Flag Counter

Flag Counter

Sunday, October 9, 2022

الولايات المتحدة تخنق أوروبا, النفط بأربعة أضعاف سعره

العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا تذكِّرني بقصة ليلى والذئب والتي يعرفها الجميع. الرئيس الأمريكي جو بايدن غاضب من قرار أوبك بلس تخفيض الإنتاج ليس مليون برميل كما كان متوقعا بل مليوني برميل وهناك حديث عن عقوبات ضد السعودية أو سحب قوات أمريكية وبطاريات دفاع جوي متهالكة من طراز باتريوت. الرئيس الفرنسي يطالب الولايات المتحدة بأن لا تبيعه النفط والغاز مقابل أربعة أضعاف السعر, بلجيكا تمتنع عن التصويت ضد روسيا في الأمم المتحدة وثلاثة دولة أوروبية غير موافقة على خطة الإتحاد الأوروبي للإستغناء عن إمدادات الطاقة من روسيا.

هناك تغيير في لهجة الصحافة الغربية خصوصا البريطانية في الحديث عن الرئيس الأوكراني وإصراره على استمرار الحرب حيث وصفت وسائل إعلام غربية ذلك بالجنون. تفجير الجسر الذي يربط القرم مع أراضي البر الرئيسي في دولة روسيا الإتحادية ومن قبله تفجير خط غاز نورد ستريم ليس من أعمال تحمل بصمة أمريكية/بريطانية مشتركة بينما وسائل إعلام غربية تحاول إلصاق التهمة بمسؤولية الدولة الروسية وذلك في محاولة إبعاد التهمة عن الفاعل الحقيقي. 

بايدن غاضب من السعودية أمام الإعلام بينما شركات النفط التي تمول الحملات الإنتخابية للحزب الديمقراطي سعيدة للغاية وتحصد مئات الملايين من الدولارات أرباح بسبب بيع النفط والغاز الى أوروبا بأسعار مضاعفة. في برنامج المخبر الإقتصادي يتحدَّث الدكتور أشرف ابراهيم أن شركات الغاز الأمريكية تحقق أرباحا تصل الى ٢٠٠ مليون دولار عن كل شحنة غاز مسال يتم إرسالها الى أوروبا. الولايات المتحدة وعدت دول الإتحاد الأوروبي بأنها لو قامت بالتخلي عن النفط الروسي فإنها سوف تزودها بما مقداره مليون برميل من النفط يوميا.

الولايات المتحدة تمارس الكذب على أوروبا وهي مسؤولة عن افتعال أزمة أوكرانيا بهدف إضعاف الاقتصاد الأوروبي وإعادة الإتحاد الأوروبي الى الحظيرة الأمريكية. الولايات المتحدة تعاني من نقص في الوقود ولو كان لديها مليون برميل يوميا فقد كان من الممكن استهلاكها داخليا. وحتى مع افتراض قدرة الولايات المتحدة على الإيفاء بوعودها الى دول القارة الأوروبية العجوز, ماهي المعادلة السعرية التي سوف تبيع من خلالها النفط الى دول أوروبا؟ وهل تكفي تلك الكمية جميع الدول الأوروبية؟

إن إستخدام النفط سلاحاً في الحروب ليس بأمر جديد على الولايات المتحدة فقد استخدمته خلال حرب رمضان ١٩٧٣م ضد أوروبا. إنَّ البحث والتدقيق في أحداث تلك المرحلة سوف تجعل من المستحيل تصديق الرواية المصرية عن الحرب وأسباب إندلاعها فقد كان هناك توافق مصالح بين مصر والولايات المتحدة. الأولى كانت تبحث عن حرب تحريك وليس حرب تحرير بسبب علمها أن قدرات جيشها محدودة وأنَّ الإتحاد السوفياتي لا يزود السلاح بدون مقابل وأنَّ بناء قدرات الجيش المصري من أجل معركة تحرير كامل الأراضي المصرية المحتلة بقوة السلاح هو أمر يحتاج الى قدرات مالية وإقتصادية غير ممكنة في تلك المرحلة. 

إنَّ الولايات المتحدة التي كان يتولى ذلك الملف مستشار الأمن القومي هنري كيسنجر فقد كانت تسعى الى توجيه ضربة قاتلة إلى أوروبا وإقتصادها ولم تجد أفضل طريقة غير حرب ١٩٧٣م حيث تقدِّم الولايات المتحدة الدعم الى إسرائيل وتكون ردة الفعل العربية تخفيض إنتاج النفط ثم قطعه تماما عن بعض الدول حيث يرتفع سعره ٤٠٠% وكل ذلك تمت مناقشته خلال إجتماع مجموعة البلدبرغ مايو/١٩٧٣م في Saltsjöbaden الذي يقع على إحدى الجزر في السويد.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment