Flag Counter

Flag Counter

Sunday, February 26, 2023

حرق القرآن في السويد حلال أما حرق علم المثليين تحريض على الكراهية

المثير للاستغراب في قضية حرق القرآن الكريم في السويد هي أن الدانمرك رفضت أن يقوم راسموس بالودان وهو زعيم حزب يميني دانمركي متطرف بحرق المصحف بينما قبلت السويد بذلك وقدَّمت له حماية رسمية في جولة حرق المصاحف في عدة مدن في السويد أشبه بجولات المطربين الغنائية حيث يقيمون الحفلات في عدة مدن مختلفة.

هناك الكثير من الأحداث المرتبطة بالسويد وحادثة حرق المصحف منها أن فنلندا والسويد تقدَّمتا بطلب للإنضمام الى حلف شمال الأطلسي(الناتو) وذلك في إطار مساعي الولايات المتحدة من أجل توسيع رقعة الحرب الروسية-الأوكرانية وأنَّ هناك خلافا مع تركيا التي تشترط تسليم معارضين أتراك يقيمون في الدولتين وهو ماترفض الدولتان القيام به.

السويد وفنلندا من أجمل الدول الإسكندنافية وأكثرها تقدما في مجالات التعليم والصحة وأقلها تورطا في الصراعات الدولية ولكن المشكلة أنَّ لديهم حدودا مشتركة مع روسيا وحلف شمال الأطلسي(الناتو) وفي إستمرار سياسة الحرب الباردة في تفكيك دولة روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد   السوفياتي فإنه يعمل على التواجد عسكريا على خطوط التماس الحدودية مع دولة روسيا الإتحادية في تهديد مباشر للأمن القومي الروسي.

هناك عدة جهات مستفيدة من حادثة حرق المصحف في السويد. الحكومة السويدية سوف تستفيد من ذلك في تلميع صورتها بأنها راعية حرية الرأي والتعبير وأنها لا تخشى الجالية الإسلامية والدعاية الإنتخابية وكسب أصوات الناخبين. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يجيد اللعب على جميع الحبال سوف يستفيد سياسيا في ابتزاز تنازلات من الإتحاد الأوروبي من أجل انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي(الناتو). كما أنه سوف يستفيد من تلك الحادثة في تروج صورته الإعلامية بأنه زعيم إسلامي وحامي حمى الإسلام والمسلمين.

حرق القرآن الكريم في تصرف استفزازي واضح كشف نفاق الحكومة السويدية والسياسيين الذين سمحوا بذلك مقابل حظر حرق الإنجيل أو علم المثليين بوصف ذلك تحريض على الكراهية. الجالية العربية والإسلامية فشلت في تأسيس لوبي ضغط قوي في السويد يدافع عنها وعن مصالحها وفشلت في تأسيس تجمع سياسي أو حزب يفوز بمقاعد في البرلمان السويدي حتى يصبح لها صوت مسموع ولا يتم تجاهلهم. 

حادثة حرق المصحف في السويد ليست حادثة معزولة قام بها عشوائيا شخص متطرف بل سوف يكون لها عواقبها خصوصا زيادة العزلة بين الحكومة وسياساتها والجالية العربية والمسلمة مما قد يؤدي الى زيادة الإضطرابات الإجتماعية بما يشبه الحرب الأهلية وأحداث شغب شبيهة بما حدث في فرنسا وعدة دول أخرى سببها زيادة إضطهاد الأقليات والتعرض الى معتقداتهم الدينية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment