Flag Counter

Flag Counter

Sunday, October 20, 2019

وزير النفط السعودي علي النعيمي يدمر أحلام وآمال شركات النفط الغربية

إن مات سيمون، مصرفي ورئيس مجلس إدارة شركة تدير استثمارات في عدة دول في مجال النفط يعتبر شخصية أمريكية بارزة مقربة من ديك تشيني وكانت على علاقة وثيقة ومباشرة بالقرارات التي يتم اتخاذها حول الاستراتيجية الأمريكية في مجال الطاقة. وقد كان سيمون مؤيدا تقليديا للحزب الجمهوري حيث قدم تبرعا الى حملة جورج بوش الابن الانتخابية بلغ 100 ألف دولار من ماله الخاص. مات سيمون كان مؤيدا لمفهوم الذروة النفطية وعضوا في مجلس العلاقات الخارجية التابع الى ديفيد روكفيلر والمجلس القومي الأمريكي للنفط، أحد أقوى لوبيات المصالح النفطية في الولايات المتحدة. كما كان سيمون يشغل منصب مدير المجلس الأطلنطي، أحد لوبيات المصالح التي تمثل حلف الناتو والذي كان يضم في عضويته بالإضافة الى ديك تشيني أشخاصا مثل كولن بأول، هنري كيسنجر، كونداليزا رايس و زلماي خليل زاده. سنة 2000، نشر سيمون مقالا مطولا حول صحة التوقعات التي قام بها نادي روما ونشرها في تقريره المشهور "حدود النمو." إن جميع الاحتياطيات النفطية المعروفة قد تم اكتشافها ولن تكون هناك أي اكتشافات مستقبلية جديدة وأن ذروة الإنتاج النفطي (Peak Oil) قد أصبحت حقيقة على أرض الواقع.
حقل نفط جواهر في المملكة العربية السعودية الذي كشفت عنه شركة أرامكو-روكفيلر سنة 1948 يعتبر أكبر حقل للنفط الخام في العالم تبلغ مساحته 280*30 كم. وبحلول سنة 2010، بلغ إنتاج الحقل من النفط حوالي 65 مليار برميل. إن ما معدله 65% من إنتاج السعودية من النفط خلال الفترة 1948-2000 كان مصدره حقل جواهر النفطي في المنطقة الشرقية. الولايات المتحدة كانت قلقة من أن يتكرر سيناريو الحظر النفطي بسبب حرب 1973 ولذلك قامت بالتخطيط على المدى الطويل حتى لا يتكرر ذلك عبر معادلة النفط مقابل الحماية، الولايات المتحدة تتعهد بحماية نظام الحكم في المملكة العربية السعودية والموافقة على بيعها أحدث الأسلحة مقابل الموافقة على بيع النفط السعودي حصريا مقابل الدولار الأمريكية وليس أي عملة أخرى وفرض ذلك على منظمة الأوبك باعتبار السعودية أكبر منتج للنفط في المنظمة. مات سيمون كان يعمل جاهدا في الترويج لوجهة نظره حول ذروة الإنتاج ذكر أن المملكة العربية السعودية قد تجاوزت ذروة الإنتاج منذ فترة زمنية طويلة وأن الإنتاج العالمي بالتالي قد وصل الى تلك المرحلة. سيمون قام بزيارة المملكة للتأكد من تلك المعلومات حيث ادعى أنه حصل على وثائق مصنفة سرية جدا حول مستوى الإنتاج في حقل جواهر وأنه آخذ في التناقص. إن سيمون لم يقدم أي دليل حول صحة مزاعمه وكيفية حصوله على تلك المعلومات الحساسة خصوصا أن مستويات الإنتاج الفعلية واحتياطيات النفط في السعودية تعتبر من المعلومات السرية والحساسة التي لم تعلن عنها الحكومة السعودية منذ إعادة شراء شركة أرامكو خلال فترة الثمانينيات من القرن العشرين.
إن ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة التي تلت غزو العراق سنة 2003 تم الترويج لها من دوائر الإعلام الغربية على أنها برهان على صحة نظرية ذروة الإنتاج النفطي بينما الحقيقة على أرض الواقع مختلفة تماما. إن مات سيمون وكولين كامبيل أعضاء في مؤسسة (Association for the Study of Peak Oil and Gas – ASPO) والتي خرجت للعلن في توقيت متزامن مع الترويج إعلاميا وبدعم من كبريات شركات النفط نظرية ذروة الإنتاج النفطي وأن احتياطيات النفط قد تم اكتشافها ولم يبق أي احتياطيات جديدة غير مكتشفة. شركة بريتيش بتروليوم انضمت الى جوقة حملات البروباغندا وغير اسمها من (BP-British Petroleum) الى (BP-Beyond Petroleum) وقامت بتقديم تمويل سخي الى أبحاث صناعة الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية خصوصا الذرة وقصب السكر. غولدمان ساكس، أحد المستفيدين من ارتفاع أسعار النفط قد بدأت بتمويل حملات إعلامية مدفوعة الأجر خصوصا مقالات ومواضيع في صحف وجرائد تقتبس من أبحاث كولن كامبيل والأرقام التي كان يذكرها في دراساته. أسعار النفط ارتفعت من 18 دولار/برميل سنة 2000 الى أكثر من 140 دولار خلال الفترة التي سبقت الأزمة المالية 2007/2008.
المثير للاستغراب أنه وخلال كل تلك الأحداث التي عصفت بالمنطقة والحملات الإعلامية التي كانت تحاول إقناع الرأي العام أن إنتاج العالم من النفط قد تخطى منذ فترة زمنية طويلة مرحلة ذروة الإنتاج وأنه بدأ في الانخفاض بشكل حاد مع زيادة الطلب واكتشاف 90% من الاحتياطيات النفطية في العالم, أعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي خلال اجتماع في العاصمة الأمريكية واشنطن بتاريخ 29/أبريل/2004 أن تقديرات احتياطي النفط في حقول المملكة قد ارتفعت من 260 مليار برميل الى 1200 مليار برميل. الوزير النعيمي أضاف وسط دهشة الحضور أن تلك التقديرات هي متحفظة نوعا ما وأنه متفائل بالاكتشافات المستقبلية وتطور تكنولوجيا التنقيب عن النفط. ولكن ذلك لم يوقف سعي الولايات المتحدة للسيطرة على منابع النفط العالمية والترويج لنظرية ذروة الإنتاج ومحدودية الموارد النفطية، الحرب على الإرهاب تحولت الى حرب عالمية هدفها التحكم بمصادر الطاقة وأماكن إنتاجها ومسارات نقلها عبر بلدان العالم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment