Flag Counter

Flag Counter

Monday, October 10, 2022

إتفاقية بريتون وودز, الوجه الآخر للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي

كانت إتفاقية بريتون وودز التي عقد سنة ١٩٤٤م أحد النتائج المباشرة للحرب العالمية الثانية حيث رسمت ملامح النظام الإقتصادية العالمي لأكثر من ٣٠ سنة قادمة. إنَّ نتائج تلك الإتفاقية يمكن تلخيصها بأمرين إثنين: الأول هو اعتماد الدولار الأمريكي عملة احتياطية عالمية مضمونة بالذهب وفق معادلة سعرية ٣٥ دولار/أونصة, الثاني هو تأسيس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير.

الهدف من إنشاء صندوق النقد الدولي هو تقديم القروض للدول التي تتعرض عملتها لإنخفاض مبالغ في قيمتها أمام العملات الأخرى في أسواق الصرف الدولية, بينما عمل البنك الدولي للإنشاء والتعمير على تقديم القروض الى الدول الأوروبية التي تعرضت بنيتها التحتية والصناعية الى الدمار بسبب الحرب العالمية الثانية وذلك وفق إتفاقية مارشال لإعادة إعمار أوروبا.

إنَّ الهدف من تقديم القروض الى الدول الأوروبية كان وفق شروط محدَّدة حيث تصب الأموال في جيوب الشركات الأمريكية ونادرا ما تصل مؤسسات الدولة المقترضة أي مبالغ نقدية. وفي مرحلة لاحقة تحولت أهداف البنك الدولي إلى تقديم القروض إلى البلدان في أمريكا اللاتينية ودول العالم الثالث وإفريقيا حيث يشترط البنك مجموعة من الإجراءات منها تحرير سعر صرف العملة, رفع الدعم عن المواد والسلع الأساسية وخصخصة مؤسسات القطاع العام, يعني بشكل أساسي تطبيق المبادئ الإقتصادية الليبرالية.  

في حلقة من برنامج المخبر الاقتصادي على موقع اليوتيوب, يصف الدكتور في الإقتصاد من مصر أشرف إبراهيم كيف كان  البنك الدولي هو السبب الرئيسي في إشتعال الحرب الأهلية في يوغسلافيا خلال افترة التي أعقبت إنهيار جدار برلين وتفكُّكَ دولة يوغسلافيا. البنك الدولي بدأ في مطالبة دولة يوغسلافيا سداد مبالغ القروض المترتبة عليها في ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة حيث عمل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برئاسة بول فولكر خلال ثمانينيات القرن العشرين على زيادة في أسعار الفائدة وصلت الى ٢٠% من أجل مكافحة التضخم خلال رئاسة رونالد ريغان للولايات المتحدة. الدول الصناعية والغنية في الإتحاد اليوغسلافي رفضت تحمل عبء الدين العام للدولة وبدأت تظهر مطالبات انفصالية والتي تطورت أحداثها الى الحرب الأهلية اليوغسلافية.

جون بيركنز مؤلف وكاتب أمريكي عمل سابقا في شركة "Main" التي كانت مهمتها تقديم الاستشارات والدراسات الفنية في دول آسيا, أفريقيا, أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط حيث وصف في كتاب "إعترافات قاتل إقتصادي" كيف كان يتم ابتزاز ورشوة رؤوس الدول من أجل تنفيذ المشاريع الممولة من المؤسسات الدولية في تلك الدول وفق تقارير مفبركة عن تكلفة تلك المشاريع والحاجة الحقيقية إليها

إنَّ القروض التي يمنحها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هي أدوات إقتصادية تستخدم من أجل تحقيق أهداف سياسية تتمثل في إخضاع الدول المقترضة الى إرادة الولايات المتحدة وذلك في مصلحة الشركات العابرة للقارات التي تسيطر عليها رأس المال اليهودي من خلال بنوك وول ستريت التي يعتبر بعضها من أكبر المساهمين في بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي. كما أن تلك القروض والتي يتم منحها بالدولار الأمريكي تعني خلق طلب فعَّال على المنتجات والبضائع الأمريكية ومنها بالطبع الدولار الأمريكي الذي لا يستند الى أي قيمة حقيقية كما كان مرتبطا بالذهب خلال الفترة التي سبقت صدمة نيكسون سنة ١٩٧١م.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment