعى الى التخلص تدريجيا من أصولها واستثماراتها الدولارية وشراء المزيد من الذهب في تعزيز حماية اقتصادها من العاصفة القادمة التي بدأت بوادرها تظهر في الأفق.
تمنياتي للجميع بالشفاء والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن او الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment