Flag Counter

Flag Counter

Monday, February 20, 2023

خواطر وأفكار عن زلزال سوريا وتركيا

الولايات المتحدة كانت لديها فرصة ذهبية خلال كارثة الزلزال في سوريا وتركيا حتى تظهر وجها إنسانيا وتكفر عن بعض سيئاتها ولكنها لم تفعل والسبب هو أنَّ الدولة التي بني تاريخها على جماجم السكان الأصليين والمجازر والإبادة الجماعية لايمكن أن يكون لديها جذور إنسانية.

الولايات المتحدة كانت قادرة وخلال ٢٤-٤٨ ساعة أن ترسل الى سوريا وتركيا مئات الآليات وأطنان من المساعدات الغذائية والطبية ومستشفيات ميدانية وأن تحرك إمكانيات ضخمة للغاية ولكن فاقد الشيء لا يعطيه. الحكومة الأمريكية لم تفعل الكثير من أجل مساعدة شعبها ومواطنيها في ولاية لويزيانا التي ضربها إعصار مدمر سنة ٢٠٠٥ حتى تساعد المنكوبين في سوريا وتركيا.

الأمم المتحدة لها حكاية أخرى ولا حكاية ألف ليلة وليلة فقد تعرضت إلى السخرية والإستهزاء من أهالي المناطق الشرقية في دير الزور, الرقة والحسكة بسبب إرسالها قافلة مساعدات هزيلة الى مناطق الشمال السوري كانت تضم ١٥ شاحنة فقط بينما أعلن أهالي الجزيرة السورية الفزعة وأرسلوا قافلة تضم أكثر من ٨٠ شاحنة.

دولة الكيان الصهيوني التي كما يقول المثل لها "في كل عرس قرص" أرسلت فرق إنقاذ الى تركيا وكما تعودنا من إعلامها الكاذب فقد أعلنت أن سوريا طلبت منها المساعدة ولكن الحكومة السورية سارعت إلى نفي الخبر. وقد يكون من الممكن أن المعارضة السورية في الشمال قد طلبت مساعدة دولة الكيان الصهيوني لإنهم يعني وجماعة الجولاني حبايب واصدقاء منذ بداية الربيع العربي الملعون.

الدول العربية الشقيقة قدَّمت مايمكنها ومازالت. دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بإنشاء جسر جوي وترسل يوميا الى سوريا عشر طائرات محملة بالمساعدات وعدد من الطائرات إلى تركيا. دولة الجزائر ترسل يوميا طائرات المساعدات إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية وكذلك المعارضة من خلال هبوطها في تركيا وإرسالها بالشاحنات إلى مناطق الشمال السوري. كما أن دولة الجزائر أرسلت فرق بحث وإنقاذ من الحماية المدنية على أعلى مستوى من التدريب والمعدات الحديثة حاصلين على شهادات دولية وأرسلت أطباء في عدد من التخصصات خصوصا جراحة العظام وطب الطوارئ. الأردن والسلطة الفلسطينية أرسلوا مساعدات غذائية ومسعفين وسيارات إسعاف. دولة العراق استجابت فوريا وبدأت في إرسال صهاريج محملة بالوقود وأهل العراق أعلنوا الفزعة ويجمعون يوميا التبرعات والإعانات ويرسلونها إلى سوريا.

سوريا دولة استقبلت اللاجئين الأرمن الذي فروا من مذابح العثمانيين والسلطان عبد الحميد الثاني واستقبلت الشركس الذين فروا من مذابح لينين وستالين في الإتحاد السوفياتي والفلسطينيين الذين لجأوا إلى سوريا سنة ١٩٤٨ واستقبلت العراقيين الذي فروا من بلادهم بسبب الحرب الأمريكية و غزو العراق سنة ٢٠٠٣ واللبنانيين الذين فروا من الإعتداءات الصهيونية سنة ٢٠٠٦ ولم يسكنوا في خيام ولم تعلن سوريا حالة طوارئ وتطلب مساعدة دولية ولم ترفع سعر رغيف الخبز أو السلع المدعومة وقبلت أولاد اللاجئين في مدارس حكومية وسمحت لهم بالعلاج في المستشفيات الحكومية.

الأمر المهم والمحوري الذي أرغب في أن أوضحه من خلال هذا الموضوع هو أن مابعد الزلزال لن يكون كما قبله وأن ترفات و ردود فعل الدول العربية على هذه الأزمة سوف تقرر الكثير من الأمور المستقبلية وكيف تتصرف الحكومات سوف يحدد دورها في أي تسوية مستقبلية للأزمة السورية. كما أن هذه الأزمة سوف تعجل في مساهمة تركيا بالضغط على المعارضة السورية من أجل القبول بحل الأزمة والسبب هو اللاجئين حيث أن الإقتصاد في تركيا سوف يعاني فترة طويلة بسبب الزلزال واللاجئون السوريون يعتبرون عبئا إقتصاديا.

تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment