Flag Counter

Flag Counter

Saturday, October 8, 2022

إيران والولايات المتحدة, مابين السلام والحرب

عندما سئل بول بريمر الحاكم الأمريكي السابق للعراق خلال مقابلة تلفزيونية عن أسباب إسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين, كانت إجابته غاية في الغرابة وهي أنَّ السنة حكموا العراق مدَّةَ الف سنة وأن ذلك ظلم كبير. إنَّ إسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين هو الصاعق الذي فجَّرته الولايات المتحدة في المنطقة العربية وكل ما تلى ذلك من أحداث هو تحصيل حاصل, تساقط أحجار الدومينو واحدا تلو الآخر. وسائل الإعلام الغربية نجحت في تحويل الأنظار عن السبب الحقيقي في أزمات المنطقة وهو تدخل الدول الغربية الإستعمارية على رأسها الولايات المتحدة, بريطانيا وفرنسا في شؤونها.

الولايات المتحدة لديها تاريخ من التدخل في الشأن الداخلي في إيران بالتعاون مع بريطانيا منذ أن تم تدبير إنقلاب(العملية آجاكس) سنة ١٩٥٣م ضد رئيس الوزراء السابق المنتخب ديمقراطيا محمد مصدَّق وإعادة تنصيب الشاه محمد رضا بهلوي على كرسي الحكم. كما أن هناك إشاعات وأقاويل عن تخلي الولايات المتحدة عن الشاه محمد رضا بهلوي سنة ١٩٧٩م على الرغم من علمهم اليقيني أنَّ النتيجة هي الفوضى والتي سوف يعقبها وصول الإسلاميين الى الحكم تماما كما حصل خلال أحداث الربيع العربي ٢٠١٠م-٢٠١٢م. إنَّ الفوضى الخلاقة هي مصطلح حديث نسبيا ولكن تطبيقاتها العملية سابقة لإعتمادها من الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن و مستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس رسميا عنواناً للسياسة الخارجية الأمريكية.

الولايات المتحدة تعمل بمثابرة على مفاوضات إعادة إحياء الإتفاق النووي الإيراني المتعثِّرة والسبب هو النفط. إجتماع أوبك بلس الذي تم عقده مؤخرا وافق على تخفيض الإنتاج مليوني برميل وليس مليون برميل كما كان متوقعا. شركات النفط الأمريكية هي المستفيد الرئيسي من نتائج إجتماع أوبك بلس الذي سوف يؤدي إلى زيادة أسعار النفط وبالتالي زيادة أرباحها. الولايات المتحدة تسعى الى رفع العقوبات عن النفط الإيراني من أجل دخول السوق وتخفيض الأسعار. الولايات المتحدة أثبتت بالتالي أنها لا تحترم إلا مصالحها وأنه ليس لديها حلفاء دائمون بل مصالح دائمة. 

المملكة العربية السعودية ليست راضية عن إدارة الرئيس السابق أوباما الذي أبرم الإتفاق النووي مع إيران وبسبب ذلك لم تكن العلاقات بين الدولتين خلال فترة حكمه على مايرام. كما أن العلاقات مع إدارة الرئيس بايدن ليست أيضا على مايرام ويبدو أن المملكة العربية السعودية تعمل على أمرين إثنين, الأول هو دعم الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي تمهيدا للأمر الثاني وهو إفشال محاولة بايدن لإعادة انتخابه وعودة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي سوف يكون أكثر حزما في تعامله مع إيران.

القضية يجب أن يتم نقاشها بإنصاف, إيران دولة مهمة في المنطقة ولديها فائض من القوة البشرية والعسكرية التي سوف تستخدمها في محاولات لن أقول فرض نفوذها, بل احترام مصالحها هو المصطلح الأكثر قبولا. إيران ترغب في أن يتم احترامها من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة وأن يكون التعامل معها دولة مقابل دولة. إنَّ الولايات المتحدة هي المستفيد من حالة العداء بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية, إرتفاع أسعار النفط ومبيعات السلاح تعني المزيد من الأموال التي سوف تصبُّ في جيوب الشركات الأمريكية وكما أنَّ هناك ثمنا للسلام, هناك ثمنٌ للحرب.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment