Flag Counter

Flag Counter

Monday, February 13, 2023

الولايات المتحدة تخطِّطُ من أجل طبع عملة قيمتها تريليون دولار

كما يقول المصريون "جاب العيد" والولايات المتحدة من الأخر جابت العيد وتخطِّط من أجل طباعة عملة قيمتها تريليون دولار ولست أعلم كيف سوف تكون وجهة نظر الإقتصاديين في مختلف دول العالم خصوصا تلك التي لديها ديون ضخمة على الولايات المتحدة مثل الصين و المملكة العربية السعودية واليابان.

الولايات المتحدة دولة مدمنة على الحروب وإقتصادها قائم على الديون وغسيل أموال المخدرات وتجارة السلاح. النظام المالي العالمي تم تأسيسه بتأثير مباشر من الولايات المتحدة سنة ١٩٤٤ والحرب العالمية الثانية توشك على نهايتها وذلك من خلال إتفاقية بريتون وودز التي فرضت الدولار الأمريكي عملة إحتياط عالمية مقابل ربطه بالذهب وفق معادلة ٣٥ دولار/أونصة. إن ذلك يعني أن الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة سوف تكون قادرة على إستبدال الفائض الدولاري لديها بالذهب في أي وقت ترغب هي في ذلك.

فترة الستيميات شهدت نقطة تحول رئيسية حيث أنَّ الولايات المتحدة وبسبب تورطها في عدد من الحروب والنزاعات خصوصا الحرب الباردة بينها وبين الإتحاد السوفياتي وحرب فيتنام كانت تقوم على طباعة الدولار بأكثر من الغطاء الذهبي الذي يتوفر لديها مما أثار القلق لدى شركائها التجاريين الأوروبيين خصوصا فرنسا التي كانت من أوائل الدول التي بدأت في المطالبة بتنفيذ بنود إتفاقية بريتون وودز وإستبدال الدولارات الفائضة لديها مقابل الذهب وكان ذلك خلال فترة حكم الرئيس الفرنسي شارل ديغول.

في البداية كانت القوانين التي تنظم عملية إستبدال الدولار مقابل الذهب تشترط تغطية ذهبية مقابل الدولارات التي تقوم الولايات المتحدة بطباعتها بنسبة ٤٠%. ولكن مع إستمرار الدول الأوروبية بمبادلة الدولار مقابل الذهب, إنخفض إحتياطي الذهب الأمريكي الى ٣٠% ثم ٢٠% وأقل من ذلك مما أدى الى إعلان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إيقاف العمل مؤقتا بإتفاقية بريتون وودز سنة ١٩٧١ أو مايطلق عليه صدمة نيكسون حيث مازال ذلك القرار ساري المفعول حتى وقتنا الحالي.

إن ماقامت به الولايات المتحدة هو سرقة دولية أو مايطلق عليه سرقة القرن ولكن تلك لم تكن أول مناسبة تقوم الولايات المتحدة من خلالها بذلك فقد إستمرت بالإحتفاظ بالذهب الذي تم إيداعه لديها من الدول الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية خوفا من الإستحواذ عليه من القوات النازية التي كانت مستمرة في التقدم والسيطرة على الدول الأوروبية والذهب الذي تمت مصادرته من المواطنين الأمريكيين سنة ١٩٣٣ وفق المرسوم الذي أصدره الرئيس فرانكلين روزفلت من أجل مكافحة آثار الكساد العظيم(١٩٢٩-١٩٣٣).

إتفاقية بريتون وودز لم تعد قائمة من الناحية العملية منذ إعلان نيكسون والذي أعقبه إتفاقيات جامايكا ١٩٧٦ وبلازا ١٩٧٨ حيث تم تعويم الدولار الأمريكي وتنظيم أسعار الصرف بين الدولار والعملات الرئيسية الأخرى. الحقيقة أن النظام المالي والإقتصادي العالمي بأكمله تم تعويمه حيث تتمكن الولايات المتحدة من التلاعب به وفق مصالحها من خلال مجموعة أدوات وبشكل رئيسي سعر الفائدة. وحاليا تقوم الولايات المتحدة بطباعة الدولار بدون أي رقابة دولية آخرها طباعة ٢ تريليون دولار خلال أزمة فيروس كورونا(٢٠١٩-٢٠٢٢).

هناط أزمة إقتصادية مزمنة تمر بها الولايات المتحدة حاليا سببها الخلاف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون حول رفع مستوى سقف الدين من ٢٢ تريليون دولار الى ٢٣ تريليون دولار والإدارة الأمريكية الحالية تخطط من أجل القيام بعملية سرقة جديدة للثروة العالمية حيث أن إستمرار الخلاف بين الرئيس الأمريكي والكونغرس يهدد بإعلان عجز الولايات المتحدة عن سداد ديونها وتغطية النفقات الحكومية.

هناك عدة حلول لتلك الأزمة. أحد تلك الحلول هو زيادة سعر الذهب الى مستويات تتراوح من ١٠ آلاف دولار/أونصة الى ٥٠ الف دولار/أونصة ثم طباعة الدولار وتسديد ثمن الإحتياطي الذهبي الذي تحتفظ به دول مختلفة في الولايات المتحدة وفق تلك المعادلة السعرية وهو ما تحدَّث عنه الكاتب والمحلل الإقتصادي السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جيمس ريكاردز. إنَّ ذلك يعني عمليا مصادرة إحتياطي الذهب العالمي في الولايات المتحدة وتسديد ثمنه مقابل دولارات تمت طباعتها من الهواء.

الحل الأخر الذي تقكر به الإدارة الأمريكية ويلقى التأييد من عدد من الخبراء والإقتصاديين أحدهم بول كروغمان الحائز على جائزة نوبل في الإقتصاد هو إستغلال ثغرة قانونية تسمح بقيام وزارة الخزانة بإصدار أمر الى دار سك العملة بأن تقوم بسك عملة معدنية بلاتينية قيمتها الإسمية تريليون دولار وإستخدامها في تسديد ديون الولايات المتحدة التي تتمثل بشكل رئيسي في سندات وزراة الخزانة الأمريكية التي تمتلك دول مثل الصين, المملكة العربية السعودية واليابان كميات منها قد تصل الى أكثر من ٢ تريليون دولار وهو ماسوف يكون له تأثيرات إقتصادية وسياسية سوف تتجاوز الولايات المتحدة وقد تؤدي الى أزمة عالمية تتجاوز في نتائجها ازمة الرهون العقارية منخفضة الجودة ٢٠٠٧-٢٠٠٨.

رابط مهم أنصح بمشاهدته والإطلاع عليه لإحدى حلقات المخبر الإقتصادي الذي يقدِّمه د.أشرف إبراهيم على اليوتيوب.

عنوان الحلقة

هل تصنع أمريكا عملة واحدة بتريليون دولار وتسدد بها ديونها للسعودية والصين؟

رابط الحلقة

https://www.youtube.com/watch?v=y-WxtUkO7Ac&ab_channel=AJ%2B%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AA

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment