Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, September 6, 2016

كيف يتم إستخدام أزمة اللاجئين كحصان طروادة لهدم أسوار الإتحاد الأوروبي المنيعة؟



نفسها التي قام عليها الإتحاد وهي بإختصار هويته العلمانية وخلفيته التاريخية المسيحية. إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول لدول الإتحاد الأوروبي هي أول خطوات العضوية الكاملة فيه. السبب الثاني هو أن بلدانا أوروبية عديدة لاتزال لديها ذكريات مريرة مع الإحتلال العثماني الذي دام لمئات السنين في بعض الحالات خصوصا بلغاريا, اليونان, المجر وصربيا. السبب الثالث هو تراجع الأداء الإقتصادي لتركيا بشكل كبير حيث مازال الإتحاد الأوروبي مثقلا بمشكلة الديون السيادية في كل من اليونان, البرتغال, إسبانيا, إيطاليا وعضوية تركيا في الإتحاد لن تقدم أي مساهمة إقتصادية إيجابية. السبب الرابع هو المرارة التي بدأ يشعر بها المواطن الأوروبي من محاولات الإبتزاز التركية الواضحة حيث برزت عدد من المنظمات والجمعيات المناهضة للهجرة في أوروبا وإزدادت شعبية جمعيات أخرى قائمة إنضم لها مواطنون كانوا في السابق يوصفون بأنهم حياديون.
إن تركيا وبعلم رئيسها رجب طيب أوردوغان متورطة بأزمة اللاجئين حتى النخاع حيث تسهل عمل المهربين كما أن هناك كيان إقتصادي متكامل قائم يعتمد على تهريب اللاجئين بداية من المهربين والوسطاء ومحلات بيع مستلزمات اللجوء خصوصا القوارب والمحركات وسترات النجاة الذي تبين مؤخرا أن نسبة كبيرة منها غير مطابق للمواصفات وتسبب في زيادة عدد اللاجئين الذين يبتلعهم البحر بعد غرق قواربهم. الأجهزة الأمنية الأوروبية عبرت عن قلقها من تسلل أعضاء في داعش مع موجة اللجوء الأخيرة بسبب التسهيلات التي تقدمها تركيا لمهربي البشر وهو ماحصل بالفعل حيث يشاع على نطاق واسع تمكن خمسة الاف عضو من داعش التسلل إلى أوروبا كما أن أعضاء من داعش تورطوا في هجمات وقعت في مدن أوروبية عديدة قد قاموا بعدة رحلات بين أوروبا وسوريا والعراق بدون أي عوائق أمنية أو لوجيستية.
تركيا تحاول إجبار الإتحاد الأوروبي على قبولها بطريقة أو بأخرى حيث يتم وضع اللمسات النهائية على تعديل في قانون الهجرة التركي بما يسمح بتجنيس مئات الألاف من اللاجئين السوريين فإما دخولهم لأوروبا كلاجئين أو
إن التوصل إلى الأسباب الحقيقية التي تقف وراء أزمة لاجئين تعد الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية تلزمنا أن نأخذ في إعتبارنا كافة العوامل والأسباب والتصريحات وأن نحاول الوصول إلى جذور المشكلة والحلول المقترحة التي من الممكن تطبيقها.
وفي سبيل الوصول لنتيجة إيجابية فعلينا أن نسأل من هو المستفيد من أزمة اللاجئين؟ وكما يقول المثل مصائب قوم عند قوم فوائد.
الرئيس التشيكي ميلوس زيمان وصف موجة اللجوء الأخيرة بأنها عملية غزو منظم من قبل تنظيم الإخوان المسلمين وليست متعلقة بأشخاص يحتاجون إلى حماية. وكما انه طالب اللاجئين وأغلبهم من الذكور اليافعين بالعودة إلى بلدانهم ومحاربة داعش بدلا من التقدم بطلب لجوء للخارج. إن الرئيس التشيكي لم يقف لوحده فيما يتعلق بالدوافع الحقيقية التي تقف وراء موجة اللجوء الأخيرة حيث هناك تصاعد غير مسبوق في أوروبا لشعبية الأحزاب المناهضة للهجرة وهناك تغيير في مزاجية الكثيرين من المواطنين الأوروبيين الذين كانوا في السابق إما متعاطفين مع اللاجئين أو أنهم على الأقل على الحياد.
على أحد طرفي الأزمة هناك البلدان الأوروبية التي تستقبل اللاجئين وعلى طرفها الأخر هناك تركيا التي تطمح بعضوية كاملة في الإتحاد الأوروبي حيث قام الرئيس التركي مؤخرا بتهديد الدول الأوروبية بزيادة تدفق اللاجئين إن لم يتم إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دول الإتحاد الأوروبي كما ينص إتفاق سابق مع تركيا. برأي الشخصي ومنذ أن سمعت بذالك الإتفاق الذي يتضمن منح تركيا ثلاثة مليارات يورو بالإضافة إلى إمتيازات أخرى إن إلتزمت تركيا ببنوده فقد علمت أنه لن يصمد طويلا لمجموعة أسباب. أول تلك الأسباب هو تركيا دولة ذات غالبية سكانية مسلمة وإعفاء مواطنيها من تاشيرة الدخول لدول الإتحاد الأوروبي(الشينغن) سوف يزيد الخلل الذي تعاني منه التركيبة السكانية. خبير العلوم السياسية والبروفيسور في جامعة هارفارد ومؤلف كتاب صراع الحضارات صاموئيل هنتجتون ذكر بإستحالة إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبي لأن ذالك يقوض الأسس
ألمانيا في سنة 2014\2015 حققت فائضا في ميزانيتها فاق توقعات الخبراء حيث بلغ 10 مليارات دولار وفي سنة 2016 من المتوقع أن يبلغ ضعف هاذا الرقم فكان لابد من إيجاد مخرج لتلك الفوائض المالية عبر أزمة اللاجئين بدلا من أن يتم إستخدامها في المزيد من التنمية الصناعية والنهضة الحضارية مما سوف يؤدي إلى تقوية موقف ألمانيا داخل الإتحاد الأوروبي وتقوية الإتحاد الأوروبي بالمجمل في مواجهة الولايات المتحدة حيث هناك خلاف سياسي وإقتصادي حول مجموعة من القضايا خصوصا قضايا تجارية والنظام النقدي والمالي.
فرنسا في السابق كانت معارضة عنيدة لسياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بحرب فيتنام وخصوصا رئيس فرنسا شارل ديغول الذي كان يتمتع بشعبية غير مسبوقة بسبب قيادته المقاومة ضد الإحتلال الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية وتحوله إلى رمز وأسطورة لبلاده. كما أن المعارضة الفرنسية كان تشمل السياسات المالية للولايات المتحدة وخصوصا خطة بريتون وودز التي أقرت الدولار الأمريكي كعملة إحتياطية عالمية حيث بدأ فرنسا وبسبب قيام الولايات المتحدة بإستغلال الإتفاقية وطباعة كمية ضخمة من الدولار لتمويل حرب فيتنام وخطة تنمية عرفت بإسم (Gun and Butter) مما أدى إلى قيام فرنسا بمطالبة الولايات المتحدة تسليمها ذهبا مقابل الدولارات الأمريكية التي تراكمت نتيجة الفائض التجاري الإيجابي لصالح فرنسا وذالك بموجب إتفاقية بريتون-وودز بسعر 35 دولار\أونصة. إن ذالك أدى إلى لحاق دول أخرى بفرنسا والمطالبة بمبادلة الدولار بالذهب بل وبإسترداد سبائكها الذهبية المودعة بسب ظروف الحرب في أوروبا في خزائن بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة الأمريكية. النتيجة في فرنسا كانت إسقاط الرئيس الفرنسي شارل ديغول وتقديمه إستقالته سنة 1969 نتيجة مظاهرات عمت فرنسا كانت في الظاهر تتخذ الطابع اليساري والطلابي ولكنها في الباطن تحركها وتمولها منظمات ومصالح ضغط ولوبيات تتبع الرأسمالية الغربية وجهات أمريكية لم تكن تروق لها إستقلالية القرار الفرنسي بعيدا عن مصالحها ومصالح شركاتها.
كمواطنين أتراك, فالأمر سيان للحكومة التركية ويحقق لها نفس الأهداف. بالإضافة إلى ذالك فإن الرئيس التركي يهدف من تجنيس تلك الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد خصوصا من ناحية تأثير ذالك على الوضع الداخلي. أولا فهو يضمن لحزبه ولاء مئات الألاف من السوريين المجنسين الذين سوف يتم إسكانهم في مناطق يتواجد فيها مواطنون أتراك في لواء إسكندرون السوري المحتل من قبل تركيا حيث سوف تكون النتيجة تغيير التركيبة السكانية التي يغلب عليها العلويون وكذالك مناطق تسكنها غالبية سكانية كردية بالإضافة إلى أن تجنيس اللاجئين السوريين يخدم المخطط التركي بإقتطاع أجزاء من سوريا خصوصا مدينة حلب وأجزاء من ريفها بطرق مختلفة منها تصويت بالإنفصال والإنضمام لتركيا عبر تدويل القضية وبرعاية الأمم المتحدة.
إن الحديث عن كافة الجوانب التاريخية المتعلقة بأزمة إرتفاع أسعار النفط إثر حرب رمضان 1973 هو حديث قد يطول ولكن مايهمني هو أن هناك بعض دوائر صنع القرار على المستوى العالمي وجماعات الضغط ومعاهد الأبحاث ولوبيات المصالح كانت منزعجة من النهضة الصناعية الأوروبية خصوصا ألمانيا وفرنسا حيث إختل الميزان التجاري بشدة لصالح تلك الدول مقارنة بالولايات المتحدة وكانت تلك الدول الأوروبية هي المتضرر الأول من إرتفاع أسعار النفط حيث تباطئ نموها الإقتصادي بسبب إرتفاع أسعار إستهلاك النفط 400%. اليمينيون المحافظون ومعاهد الأبحاث المرتبطة بهم ينفون تلك الإحتمالية وأن أزمة إرتفاع أسعار النفط ليست أزمة مفتعلة وأن الولايات المتحدة قد قدمت الحماية العسكرية لأوروبا في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية وساهمت عبر خطة مارشال في نهضتها الإقتصادية بينما على أرض الواقع فإن ذالك تم في إطار الحرب الباردة حيث كان الإتحاد السوفياتي جاهز لملئ الفراغ وتقديم خطة مارشال شيوعية بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة إستفادت وبشدة من نفط الشرق الأوسط الرخيص في خطة مارشال حيث كانت أسعار الطاقة الرخيصة تشكل عماد التنمية الإقتصادية في اوروبا في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية.
ن إستعراض الأسباب والخلفيات التاريخية لأزمات وأحداث سابقة سوف يساعد على فهم الأحداث الحاصلة في عصرنا الحالي فبدون الماضي لا يمكننا إستشراق المستقبل. الإتحاد الأوروبي مستهدف من وراء أزمة اللاجئين فيما يمكن تشبيهه بعملية تطهير عرقي وإن كانت بأساليب أكثر حضارية من وجهة نظر إعلامية. ألمانيا كأقوى دولة أوروبية تليها فرنسا كصاحبة تاريخ سياسي حافل وعريق على رأس قائمة الدول المستهدفة في الإتحاد الأوروبي وأزمة اللاجئين هي أداة القرن 21 التي يتم تطويعها لإستخدامها كحصان طروادة ونخر الجسد الأوروبي من الداخل.
كما أن حالة العداء الأمريكي-الفرنسي إمتدت للفترة التي عاصرت غزو العراق حيث عارضت فرنسا ذالك الغزو وبشدة وعارضت إسقاط الرئيس العراق سنة 2003 حتى أنه كانت هناك مطالبات في الولايات المتحدة بتغيير الإسم الفرنسي(French Fries) إلى إسم أخر. الرئيسان الفرنسيان فرانسوا ميتران وجاك شيراك تمت محاصرتهما بفضائح التشهير وتشويه السمعة حتى بعد تركهما لمنصبيهما وأحد الأسباب الرئيسية هو معارضة غزو العراق من قبل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وإنتقادات لسياستها الخارجية.


مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية



No comments:

Post a Comment