Flag Counter

Flag Counter

Sunday, May 31, 2020

الأناركية الأمريكية تنشر الفوضى في مدينة مينيابولس

قتلت شرطة مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأمريكية مواطنا أمريكيا يدعى جورج فلويد بعد بلاغ من أحد العاملين في متجر عربي في المدينة عن نقود مزورة. دورية شرطة سارعت الى المتجر واعتقلت فلويد الذي قتل في الموقع بعد أن قام أحد أفراد الدورية بالضغط على عنق الضحية بركبته مدة ثمانية دقائق رغم صراخ الضحية أنه لا يستطيع التنفس. ولكن جورج فلويد ليس أول شخص يقتل بتلك الطريقة البشعة, خنقا حتى الموت. إريك غارنر مواطن أمريكي ويا للصدفة, من العرق الإفريقي, قتل في أحد مناطق مدينة نيويورك بعد أن تعرض للخنق حتى الموت من أحد أفراد دورية شرطة بتهمة بيع سجائر غير قانونية.
ولكن نعود الى قضية جورج فلويد حيث أنه ليس أول أمريكي أسود قتل في مدينة مينيابوليس بسبب عنف الشرطة الغير مبرر. فيلاندو كاستيل أمريكي أسود تم إطلاق الرصاص عليه سنة 2016 من أحد أفراد الشرطة في سيارته أمام صديقته وطفلته ذات الأربعة اعوام. حادثة إطلاق النار على فيلاندو كاستيل تم تصويرها صوت وصورة من صديقته حيث ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها كانت عبارة عن عملية إطلاق نار من دون مبرر او مسوغ لذلك. المشكلة أن تلك ليست عمليات قتل بل إعدام بدم بارد حيث يتم تبرئة رجال الشرطة ونادرا مايتلقون أي حكم بالسجن أو التسريح من العمل.
ولكن للتاريخ, فقد حكم على أحد أفراد شرطة مدينة مينيابولس محمد نور بقضاء 12 عاما ونصف بسبب إطلاقه النارعلى جاستن داموند وهي أمريكية بيضاء من أصول أسترالية بعد أن تقدمت الى خدمة الطوارئ ببلاغ عن حادث اعتداء على امرأة في شارع ضيق خلف منزلها. نظام العدالة القضائي عنصري وانتقائي, حتى عندما تلقى شرطي في مدينة مينيابوليس  كان من ذوي البشرة السوداء وضحيته مواطنة من أصول أسترالية بيضاء.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاعل فورا مع الحادث عبر وسيلته المفضلة, التغريد في موقع تويتر, حيث هدد المخربين والمشاغبين بإطلاق الرصاص عليهم. وأدى ذلك الى وضع تحذير على التغريدة من إدارة الموقع بخصوص محتواها العنيف مما أغضب الرئيس الأمريكي الذي هدد بأن يتخذ خطوات ضد مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا فيسبوك وتويتر. المثير للدهشة حسب شهادة بعض السكان في فيديوهات انتشرت على موقع يوتيوب أن هناك أشخاص مجهولي الهوية وليسوا من سكان المدينة أو المناطق التي حصلت فيها أعمال التخريب هم من يقومون بعمليات حرق الممتلكات العامة والخاصة وتحطيم واجهات المحلات لتشجيع الأخرين على سرقتها. حتى أن الغوغاء اقتحموا أحد مراكز الشرطة الرئيسية في المدينة وحطموا محتوياته بينما فرَّ رجال الشرطة مع سياراتهم من الجهة الخلفية للمبنى.
ولكن أكثر ما أثر في نفسي كان فيديو مواطن أمريكي أسود كبير في السن وهو يصرخ في بعض المتظاهرين السود الذي قاموا بنهب محله وحرق سيارته. لقد كان يصرخ في وجههم أنه أسود مثلهم وأنه كان فقيرا وأنه تعب في جمع ذلك المال. كما سألهم عن سبب حرقهم سيارته ونهبهم متجره على الرغم من أنه أسود مثلهم. المشاركون في أعمال النهب كانوا من أصول عرقية مختلفة وإن غلب عليها ذوي الأصول الإفريقية في بعض المناطق. لم ولن أكون مؤيدا للغوغاء والفوضى في الوطن العربي أو في دولة غربية. إن تلك الأحداث تعطي فرصة الى الانتهازيين وأصحاب النفوس الضعيفة وكل من له غاية خبيثة والغوغاء وهم نسبة لا بأس بها من المشاركين في المظاهرات والاحتجاجات. الآن الرئيس الأمريكي يهدد بإرسال الجيش والحرس الوطني وقوات الشرطة الخاصة(سوات) وهي قوات شبه عسكرية ولديها تسليح جيد وتستخدم العربات المدرعة. ولو كان هناك مقاومة, سوف يرسل القوات الخاصة والطائرات الحربية خصوصا طائرات الهليكوبتر. حادثة مقتل جورج فلويد بشعة بالتأكيد ويجب أن تتم محاسبة الفاعلين وذلك أمر نادر الحدوث  ولكن الحل ليس الفوضى ونهب الممتلكات وحرقها.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment