هناك حالة غضب شعبي في الجزائر بسبب حظر منتج "المرجان" في فرنسا بدعوى مخالفته قوانين الإتحاد الأوروبي. منتج شوكولاته "المرجان" الذي أصبح ينافس في أوروبا منتج مماثل "نستلة" تعرض الى الحظر بسبب إنتاجه من الحليب المجفف المستورد من فرنسا ومعالجته في الجزائر وهي غير موجودة على ضمن قائمة البلدان التي يمكنها تصدير منتجات الحليب أو منتجات تحتوي على الحليب في مكوناتها الى دول الإتحاد الأوروبي. منتج "المرجان" يباع في الأسواق الفرنسية والأوروبية منذ فترة زمنية طويلة ويلقى رواجا خصوصا بين المغتربين الجزائريين و دول المغرب العربي. حكومات دول أوروبية تحاول الحفاظ على حصة منتجاتها في الأسواق المحلية والأوروبية وليس لديها مانع في تطبيق معايير مزدوجة وتخوض حرباً باردة تجارية مع عدد لا متناهي من الأعداء.
المثير للدهشة في تصرف السلطات الفرنسية هو إزدياد اعتمادها مؤخرا على صادرات الغاز والنفط الجزائرية بسبب الأزمة الأوكرانية وإرتفاع أسعار الطاقة المصدرة من الولايات المتحدة إلى أربعة أضعاف سعرها العالمي وهو ما كان محور شكوى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبعة(جي-٧) و مجموعة الدول الصناعية العشرين(جي-٢٠). الدول الأوروبية تنافق وتطبق معايير مزدوجة تراعي مصالحها بطريقة مبالغ فيها. رئيس أوغندا يوري موسيفيني وجه الاتهامات خلال قمة "كوب-٢٧" التي عقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية الى "أوروبا، بالنفاق واعتماد معايير مزدوجة مخزية حيال أفريقيا، حول تغيّر المناخ وسياسات الطاقة." كما أن الرئيس الأوغندي أثار غضب سلطات دول غربية وأوروبية بسبب قوانين تجريم المثلية الجنسية وإصدار أحكام تصل الى الإعدام على المثليين. داعش عادت الى العمل فورا في أوغندا بعد تصريحات الرئيس الأوغندي وقامت بعمليات تفجيرات واختطاف وقتل.
رئيس غويانا المسلم محمد عرفان علي وبَّخَ مذيع قناة بي بي سي البريطانية خلال مقابلة بسبب سؤال المذيع حول إستخراج النفط المكتشف حديثا في غويانا وعلاقة ذلك بالتغير المناخي والإحتباس الحراري. الدول الأوروبية على رأسها فرنسا سارعت الى دول إفريقيا بمبادرات مالية واقتصادية تهدف الى زيادة إنتاج النفط والغاز في تلك الدول بسبب الأزمة الأوكرانية بعد أن كان محظورا إنفاق أموال الدول الأوروبية أو تمويل تلك المشاريع في دول القارة الإفريقية تحت مسمى مكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري.
الدول الأوروبية أو دول الغرب مثل الولايات المتحدة, بريطانيا وفرنسا تمارس النفاق وازدواجية المعايير من خلال اتفاقيات التجارة الحرة التي ليس لها من الصفة غير الإسم والباقي سطو مسلح على ثروات الأمم الأخرى تحت مسمى إتفاقيات تجارية. الجزائر كانت مستعمرة فرنسية والنخبة الحاكمة الفرنسية لم تنسى ذلك ومازالت تعيش أحلام الاستعمار المعاصر من خلال السيطرة على المقدرات الاقتصادية ونهب الشعوب. فرنسا التي كانت في السابق دولة عظمى أو إمبراطورية أعلنت الإستنفار في جميع أنحاء أوروبا بسبب منتج غذائي جزائري أصبحت له شهرة واسعة. حاليا المطلوب من السلطات الجزائرية أن تعلن حظر كامل على دخول جميع منتجات شركة نستلة الى الجزائر وبالتأكيد هناك بدائل محلية أو عربية متوفرة.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment