Flag Counter

Flag Counter

Sunday, May 10, 2020

إمبراطوريات الكذب, البروباغندا وأزمة الكورونا

حبل الكذب قصير أو أن الكذب ليس له حبل. ومع مرور الأيام بدأت تتكشف أساليب الدعاية الخلبية الكاذبة التي تقوم حكومات دول عربية على نشرها بخصوص تعاملها مع أزمة فيروس كورونا. دول عربية  تزعم زورا وبهتانا أن مواطنيها العائدين إليها من الخارج سوف يقيمون في فنادق خمسة نجوم مدفوعة التكاليف طوال فترة الحجر الإلزامي وهي 14 يوما. كل ذلك كان كذبا حيث تم عمل دعاية لعينة منتقاة من الأشخاص بينهم أجانب وتصويرهم في غرفهم في فنادق خمسة نجوم وبث تلك الدعاية على القنوات ووسائل التواصل الإجتماعي. والحقيقة أن تلك الدول تجبر مواطنيها الراغبين في العودة على الحجز على طيرانها الوطني وبأسعار مرتفعة وأيضا دفع قيمة الحجر الصحي مسبقا مع تذكرة الطيران أو سوف يحجر صحيا في مستشفيات حكومية حيث أماكن إقامة لا تتوفر على أدنى الشروط الصحية خصوصا قذارة الحمامات والتي لا تقبل الكلاب أن تقيم في تلك الأماكن.
دول أخرى تخفي العدد الحقيقي لإصابات ووفيات فيروس كورونا ولكن في الوقت نفسه, تتزايد حالات الإصابات والوفيات نتيجة الإلتهابات الصدرية والجلطات القلبية اللهم عافينا. دول عربية أصدرت قانونا بعدم طرد العمال من وظائفهم بينما سمحت بخصم قسم كبير من مرتباتهم. بينما دولة عربية أخرى أعلنت عن عدم وجود إصابات بفيروس كورونا رغم أن لايوجد لديها نظام صحي قائم أساسا. دول عربية تعلن حظرا شاملا للتجول دون أي مراعاة لاحتياجات مواطنيها الذين يتزاحمون على المتاجر خلال الساعات التي تسبق بداية فترة منع التجول مما يؤدي الى إصابة العشرات منهم بفيروس كورونا حيث يصيبون أسرهم بالعدوى.
تخيلوا مواطنا عراقيا خلال فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين يخالف قرار منع التجول لو كانت أزمة فيروس الكورونا خلال فترة حكمه للعراق. هل سوف كان مواطن واحد يجرؤ على خرق أو مخالفة حظر التجول؟ المهم أن الحكومات التي تراهن على الوعي الشعبي سوف تفشل في رهانها لأن الشعوب العربية ليس لديها أدنى ذرة من الوعي وكان عليها أن تعرف ذلك منذ أزمة الربيع العربي. المواطن العربي مجبول على مقولة (خالف تُعرف) ولذلك عندما فرضت الحكومات حظر التجول وجعلته شاملا في بعض الحالات, قام مواطنون بالتجمع في البيوت وبأعداد جاوزت عشرة أشخاص في بعض الحالات أغلبهم ليسوا من سكان ذلك المنزل حيث يقومون بإستخدام الطبول والدق على الآلات الموسيقية وبطريقة مزعجة والصياح في أوقات متأخرة من الليل مثل قرود الغابة التي تفزع عند ظهور مفترسات في منطقتها.
أزمة فيروس كورونا كشفت كذب الحكومات وإستخدامها أساليب البروباغندا والدعاية الكاذبة في محاولة لتلميع صورتها. كما كشفت أزمة القطاع الصحي في الوطن العربي حيث لا يتردد المواطن العربي عند قدرته على السفر الى الخارج من أجل العلاج لأنه لا يثق بنظام بلده الصحي وهو في الحقيقة لايمكن أن يوجَّهُ اليه اي ملامة. الأنظمة الصحية في بعض البلدان العربية فاشلة ومستشفيات قذرة تسرح في بعضها الحيوانات الضالة وحتى الحشرات ورائحة حماماتها لا تطاق خصوصا الصور والفيديوهات التي تسربت من الحجر الصحي في بعض الدول العربية, إن لم تكن مصابا بفيروس كورونا وأقمت في تلك الأماكن أربعة عشرة يوما, سوف تصاب به بالتأكيد أو قد تصاب بمرض معدي من قذارة الحمامات وأماكن الإقامة. وهناك مواطنون لا يلقون إهتماما الى التعليمات الحكومية التي تطلب منهم الحجر المنزلي أربعة عشرة يوما في حال عودتهم الى الخارج ولكنهم يخالفون التعليمات ويكونون السبب في عدوى عشرات الأشخاص وزيادة مساحة انتشار فيروس كورونا.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment