النظام العالمي الجديد

العلاقة بين إسرائيل وحماس تكافلية, كلاهما يحتاج الى الآخر للاستمرار في الوجود. الحركات الدينية المتشددة تقابل بعضها البعض, هناك تضاد ظاهري بينها ولكن على أرض الواقع فإن الأمر مختلف. السلام يضر بمصالح الطرفين, إسرائيل وحماس. الجهاد الإسلامي قضيتها مختلفة لأنها منذ البداية, إتفاق أوسلو, رفضت الإنخراط في أي عملية سياسية. القضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي في النهاية تخدم تلك الأحداث أهداف النظام العالمي الجديد.

مشكلة القضية الفلسطينية أن المطالبات بدأت بإلقاء اليهود في البحر وأن فلسطين من النهر الى البحر, ومن ثم الكتاب الأبيض وتقسيم الأمم المتحدة وحاليا هناك مطالبات بحدود ١٩٦٧, القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطينية, عودة اللاجئين وحل الدولتين. إن كل ذلك مطالبات مستحيلة لن توافق عليها أي حكومة إسرائيلية لأنها تعني إنتحار سياسي وخطر الإغتيال.

إسحاق رابين إغتاله أحد المتشددين اليهود لأنه وقع إتفاق سلام و آرييل شارون تعرض الى عملية إغتيال شبيهة باغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. آرييل شارون كان بطلا قوميا وبطل حرب ١٩٧٣ الذي قاد قوات إسرائيلية في معركة الثغرة وتمكن من التوغل في الأراضي المصرية حتى أصبح على مسافة ١٠١كم من العاصمة القاهرة. ولكن كل ذلك لم يمنع من إغتياله وبطريقة مؤلمة حيث كان متوفيا سريريا فترة طويلة قبل إعلان وفاته رسميا. لعنة شهداء ودماء صبرا و شاتيلا.

هناك قوة مجهولة في إسرائيل وفي العالم تتحكم في الأحداث ولديها القدرة على افتعال أزمات إقتصادية, عسكرية, سياسية وانقلابات وحتى اغتيال رؤساء لو لزم الأمر. الرئيس الأمريكي بطل حرب الاستقلال والحرب الأهلية  أبراهام لينكولن إغتاله جون ويكس بوث حيث كان يحضر عرض مسرحي تاريخ ١٤/٤/١٨٦٥ بعد خمسة أيام من إعلان انتهاء الحرب الأهلية وتوقيع قائد القوات الكونفدرالية الجنرال روبرت لي وثيقة الاستسلام. جون ويكس بوث أعلن عنه لاحقا أنه مختل عقليا ولم يكن هناك أي مساعي حقيقية من الكونغرس الأمريكي للتحقيق في اغتيال أبراهام لينكولن. رئيس أمريكي آخر جون كينيدي قتل خلال زيارته الى مدينة دالاس وقبض على قاتله الذي قتله شخص آخر وضاعت الحقيقة تحت مسمى معلومات سرية وحماية الأمن القومي.

اليهود, الفلسطينيين, الأوكرانيين والروس ضحايا النظام العالمي الجديد. وسائل الإعلام نشرت اليوم توقيع إتفاق وقف إطلاق نار موسع بين رئيسي كمبوديا وتايلاند بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لا أحد يعلم سبب وقوع الاشتباكات وسبب توقفها والضحايا المدنيين من كلا الجانبين مجرد أرقام.

 النظام العالمي الجديد قائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٤٥. إتفاقية بريتون وودز, البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هم أركان ذلك النظام وحاليا فإن إتفاقية بريتون وودز ألغاها الرئيس ريتشارد نيكسون سنة ١٩٧١ بإعلانه الشهير وبالتالي فإن النظام العالمي الجديد قد فقد أحد أركانه. إن جميع الأزمات والصراعات والحروب التي تقع في الكرة الأرضية بطولها وعرضها سببها عدم الإتفاق على نسخة محدثة من إتفاقية بريتون وودز. إن ذلك يشبه تحديث برنامج الحاسب أو الهاتف الذكي حيث يتوقف التحديث والسبب مجهول حيث يغلق الهاتف ويحاول القيام بالتحديث مرة أخرى.

تمنياتي للجميع بالشفاء والعافية

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن او الموت

النهاية