Flag Counter

Flag Counter

Friday, February 10, 2023

أم اللوز وأحمد الخليلي, التضليل الإعلامي في السوشيال ميديا

ساهم ظهور وسائل التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك, تويتر وإنستغرام, و مواقع مشاركة الفيديوهات مثل يوتيوب في ظهور مستوى جديد من التفاهة والسعي وراء الشهرة حتى لو كان ذلك في عرض ونشر التفاهة والكذب, المحتوى الفاضح والحياة العائلية. صناعة الحماقة والتفاهة تبدأ من السوشيال ميديا واليوتيوب.

هناك مجموعة من القصص التي طارت سمعة أصحابها في الآفاق بسبب السوشيال ميديا أو مايطلق عليه في الإعلام ترندات. 

أحد تلك القصص التي تحدثت عنها في موضوع سابق هو ترند مطعم سهول سحاب الذي أطلقته ربى الطوابيني في الأردن. القصة باختصار أن والد ربى الطوابيني كان يعمل في مطعم شاورما حيث تعدَّدت الروايات من أنه موظف أو متضمن سيخ الشاورما مقابل مبلغ مقطوع يدفعه الى صاحب المطعم. ربى الطوابيني نشرت تدوينة في موقع فيسبوك وخرجت في فيديو تذرف فيه دموع التماسيح عن مطعم والدها الذي سوف يغلق أبوابه بسبب ضعف حركة البيع. الشعب الأردني من مسؤولين ومشاهير ومواطنين عاديين الذين تعاطفوا مع الفتاة صدموا من كمية الكذب والتضليل حيث تبيَّنَ أن ماقامت به ربى كان من دون موافقة صاحب المطعم وأن والدها لايملك المطعم وأنَّ القصة من أولها الى آخرها كذب في كذب.

القصة الأخرى من الأردن أيضا بطلها صانع محتوى أردني يدعى أحمد الخليلي سافر الى مصر ثم قام بتزييف خبر وفاته من خلال نشر تعزية في حساباته على وسائل التواصل الإجتماعي(إنستغرام) وذلك بهدف زيادة عدد متابعيه ومعجبيه. وقد نجح أحمد الخليلي في مساعيه حيث زاد عدد متابعيه على إنستغرام خلال بضعة ساعات من انتشار خبر وفاته ٣٠٠ ألف متابع جديد دفعة واحدة. أحمد الخليلي ظهر في فيديو من القاهرة وهو ينفي ويبرِّر و يبرِّر وينفي ويزعم أن حسابه مخترق وأنه ليس هو من قام بنشر التعزية وأنه أضاع هاتفه في مصر وغير ذلك من الأكاذيب والمعلومات المتضاربة.

القصة الثالثة هذه المرة من فلسطين وهي أكثرها إثارة للإستغراب وتتلخص في أنَّ وسيلة إعلامية أجرت مقابلة مع مجموعة من طلاب التوجيهي لدى خروجهم من إحدى قاعات الإمتحان في قطاع غزة حيث يتم سؤالهم عن المادة الإمتحانية وسهولة الأسئلة من صعوبتها. نور السويركي هي أحد الطالبات التي تم إجراء المقابلة معها وكانت إجابتها عن الإمتحان في مادة الجغرافيا أنه مثل "اللوز" و "بيجنن مباشر وكله من الكتاب." وسائل الإعلام إنتقلت إلى منزل أم اللوز(نور سويركي) يوم إعلان نتيجة الثانوية العامة حتى يتم نقل ظهور نتيجة أم اللوز بث حي ومباشر. المثير للشفقة أن أم اللوز خالفت جميع التوقعات بتحقيق نتائج باهرة ورسبت في نتيجة الثانوية العامة بامتياز وفي عدة مواد منها مادة الجغرافيا التي كانت مادته الإمتحانية لوز, سهلة ومن الكتاب مباشرة. أم اللوز حاليا تتمتع بشهرة لم يتمتع بها الطالب أنس الحرازين الذي حقَّقَ المركز الأول في الثانوية العامة(علمي) على فلسطين(الضفة الغربية وقطاع غزة) معدل ٩٩.٧% ولم تتحدث وسائل الإعلام عنه ولا عن المجهود الذي بذله من أجل تحقيق ذلك المركز ولا عن آماله وتطلعاته أو عن نصائحه الى طلاب الثانوية العامة لأن أم اللوز(نور سويركي) الفاشلة الراسبة في التوجيهي أصبحت هي القدوة والمثل. نور سويركي لديها حاليا ١٦٦ ألف متابع على إنستغرام ورقم للتواصل من أجل الإعلانات التجارية وكل ذلك يعود الفضل فيه الى صناعة التفاهة أو الحماقة على مواقع التواصل الإجتماعي.

إنَّ السبب الرئيسي في إنتشار تلك التفاهة وصناعة الحمقى أنه ليس هناك قوانين رادعة حتى لو ثبت الكذب والتضليل ونشر معلومات غير صحيحة. ولكن مؤخرا فإن مصر بدأت في مكافحة تلك الظاهرة والقبض على عدد من صناع المحتوى والناشطين على وسائل التواصل الإجتماعي الذين يتعمدون نشر محتوى خادش أو مضلل أو معلومات كاذبة والحكم عليهم بعقوبات وصلت في بعض الحالات الى السجن مع الأشغال عشرة سنين.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment