Flag Counter

Flag Counter

Thursday, October 6, 2022

مواطن عربي مخدوع يطالب بإصلاح مجلس الأمن

إن الملامح الأساسية للسياسة الغربية منذ اتفاقية سايكس-بيكو, الحرب العالمية الأولى وكذلك وعد بلفور هي نفسها لم تتغير تقريبا. الدول الإستعمارية تقاسمت تركة الدولة العثمانية’ رجل أوروبا المريض, وفرضت عليها الإحتلال بإسم إتفاقيات الانتداب والحماية والوصاية حيث الإستغلال الإقتصادي بأبشع صورة. الوثائق البريطانية التي تم رفع السرية عنها مؤخرا كشفت أنَّ تأسيس دولة الكيان الصهيوني في أراضي فلسطين المحتلة سببه النفط. إنَّ قضية أمن الطاقة مازالت تعتبر أولوية للولايات المتحدة والدول الغربية.

الدول الإستعمارية الغربية تغيُّر أساليبها كما تغيِّرُ الأفعي جلدها. في إيطاليا ومنذ بضعة أيام تم إنتخاب جورجيا ميلوني في منصب رئيسة الوزراء وهي تنتمي لليمين المحافظ أو الفاشيين الجدد. رئيسة الوزراء الإيطالية سارعت الى الرد على انتقادات فرنسا وتدخلها في الشأن الداخلي الإيطالي وذكرتها بالماضي الاستعماري الفرنسي وأنها مازالت تقوم بإستغلال مستعمراتها السابقة في إفريقيا. ولكن إيطاليا لديها أيضا ماضٍ استعماري في إفريقيا وكانت تحتل ليبيا وتحالف مع ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

الولايات المتحدة تعيد دائما استنساخ التاريخ ولكن بنكهة مختلفة. إنَّ ظهور الأحزاب النازية والفاشية في أوروبا خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى سببه إتفاقية فرساي التي فرضت تعويضات حرب ضخمة على الدول المهزومة على رأسها المانيا التي قامت بطباعة العملة ودفع الديون مما أدى الى مايعرف بظاهرة التضخم المفرط. نجاح الدعاية النازية في زيادة عدد أتباعها سببه اقتصادي بالدرجة الأولى. إنَّ الأوضاع السياسية, الإجتماعية والإقتصادية التي تمر بها أوروبا حاليا تعتبر مشابهة لما مرَّت به خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى حيث تعاني من أزمة طاقة خانقة للغاية بسبب توقف إمدادات النفط والغاز من روسيا.

المواطن العربي المخدوع بالدعاية الغربية المضللة يطالب بإصلاح مجلس الأمن بسبب عجزه عن إتخاذ قرارات حاسمة بخصوص أوكرانيا. أما بالنسبة الى قضية فلسطين أو كشمير على سبيل المثال, الموقف مختلف تماما. إنَّ ذلك دليل على قوة ونفوذ وتأثير الدعاية الغربية على عقل المواطن العربي الذي جعلته يتعامل بمعايير مزدوجة مع القضايا الدولية المهمة. مجلس الأمن مصاب بسكتة دماغية منذ تأسيسه والولايات المتحدة تنتقد استخدام روسيا والصين حق النقض(الفيتو) عند التصويت على قرارات متعلقة بالأزمة السورية ولكن تتناسى أو تتعامى عن إستخدامها الفيتو ضد القرارات التي تدين إسرائيل والتي لم يطبق مجلس الأمن منها قرارا واحدا.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة 

النهاية


No comments:

Post a Comment