لم يشارك الإخوان المسلمون والسلفيون في أحداث 25 يناير في مصر في بدايتها لأن السياسة بالنسبة إليهم ليس لها علاقة بالأدبيات الدينية التي يروجون لها في الوسائل الإعلامية وخصوصا الفضائيات. الإخوان المسلمون كانوا ينتظرون الضوء الأخضر الأمريكي والأوروبي والأهم التمويل بينما السلفيون كانت فتاويهم بتحريم العملية الديمقراطية والإنتخابات والبرلمانات قد أصبحت من حكم المعلوم بالضرورة.
الحركات الإسلامية والسلفية بشكل عام ليست إلا معولا لهدم الأوطان وتمزيقها تحت ذريعة تطبيق الشريعة حيث يجتذب حكم تطبيق الشريعة السلفي على الأقليات الدينية والعرقية مؤسسات المجتمع المدني الغربية والهيئات الغير حكومية والسفارات الأجنبية والأمم المتحدة التي سوف تجبر تلك الدولة على إجراء إستفتاء للإنفصال بحجة حماية الأقليات والإضطهاد الديني وإلا العقوبات ومحكمة العدل الدولية وإتهامات بجرائم حرب وإبادة. والأمثلة لمن يرغب وافرة فهناك السودان, الصومال, أندونيسيا وفي سوريا حيث يتزعم الفرع السوري من تنظيم الإخوان المسلمين وبدعم من الفرع المصري والمكتب الدولي للتنظيم في العاصمة البريطانية العمليات العسكرية ضد الجيش العربي السوري بهدف إقامة إمارة إسلامية على قسم من الأراضي السورية. كما أنه في العراق تزعم الفرع العراقي من التنظيم محاولة فصل مقاطعات عراقية وهي الموصل, صلاح الدين, الأنبار وديالي لتشكيل إمارة إسلامية.
إذا فقد أصبح من الواضح الغاية من الدعم المالي والإعلامي الغربي للتنظيمات الإسلامية في الوطن العربي فالإخوان المسلمين إستلموا تمويلا من الإدارة الأمريكية قدرته بعض التقارير الصحفية الأمريكية بمليار دولار وتم تقديم طلبات إستجواب للكونجرس عن أسباب تلقي تنظيمات إسلامية معروفة بأجنداتها العدائية أموال من دافع الضرائب الأمريكي. وفي مرحلة لاحقة كانت هناك تقارير غير مؤكدة عن إستلام إدارة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي 8 مليار دولار مقابل منح مساحة واسعة من سيناء لصالح توسعة حدود قطاع غزة والحل النهائي للقضية الفلسطينية. إن تصريحات مسؤولين بارزين من تنظيم الإخوان المسلمين تؤكد ذالك خصوصا رسالة الغزل التي أرسلها محمد مرسي للرئيس الإسرائيلي وتصريح عصام العريان عن عودة اليهود المصريين إلى مصر مقابل عودة فلسطينيين مقيمين في مصر إلى قطاع غزة.
الدعوة السلفية في الإسكندرية وهي أبرز هيئة سلفية مصرية تليها جمعية أنصار السنة المحمدية تلقت تمويلا من دول عربية وإسلامية على علاقة وثيقة بالإدارة الأمريكية حيث إنقلبت الدعوة السلفية في الإسكندرية على مبادئها وقامت بتأييد المظاهرات والإعتصامات على لسان الشيخ محمد حسان أحد أبرز الشخصيات السلفية في مصر كما أنها قامت بتشكيل حزب سياسي دخلت من خلاله البرلمان وفازت بعدد من المقاعد. وكمقدمة لتقسيم مصر فقد قامت الحركة السلفية في الإسكندرية بإستفزاز الأقباط والشيعة في مصر وشنت حملات إعلامية على الصوفية. فعلى سبيل المثال قامت المحطات الإعلامية التي تتبع التيارات السلفية في مصر وخارجها بالتضخيم الإعلامي لقضية المواطنات المصريات القبطيات ممن قبلن التحول للإسلام حيث تبين أن أغلب الفتيات قد تم إغرائهم بالزواج وتقديم وعود خلبية لهم على نمط قصص روميو وجولييت. أنصار الحركة السلفية قاموا بقتل وتشويه حسن شحاتة وهو أحد رموز الشيعة في مصر بذريعة شتم أمهات المؤمنين على الرغم من إمكانية تقديم شكوى قانونية ومحاسبته قانونا.
نادر بكار الذي يسبقه لقب مساعد رئيس حزب النور المصري يذيل به مقالاته في موقع هافينجتون بوست العربي يعيش في حالة إنفصام عن الواقع ولا تخرج مواضيعه التي يكتبها عن منهج حزبه الذي يخلو من أي مبدأ ثابت المهم هو كرسي السلطة حيث أطلقت الحركة السلفية على فوزها في إستفتاء التعديلات الدستورية بغزوة الصناديق لأن الإنتخابات والإستفنائات شفافة وصحيحة إذا فازوا بها لتطبيق أجنداتهم في تحويل أي بلد إلى صومال أخرى وإلا فالإنتخابات مزورة. نادر بكار نفسه مثال على التلون والنفاق حيث أنه قبل ذهابه للدراسة في جامعة هارفارد قام بحلاقة 99% من لحيته كما أنه قام بحضور لقاء نظمته الجامعة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني بل ويقال أنه إلتقاها على هامش زيارتها للجامعة.
وكعادة السلفيين عندما يكتبون في الصحف والمقالات فمقدمة مواضيعهم سوف تبدأ بسوريا حتى لو كانت عن مشكلة جزر القمر حيث يبدو أن نادر بكار يعيش في خيالاته وأوهامه ولا يعرف أن المعارضة السورية تتراجع على كافة الجبهات وأن حصار المعارضة في حلب قد إكتمل بالسيطرة على منطقة الراموسة وأن من يظن أنه سوف يخوض المعركة الفاصلة أو الملحمة الكبرى على أجنحة طائرات الناتو فهو مخطئ وأن المتغطي بالأمريكان عريان, أمريكا وروسيا إتفقوا على مكافحة الإرهاب وتمت التضحية للمرة الألف بمن ظنوا أنهم يخوضون الجهاد المقدس.
وسوف أتفق مع نادر بكار أن مؤتمر الشيشان هدفه سياسي بحت كما سوف يتفق معي كل عاقل بأن الإسلام هو دين بلا مذاهب. المشكلة أن الحركة السلفية سواء في مصر أو السعودية أو السودان أو في أي مكان تنتشر فيه تعمل وفق مبدأ من هو ليس معي, فهو ضدي وأن الله معها مادامت هي مع الله.
ولكن كيف يمكن تطبيق ذالك من وجهة نظر الحركة السلفية وحلفائها؟
الجواب مرة أخرى هو تاريخ من القتل والدم والمجازر المرتكبة بإسم الدين وبإسم الله حتى يتمكن الإسلام السياسي وحليفه السلفية التلمودية من بسط سيطرتهم على الوطن العربي متحالفين مع أذناب الإستعمار والطابور الخامس من الإنتهازيين وأصحاب المصالح.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment